Wednesday, December 31, 2008

كلام عن اخر العام


سنة جديدة...اخيرا
كانت السنة الماضية شريرة معي بشكل لا يصدق...لا اقول انها كانت سيئة جدا ولكنها كانت شريرة وخبيثة ولئيمة ومدمرة وسمجة وثقيلة الدم...خصوصا شهر ديسمبر..اليوم الثاني والعشرين منه بالذات...لم اكن اعرف انه يحتوي على كل هذا الشر


سنة جديدة...اخيرا
من جهة اخرى...كانت سنة دافئة ورائعة من اوجه عديدة..بالطبع تخللها الكثير من الضحك والكثير من غيوم السعادة الوردية..انا لم اقل انها شريرة تماما..ولكنها كانت ثقيلة قليلا
.......................................................................
اعترافات:
اعترف اني لم اتبع اي نوع من انواع الحمية بشكل جدي طوال هذه السنة على الرغم من ادعائاتي بالعكس وكذبي بخصوص وزني الذي يقل كل اسبوع من كيلو الى اثنين وسعادتي بتصديق كل من حولي للكذبة البيضاء واشادتهم بالتقدم الذي احرزه...وانا اضحكككككككك

اعترف كذلك ان ادماني للشيكولاتة زاد بشكل ملحوظ ولايمكن السكوت عنه...اعترفت بذلك اليوم لصديقتي المفضلة ولم انتظر اجابة...من الممكن اني خفت ان تجبرني على اعادة كمية الشيكولاتة التي اشتريتها

اعترف اني لم اعد انا..لم تعد نفسي كما عرفتها..تغيرت..اكيد تغيرت..ولكن ارجو ان يكون التغيير للأحسن

اعترف..انا لم انسى تماما بعد..شئ سخيف ولكنه حقيقي

اعترف ان فسخ خطبة فوزية كان على يدي..على اعتبار ماسيكون يعني

اعترف اني اصبحت انسانة سمجة قليلا..وغير قابلة للعلاج
اعترف اني اصبت مؤخرا بداء الكوابيس اللعين..والارق الالعن منه
اعترف اني تنازلت عن كل الاحلام الساذجة واستبدلتها بأحلام واقعية...كلمة احلام واقعية في حد ذاتها سخيفة الى درجة كبيرة ولكني فعلت


امنيات:
ترتيب عشوائي وليس على حسب الاهمية:
الدفا
الونس
الضحك
الشيكولاتة
المطر
اسكندرية
دريم بارك
خطوبة ريهام
الشهادة
ماما تخف
انتهاء معركتي انا والشبح..بانتصاري طبعا
128 حمراء
الرخصة

اعتذارات:
اولا..هيام اعرف انك تظنين اني صديقة خائنة..ربما كنت كذلك فعلا في وقت من الاوقات ولكني لن اكون تلك الصديقة بعد الان...وعد


ثانيا..شيماء اعتذر بشدة عن عدم تواجدي في ساحتك بالكمية الكافية خصوصا في هذه الايام

ثالثا..بابا..اكيد سنتحادث اكثر

رابعا..ماما اعتذر من كل قلبي عن ما فعلته وعن كل ما سأفلعه

خامسا..اعتذر بشدة عن تحولي لتلك الانسانة السمجة الكئيبة واعد بالتغيير في القريب العاجل
سادسا..فوزية يا رفيقة الكفاح..سامحيني لو كنت صعبة المراس احيانا..وسامحيني اذا كنت متعبة احيانا..او اذا جعلتك تظنين اني احبك بدرجة اقل مما افعل حقا

تشكرات:
لله
لبابا وماما
لفيروز ومنير وعبد الحليم واحلام مستغانمي واحمد خالد توفيق وابراهيم عبد المجيد...لخالتو..لاسكندرية وللكوربة ولميدان الجامع..للشيكولاتة والقهوة المحوجة..لفوزية وريهام وسارة اختي وسارة صديقتي وهبة وشيماء..احمد عز وعمرو و د\ممدوح عبد الحميد

رسائل:
ايها الصديق..الذي لم تكن يوما صديقا..لا اريد صداقتك ولا احتاجها ولا اطالب بها ولا اريد ان اتذكر..فقط اريد بعض السلام..وان اتنفس

ريهام..ايتها العزيزة واجهي مخاوفك ونفسك والعالم بأكمله قبل فوات الاوان

هيام..ادام الله عليك سعادتك..وسيف الصغير

فوزية..انتهي من هذا الموضوع الشائك والا فنهايته على يدي ..بحبك جدا على فكرة

رشا..يكفي كسل

هبة..شعار المرحلة القادمة..لا للتسرع

شيماء..من اجمل مخلوقات الله.."وهشوف فيكي يوم حلو" اكيد..أكيد..اكيد

طموحات
اطمح فقط الى بعض المنافذ في حياتي كي اعود وافعل ماكنت اجيده طوال حياتي..التنفس..والخروج..وبعض السكينة وان ارى الحياة والعالم بعيون اخرى..عيون جديدة..ذات نظرة عميقة
شعار المرحلة القادمة..نظرة جديدة..وعيون جديدة

Monday, December 29, 2008

العادي في ابشع صوره


على اساس الوضع الراهن...اشعر انه علي ان اتكلم عن غزة وان ادين واشجب واحتج على مايجري.مايجري هو ان غزة تنزف كثيرا..تموت موتا بطيئا اليما...غادرا


يحصل الشئ ذاته في كل مرة..نبكي كثيرا وربما ندلي بتصريح او اثنين..ونتذكر ما دفناه في التراب لفترة طويلة...وبعدها لاشئ..ننسى ونتناسى


ولكني لن اتكلم...لا لن افعل..اشعر اني عاصرت هذه المشكلة اكثر مما يجب في مرحلتي الثانوية


رنا غانم..فتاة فلسطينية جدا..من طولكرم هكذا قالت لي..سمراء..واسعة العينين ودامعة العينين دائما..ولكنها لا تبكي ابدا..هناك شئ فيها يدفعك للاعتقاد بأنها حزينة جدا ولكنها تضحك دائما


رنا كانت تحمل معها الكثير من الحكايا عن اشخاص فقدوا الاسباب التي تدفعهم للحياة..عن اشخاص اصبحوا مجرد جثث متحركة ولكنهم لم يبالوا...كانت تحمل معها مأسي كثيرة...هي نفسها كانت ماساة ولكنها لم تبالي


كانت تتكلم عن ابن عمتها الذي قتل على يد جندي اسرائيلي لأنه حاول ان يدافع عن منزله..ببساطة شديدة تتكلم عنه..كيف قتل..كيف رماه الجندي في حاوية القمامة..كيف اكتشفوا وجوده داخل الحاوية بعد مرور اكثر من ثلاثة ايام...كيف ان عائلته مضطرة للتعامل مع ذلك الجندي كل يوم


ببساطة..تتكلم عن الحب الذي جمعهم..وعن الخطط..وعن الاحلام..وعن التوقعات العظيمة رغم المعيشة الصعبة والمستقبل المجهول..ولكنها جرأت على الحلم


تحكي لنا رنا كيف ان كل ما يحصل عادي..موت احد احلامك هو شئ عادي..وكذلك موت قطعة من قلبك في كل مرة يموت فيها شخص عزيز عليك الى ان تستيقظ في يوم من الايام لتجد انه يوجد مكان قلبك فجوة سوداء كبيرة يمر عبرها الهواء فتحدث صوتا كالصفير


لن اتكلم عن غزة ولا عن طولكرم ولا عن المذابح ولا عن الموت البطئ...لأني عايشت كل ذلك من قبل..ربما اكثر مما يجب


ولن احتج ولن ادين ولن اشجب..لأنه كما قالت لي رنا ذات يوم..فش اشي عن جد صار يوجع...كل اشي صار عادي

Monday, December 22, 2008

فوضى الالوان


تصبغ اظافرها بلون احمر صارخ..تتأملهما في اعجاب على ضوء الشمس...لمعة اللون الاحمر تحرك شيئا ما في داخلها..سعادة ما..نشوة ما..لاتدري تحديدا..ولكن يبدو ان مسار اليوم اعتدل حين فعلت هذا الفعل


يهيئ لها انها تميل كثيرا الى الالوان الصارخة هذه الايام....الاحمر..الفوشيا..الاخضر..البرتقالي...تستغرب ذلك كثيرا وهي التي اعتادت على اللون الاسود وان شعرت انها سعيدة قليلا كان اللون الرمادي


اليوم وبعد ما صبغت اظافرها باللون الاحمر..تقرر انها ستمزج في ملابسها البنفسجي ليمحو الكابة المحيطة قليلا مع الاخضر ليساعد في جعل اليوم والايام القادمة تكتسب شيئا من لونه...ستضيف كذلك قليلا من اللون الاصفر..لون عباد الشمس الى حجابها...تذكرت الشمس وتذكرت معه البرتقالي..كيف نسيته..ستضيف منه القليل كذلك ليمنحها الدفء الذي افتقدته في الاونة الاخير


تنظر الى اظافرها الحمراء الصارخة ببهجة ما...وتنتبه الى انها لم تضف الذهبي.. ستحمل الحقيبة الذهبية اذن...وسترتدي الحذاء الفضي..لون الهدية التي تمنت ان تهديه اياها يوما ما...تنظر الى قدمها وتبتسم


ستضع اليوم ماكياجا...هي التي لم تعرف كيف تتجول الفتيات بهذه الالوان في الشوارع ومدرجات الكليات وفصول المدارس...ولكنها اليوم ستناقض نفسها..ما أحوجها الى بعض الافعال المتناقضة في حياتها بين الحين والاخر..


قليل من الاسود لونها المفضل سابقا داخل عينيها..لعلها ترى القادم اجمل..مزيد من الاسود..المزيد..لعلها ترى افضل في المرة القادمة...لعلها تهرب من خوفها في المرة القادمة...تغمس الفرشاة في اللون الفوشيا..تغمسها جيدا تريد ان يكون اللون مركزا وثقيلا وواضحا...تضع الكثير منه على اجفانها...لكي يخيل لمن يراها انها تزرعهم بالكثير من الورد البلدي ذو اللون الفوشيا الصارخ..تذكرت الورد البلدي..تذكرت انها كانت ستهديه الكثير من الورد البلدي لو امهلها القدر قليلا..الورد الفوشيا والابيض لكنها لم تكن ستهديه الاحمر لا لشئ الا لأنها تحب الاختلاف...التفرد هو عنوانها..لم تكن كغيرها..هكذا احبها ولهذا احبها ولم تكن تنوي ان تتغير بأي حال من الاحوال...لأسباب كهذه رفضت ان تجعل من الورد الاحمر رمزا


نظرت الى اللون السماوي بحنين بالغ...لم تنسه ولكنها كانت تحتفظ به للنهاية...يذكرها هذا اللون بسماء كانت تتمنى ان تطير فيها بأجنحة ليست لها بالتأكيد..ستكون الاجنحة له ولكنها كانت ستطير بهما معه في سماء سماوية..لالا..رزقاء نيلية..
يذكرها هذا اللون ببحر اسكندرية في شهر مايو...بحر شديد العصبية مثلها في هذه الايام...كثير الامواج..كثير الهدير...كثير الغرقى والاحزان...مثلها...مثلها في كل شئ...حتى لونه السماوي


تنثر القليل من اللون الوردي على خديها الممتلئين...الوردي لون ذلك القلب الذي يمتلكه..القلب الذي يعتصره..بصوته...وبعينيه احيانا...ذلك القلب الذي تدعي صاحبته اللامبالاة في كل حديث دار بينهما يوما..صاحبته التي انكرت في يوم من الايام ملكيتها لذلك القلب ذو اللون الوردي الفاتح....من كان ليصدق ان صاحبة هذه الطباع الصارمة مما لا يتماشى مع ملامح وجهها الطفولية..تمتلك قلبا بهذا الصغر...وبهذا الضعف...وبهذا اللون...من كان ليصدق ان شخصا ما يستطيع انكار قلبه وحبه بهذه الصرامة...ولكنها كعادتها دوما تتحدى الثوابت


اخيرا عادت الى الاحمر مرة اخرى...تضع الكثير من احمر الشفاة ذو اللون الاحمر الصارخ على شفتيها..ولكن لونه هكذا لا يعجبها فتضع عليه الكثير والكثير من ملمع الشفاة ليلمع في اشعة الشمس وربما يعكسها كذلك...أحبت الاحمر مؤخرا..ربما بسبب ربطة العنق تلك التي راته يرتديها في احدث صوره...او ربما بسبب ذلك الحذاء الرياضي الذي لاحظته في اخر مرة قابلته فيها...وربما بسبب ان اللون الاحمر نجح بشكل كبير في ان يبعد اشباح الماضي لفترة طويلة...نجح اكثر من غيره من الالوان في اشعارها ببهجة ما تطوف في الاجواء..تبحث عنها تنادي باسمها...كل تلك احتمالات تحتمل الخطأ وتحتمل الصحة...الشئ الاكيد انها لن تخرج بكل هذه الفوضى الان...فوضى الالوان..وفوضى المشاعر


ستنتظر...لعل القادم اجمل

Sunday, December 14, 2008

اسطورة عادية


كل شيئ يتحول الى العادي ببطء


لاشيئ يثير الاهتمام..ولاشيئ يحزن حقا..ولاشيئ يفرح حقا..
من المحزن بالفعل ان يتحول كل شيئ الى العادي


احيانا..اقرر اني ساتنازل عن كل شيئ.عن الاحلام الغير مكتملة وعن كل قصص الحب الفارغة وعن محاولة البحث عن حلول لاصحابها...سأتنازل كذلك عن بعض الذكريات السعيدة فقط لان بعض الحزن ملتصق بها ويرفض الانفصال عنها...ربما سأتنازل عن بعض الحرية كذلك


لاشيئ يهم في النهاية


افكر اني ساتنازل عن كل ذلك..ولكني اعترف بأني انسانة جبانة لا املك القوة الكافية لذلك الفعل..يبدو ان اخاف من الفراغ الذي سيكون بعد ذلك...اذا تنازلت عن كل ذلك فماذا سيبقى؟
ربما هناك بعض الاشياء التي تثقل روحي ولكنها في نفس الوقت تبقيها دافئة..وانا اصبحت اخاف من البرد كثيرا ومن الليل كذلك...حتى الكلام صار مخيفا مليئا بمفردات لا أفهمها ولا احاول ان افعل


صخب..صخب..صخب


وفي نهاية اليوم هدووء... يقتل ببطء
ببطء...كل شيئ يتحول الى العادي


لا اعرف يقينا ان كنت ضعيفة...ام ان ضعفي تختبئ خلفه قوة هائلة...احيانا اظن اني امتلك قدرات خارقة في كل مرة اخرج من البيت قبل المحاضرة بساعة واحدة فقط ومع ذلك اصل دائما في الوقت المحدد...في كل مرة اظن اني موشكة على البكاء لا محالة ومع ذلك اسيطر على نفسي وابتسم ابتسامة صافية من القلب...في كل مرة يبدو لمن حولي اني استسلمت لدوامة شريرة من اليأس اخيب جميع الظنون واستجمع حياتي من جديد


كالعنقاء انهض من رمادي


نعم...اعتقد اني كطائر العنقاء..لا اهزم ابدا
اذا: انا فتاة عادية..عادية جدا..امتلك قدرات خارقة واحيا من جديد من رمادي كالعنقاء واكره ان تتحول الاشياء في حياتي الى شيئ عادي لانه من القسوة ان تتحول الاشياء الى شيئ عادي حتى وان كان ذلك يتم ببطء

Tuesday, December 9, 2008

حدث..قبل العيد بشوية


ولأن الحياة قررت ان تكون كريمة معي على غير العادة فان اجواء العيد تملؤني ببهجة ما..


.بحماس شديد اشتري ماتطلبه امي بدون اي تذمر..اكون مرسال بينها وبين خالتي اسلم واستلم اشياء لهما..افعل ذلك وانا امتلئ بالبهجة وبالسلام الداخلي...بالاضافة الى ان التنقل بين المنزلين يتيح لي وقت اضافي لاستمع الى ام كلثوم..عبقرية الست دي


ياحبيب امبارح وحبيب دلوقتي..ياحبيبي لبكرة ولاخر وقتي


كنت اقول لأن الحياة قررت ان تكون كريمة معي على غير العادة..فقد فاجأتني بخبر وضع هيام صديقتي الهشة ذات العيون الخضراء لطفلها الاول..سيف..
لا استوعب اصلا ان هيام الصغيرة..الهشة..الخائفة دائما من كل شئ ومن اي شئ اصبحت ماما من واجبها ان تمنح الامان والدفء لكائن اصغر واضعف...هيام اصبحت ام..عليها كل واجبات الامومة..حقا الحياة بدأت تأخذ منحيات جديدة


احكيلي..قولي..ايه من الاماني ناقص ايه تاني وانا بين ايديك


ولأن الحياة اصبحت رائعة مؤخرا بشكل يثير الشبهات..فقد تزوجت اسماء ابنة عمتي قبل العيد بيومين فقط..ليس في ذلك شئ مريب..لكن الغريب اني عرفت خبر خطبتها بعد عودتي مباشرة من عمرة رمضان..تلك العمرة التي دعوت فيها لكل من اعرفهم..فردا فردا..في الحقيقة دعوت لاسماء كثيرا..دعوت لها بالزوج الصالح تحديدا...حسنا..احب ان اعتقد ان الله استجاب لدعوتي انا..الدعوة التي دعوتها وانا في الحرم في العشرة الاواخر من رمضان..ولم لا..لا اظن اني انسانة سيئة لهذه الدرجة بالطبع امتلئ بالعيوب ولست ملاكا..ولكني في المجمل اعتبر انسانة جيدة..لا بأس بي


عمري مادقت حنان في حياتي زي حنانك..ولاحبيت ياحبيبي حياتي الا عشانك


الحياة رائعة..والجو رائع..ولكني افتقد شيئا ما..احن لشئ ما..اريد شيئا ما..احتاج لشئ ما..شئ ما..فقط لو عرفت ماهو..لو عرفت لكنت حطمته الى الف قطعة ونثرته فوق بحر عاصف كثير الامواج ليغيب بلا رجعة..اكره نقاط ضعفي واكره احتياجي وحنيني لذلك الشئ..واكره اني لاستطيع الاستمتاع بذلك الجو الرائع رغما عني...رغما عني يراودني البكاء عن نفسي في هذا الجو الرائع..رغما عني


وقابلت اماني... وقابلت الدنيا... وقابلت الحب


ليلة العيد
يسيطر جو من الكابة على رواد الماسنجر..وتصدمني الرسائل الشخصية التي يطبعونها :


مخنوقة ومفيش حاجة ليها طعم ولا للحياة معنى
الدنيا دي رحاية
مجروح ياناي


اوشك على الاصابة بالاكتئاب وهو شئ غير محمود في ظل الظروف المحيطة...ولأن الظروف المحيطة صعبة..ومبهجة في نفس الوقت.. لهذه الاسباب اقرر محاربة ذلك الوغد الشرير المسمى بالاكتئاب..وكرد فعل عكسي اكتب في خانة رسالتي الشخصية: ياحبيب امبارح..وحبيب دلوقتي..ياحبيبي لبكرة ولاخر وقتي


خليني جنبك خليني..في حضن قلبك خليني..وسيبني احلم..سيبني..ياريت زماني مايصحنيش
ياريت ميصحنيش

Tuesday, December 2, 2008

بعض الاماكن


حسنا... لنتحدث عن الاماكن


تحدثت عن الاشخاص والافلام والكتب والشيكولاتة...فلماذا لا نتحدث عن الاماكن
تلك التي تترك اثرا في النفس..تلك التي تجعل القلب يخفق احيانا وينقبض احيانا اخرى..تلك التي تبعث فينا الحنين او تقشعر لها ابداننا خوفا..تلك التي نشعر فيها اننا في وطن او التي نشعر فيها بالغربة


عن الاماكن سأتحدث


في المعادي..هناك ذلك المطعم خافت الاضاءة ديكوره يوحي بالقدم..يذكرني بجو حارة نجيب محفوظ..حتى طامه له نصيب من ديكوره..كل مايقدم هناك مصري جدا ولاتشويه شائبة اي اقتباس من بلد اخر...هناك في ذلك المكان اتذكر ضحكة ابي العالية والتي كان لها صدى في المكان الهادئ جدا والراقي جدا جدا والتي لفتت الينا الانظار كل ذلك بسبب نكتة سخيفة قالتها سارة ..اذكر امتعاض جدتي بسبب كل ذلك السخف الذي غرقنا فيه وحيادية امي التامة والتزامها الصمت وانهماكي انا في اكل ذلك الطبق وتفكيري معظم الوقت بأني يجب ان انام بسبب تورطي في ذلك التدريب الممل في بنك ما..وجو الهرتلة الذي كانت تعيش فيه سارة..اعتقد ان لذلك علاقة بامتحانات الثانوية العامة على ما اذكر..كان من الواضح جدا انها كانت تفقد صوابها بالتدريج..المسكينة
يذكرني ذلك المطعم دوما بتلك الليلة...يذكرني بالسعادة..بالسعادة الشديدة


الكوربة في الصابح الباكر...دوما اتحدث عن الكوربة في الصباح الباكر..دوما اتحدث عن رائحة البن الطازج المنبعثة من ميدان الجامع..ورائحة الخبز الشهية القادمة من مخبز فينوس..دوما اتحدث عن الصباحات التي تبدو اجمل واصفى هناك..
للكوربة طعم البدايات الجديدة..وكم اعشق البدايات الجديدة..ان تتمكن من ان تمحو جميع اخطاء الماضي وتبدأ بداية بيضاء جديدة منعشة لها رائحة القهوة والخبز الطازج لهو شئ رائع..الكوربة بالذات تعيد الي هذا الشعور ولا ادري السبب


الاسكندرية..صديقتي المفضلة..صديقتي العجوز المنهكة الغامضة احيانا... ولكنها رغم كل ذلك تستطيع ان تأسر قلبك من اول ثانية...لطالما استطاعت ذلك حتى في احلك اللحظات
للأماكن روائح مميزة وشخصيات مختلفة..اما الاسكندرية فلها روح مستقلة لها قلب دافئ ولها بحر ثائر..ولها خاصية فريدة تشفي الجروح الغائرة
الاسكندرية مدينة ساحرة..كنت اود ان اقول تلك الكلمة منذ زمن طويل ولكني كلما قررت ان اتسهل كلامي بها اتراجع وانا اشعر بمدى ابتذال الكلمة..وبالطبع ادرك للمرة الالف اني مخطئة..لأنها ساحرة فعلا تمارس عليك ذلك النوع من السحر الابيض الذي يجعلك سعيدا بطريقة غريبة والذي لايبعث فيك الحنين لشئ او لاحد..انت سعيد فقط..سعيد من لاشئ..اكيدة انا انه نوع من التنويم المغناطيسي


مكتبة ديوان..حيث يسيطرعلي الشعور بأنني ضيئلة لدرجة اني لا أرى بالعين المجردة...اتسأئل في حسرة ممزوجة بالانبهار وانا انظر الى الرفوف المليئة بالكتب..متى سيتسنى الوقت لي لقراءة كل تلك الكميات من الكتب وافكر في نفس لوقت بأنه هناك احد ما قد قرأ هذه الكمية حتما..شخص ما قرأ كل ذلك وانا لم اقرأ سوى اقل من النصف فقط...لا..انا لم اقرأ شئ..اتذكر كلمة د\احمد خالد توفيق..جاهل كقملة..تشعرني مكتبة ديوان بطريقة ما وعن غير قصد بالتأكيد اني تلك القملة ..اضحك بدون صوت وانا افكر بنفسي على اني قملة تتجول بين ارفف الكتب لتختار رواية ما


بالنسبة لي..تعتبر وسط البلد كبلد جديد تماما علي..اتوه في شوارعها ويملؤني الاكتئاب لمعرفة اني تعديت الشارع الذي ابحث عنه بثلاثة او اربع شوارع...ومع ذلك اشتاق اليها بين الحين والاخر...او اذهب اليها وانا مكرهة من قبل احد اصدقائي الذين يعشقونها...اعتقد ان وسط البلد هي قلب القاهرة ولأن القاهرة مدينة طاعنة في السن في تعاني من تصلب الشرايين وارتخاء عضلة القلب..ولهذه الاسباب ابقى بعيدة قدر المستطاع عن قلبها

لأماكني المفضلة شخصيات تشبه شخصيتي او لا تشبهها اطلاقا ومع ذلك احب التواجد فيها لأسباب تتعلق بالماضي..او بالحاضر
لأمكاني المفضلة شخصية محببة تأسر القلوب وذكريات تتشاركها معي..لأماكني المفضلة مكان خاص في القلب..قلبي

Thursday, November 27, 2008

لا مبالاة


لم اعد اهتم بالسؤال عمن حوالي..تفاجأني لا مبالاتي في كثير من الاحيان وتشعرني بأني شخص اخر غيري


منذ مدة طويلة وانا المح هبة ابنة عم صابر حارس بنايتنا وهي تصعد وتهبط درجات البناية تأتي بطلبات السكان واحيانا تساعد احداهن في تنظيف شقتها ولا مانع من الطهي قليلا كذلك..تفعل كل ذلك وتلك النظرة الحزينة تعتلي وجهها ولا تفارقها حتى وهي تأخذ اجرتها...كنت اعلم انها تزوجت العام الماضي ومع ذلك لم اهتم ان اسأل لماذا عادت للاقامة هنا
في ذلك الصباح عندما كان عم صابر يأتي لنا ببعض الاغراض سألته امي عن احوال هبة..قال لها وجهه الابيض محتقن بشدة من الحزن انها وضعت وليدا ميتا واصابها جراء ذلك شبه انهيار عصبي وانها تقضي بعض الوقت هنا لاراحة اعصابها بعيدا عن البلد

كانت هبة تقضي وقتها بين البكاء على طفلها المتوفي...وبين محاولة اثبات انه لايد لها في وفاته وان دمها ليس مسما

يقتل الاطفال كما اتهمتها حماتها...اغرقت هبة كل كوابيسها ومرارتها في العمل تعمدت ان تنسى البكاء لكي تقدر على الحياة..حصل كل ذلك وانا منغمسة في احوالي الشخصية..المح نظرة الحزن نعم.. ولكني لا اكلف نفسي عناء السؤال وربما التخفيف عنها قليلا كذلك


و يستمر معي مسلسل اللامبالاة معي..عندما ادرك اني لا اهتم بالسؤال عن صديقتي..تلك الصديقة الحامل والتي اعلم يقينا ان الحمل انهكها جسديا ونفسيا...لطالما كانت هشة
اريد حقا السؤال عنها ولكن دائما هناك شيئا ما يمنعني..القراءة او الكتابة او حضور المحاضرات واحيانا محاولاتي لفهم تلك المحاضرات...ولكنه غالبا ما يكون الحزن...يقولون ان كل ماتشعر به الام او تختبره ينتقل تلقائيا الى طفلها..اعلم بالتأكيد ان عدوى حزني ستنتقل اليها وبالتالي ستنتقل الى طفلها وهو الشئ الذي لا اريده...لا اريد له ان يشعر بالحزن...مازال الوقت مبكرا على اي حال..لا اريد له ذلك لاني احمل له مشاعر من نوع خاص..هو اول طفل يولد في مجموعتنا الصغيرة من الاصدقاء والتي تفرقت بفعل عوامل الزمن..هو اول طفل يولد نتاج لقصة حب حقيقة مكتملة النمو..لهذا يبدو ان الحزن الذي سيتسرب اليه بسبب مكالمتي يحتوي على بعض القسوة


هذا هو الحال... مع مروة وهيام وهبة الصموتة ابنة عم صابر..ورشا وسالي ونسرين واشرف وهبة وعمرو وشيماء


مؤخرا...اصبحت مصدر ازعاج لكثير من الناس..بسبب لامبالاتي بالطبع..يعتقدون اني لا اهتم..ويعتقدون اني مستهترة
حسنا..من صميم روحي اؤمن اني لست تلك الانسانة..لم اكن في يوم من الايام مستهترة او غير مبالاية..ولكن اليوم تسرب شبح الشك الى داخلي وهو يحاول اقناعي بأني كذلك...وبأن اتصرف على هذا الاساس..ذلك الصوت يقول بخبث شديد"اشمعنى انتي اللي تسألي على الناس"


عادة يكون الجواب حاضر وسريع وبسيط..اسأل عن الناس لاني احتاج الى الدفء البشري في كل يوم كما احتاج الى الهواء..اعلم اني لطالما ادعيت اني منطوية وافضل صحبة نفسي..ولكني اعلم تماما اني كنت كاذبة في ذلك


ولكني احيانا لا اعرف بماذا اجاوب اظل انظر الى السؤال في رأسي كطفل نسي فجأة جدول الضرب الذي استغرق في حفظه اسبوع بأكمله


اليوم انا هذا الطفل..ولا اعرف كيف اشفي نفسي



Wednesday, November 19, 2008

فيلم سخيف..وشيكولاتة


يعرض على الشاشة فيلم كئيب يحكي عن نهر للحب...وامرأة اكتشفت الحب فجأة مع رجل غريب عنها تمام...أتابع بغير اهتمام..اهتم اكثر بالشجار الكبير الذي احدثه الشباب الذين يقفون تحت بيتنا..لكن الشجار ينتهي للاسف قبل ان يبدأ..بعض الذين يحبون ان "يهدوا النفوس" انهوه


اعود مضطرة لمتابعة الفيلم الكئيب...عرفت الان انها متزوجة..وقعت في حيرة من امري..لا اعرف الان ان كان علي ان اتبنى افكار على غرار" الحب جنون"..و"الحب لايعرف المستحيل"..ام اذهب مع افكار مثل: الست ملهاش الا بيتها وجوزها...او..دي تستاهل حش رقبتها


لحسن الحظ لم تستمر حيرتي طويلا انهتها انا كارنينا او السيدة فاتن بانهاء حياتها تحت عجلات القطار وهي نهاية متوقعة لمعضلة معقدة كتلك...احمد الله كثيرا اني لم اكن اتابع باهتمام والا لانفجرت في نوبة بكاء طويلة...لم اعد احتمل هذه الاشياء


بالنسبة لي..افضل النهايات السعيدة..افضل ان ينتهي الفيلم بقبلة حارة بين البطل والبطلة...وان تكتب كلمة النهاية على خلفية من الالحان السعيدة... وان يتزوج البطل البطلة وينجبوا الكثير من الاطفال..لم اعد احتمل تعقيدات الحب التي تتفنن السينما في الكلام عنها...اعتقد اني اصبحت مسنة جدا على هذه الاشياء


لم اعد اقوى على متابعة قصص الحب العنيفة...تلك التي تحتوي على الكثير من الدموع والفراق والقتل احيانا..لم اعد اتحمل فكرة ان يحب احد ما ولا يستطيع الوصول لمن يحبه بسبب اشياء اقل مايقال عنها سخيفة ومبتذلة...على كل حال هي مشكلتهم لا مشكلتي


اليوم...اكبر مشاكلي هي..هناكل ايه النهاردة...او عايزين نخرج..طب هنروح فين؟


ربما بسبب ندرة المشاكل الجدية عندي...اغرق في مشاكل اصدقائي..اتعمق فيها..اتبناها..ابحث لمشاكل معقدة وغير منطقية على حلول بسيطة ومنطقية...بالطبع افرح عندما اصل لحل ما ولكن يتضح في النهاية انه ساذج جدا
احب حقا ان اغرق في مشاكل الاخرين...المشاكل العاطفية..والنفسية احيانا....ويبدو ان وجهي يوحي للاخرين بالراحة او بالاطمئنان فينطلقون في الحديث معي.. مع اني اعلم تماما اني اخر مخلوق على هذا الكوكب قادر على ان يحل مشكلة ما لاي احد..كل ماأقدر على فعله في تلك اللحظات هو البكاء مع من يبكون...كل ما استطيع فعله هو شراء بعض الشيكولاتة او الذهاب الى سينما تعرض فيلم كوميدي بصحبتهم...لابد ان يكون سخيف كذلك ولايحتوي على اي قضية تستحق التفكير او النقاش..ضحك وبس..لامانع كذلك من بعض الهرتلة


لا احب ان افكر بنفسي على اني حلالة المشاكل...هذا يعطيني طابع العالمة ببواطن الامور..المطلعة على الحياة..التي تعرف ماذا تقول ومتى تقوله...في الحقيقة انا ابعد مايكون عن تلك الانسانة..في الحقيقة مازلت تائهة ابحث عن درب اسكله لايحتوي على الكثير من المطبات الصناعية..ولايحتوي على ذلك الشئ الذي يفجر الدموع في العيون


فقط ان كنت تعاني من مشكلة ما استطيع ان اصحبك الى فيلم كوميدي سخيف لاتنتحر البطلة في نهايته بسبب تعقيدات الحب..فكما قلت لقد اصبحت مسنة على هذه الاشياء..وان لم يفلح ذلك استطيع دوما ان اشتري لك كمية محترمة من الشيكولاتة بالبندق
:)

Saturday, November 15, 2008

كل الرضا


ويقولوا مايقولوا...قلبي فرد طوله
مراسي وسفاين
انا راضية وبحاول ارضى اكتر واكتر



:)واخيرا...حبة رضا صغيرين... بس حلوين

Tuesday, November 11, 2008

صانع الاحلام


تفكر في ان صانع الاحلام في اجازة..وربما هي اجازة مفتوحة...ومن الممكن ان يكون صانع الاحلام الذي تعرفه قد مات وجاء واحد اخر لا يستوعب حاجتها الماسة الى الاحلام...تفتقد احلامها كثيرا..ويبدو ان الكوابيس عرفت الطريق اليها


تفكر في ان صانع الاحلام الجديد هذا لايعرفها جيدا..ولايعرف كم هي انسانة طيبة وعطوفة..ربما كانت متسرعة قليلا وربما كانت عصبية قليلا..وربما كانت سليطة اللسان احيانا..ولكنها تجزم انها طيبة وحنونة وعطوفة...يمكن لقلبها ان يحمل الكثير من الاحزان دون ان يشكو لاحد..ويمكن كذلك ان يحمل الكثير والكثير من السعادة والالحان والالوان وينثر على الجميع نفحة من هذه السعادة...تفكر في انها انسانة طيبة ولا تستحق ان تجهز الكوابيس على الباقي منها بهذه الطريقة


تقرر انها ستتعرف على صانع الاحلام الجديد..ستذهب اليه بسلة ملئية بالورد الابيض والزهري..ستأخذ اليه لحنا من الحانها المفضلة...ستخبز له كعكة شيكولاتة كبيرة... وربما شيئا عزيز عليها كذلك لتثبت له انها تستحق بعض الاحلام الجيدة بين الحين والاخر...تريده ان يعرف انها تحتاج الى الاحلام الجيدة...حلمين في الاسبوع على الاقل..تريد ان تتحلى ببعض القوة لمواجهة اشباح الليل واطياف النهار...تريد ان تكون سعيدة لمواجهة ذلك الكيان الذي يتربص بها كلما اوشكت على البكاء


تقرر انها ستذهب لمقابلته مهما كان الطريق اليه مظلما او مملا اوطويلا...يقولون ان الطريق اليه صعب..ولكنها لاتبالي بالصعاب..ويقولون ان الطريق مليئ بالاحزان والاشباح..فليكن هي تواجه منهم كل يوم مايكفي لعدم اصابتها بالخوف او بالدهشة...تدعو الله وهي في الطريق ان لاتقابل قلبا مكسورا فهي لن تحتمل هذا..ولا ان تقابل شيئا يذكرها به فهي لن تحتمل هذا ايضا


في الطريق يتسرب منها الدفء بالتدريج..ترتعش روحها من البرد ومن الخوف..تدمع عيناها..تلمح ذلك الكيان الذي يتربص بها...تزورها الكوابيس حتى وهي مستيقظة..ولكنها تواصل الرحلة


تدرك انها لم تحتاج يوما للاحلام السعيدة كما تحتاجها الان في هذه اللحظة...وتفكر في ان هذه الرحلة ربما كانت فوق طاقتها وان كوابيسها التي تعرفها وتألفها جيدا افضل بكثير من كل تلك الاشباح التي تحوم حولها الان...تفكر للحظات في التخلي عن حقها في الاحلام السعيدة ولكنها تتخيل حياتها بدونها...كيف ستعيش..كيف ستأمل في غد اجمل بدونها....لا..هي تحتاج الى تلك الاحلام اكثر من قبل الان وستكمل رحلتها لترجو صانع الاحلام الجديد لكي يعيد احلامها اليها


ولكن ذلك الثقل في روحها يمنعها..يجعلها تشعر ان التنفس فعل بطولي..وان الحياة تسرق منها..ذلك الكيان اللزج يخرج لها لسانه ويتحداها ان تكمل والا فلتستسلم له..ذلك الشئ الشرير يحاول ان يملئ عالمها بالظلام...الظلام يزحف عليها ببطئ..لاشئ غير الظلام...ظلام...ظلام شديد

عرفت بعد ذلك انها عندما وصلت الى بيت صانع الاحلام اخيرا لم يكن شيئا قد تغير..كان كل شئ على حاله...مازال صانع الاحلام كما هو..مازال يلبس تلك النظارات الغليظة لكي يستطيع الرؤية جيدا ولكي لا يخلط بين الاحلام ويرسل حلم شخص لشخص اخر ..مازل بيته تفوح منه رائحة الاحلام السعيدة...مازالت ازهار الياسمين هناك في حديقته...ومازال ذلك النهر يجري بجانب بيته..لم يتغير شئ
تتذكر كل ذلك..نعم...ولكنها لا تعرف انه قال لها ان مخزون احلامها انتهى لهذا لم تعد تحلم ولهذا عرفت الكوابيس الطريق اليها...لا تتذكر انه قال لها ان احلامها انتهت وانه لايحق لها ان تتوقع المزيد من الاحلام بعد الان...لاتتذكر انه قال لها ان مخزون كوابيسها ممتلئ الى اخره اخبرها ان تتوقع الكوابيس..والكوابيس فقط من الان فصاعدا

تتذكر اي شئ من ذلك..فقط عندما تلمح زهرة بيضاء..او تسمع لحن من الحانها القديمة..او ترى صورة من صوره..تشعر ان هناك شئ سرق منها ولا تدري ما هو

Monday, November 3, 2008

بعض القسوة مفيدة احيانا


فيما مضى كنت اعرف فتاة كانت تعتبر ان كل صباح هو بداية محتملة لقصة حب رائعة وسحرية وغير متوقعة


كانت تستيقظ مبكرة وترتدي افضل ما لديها من ملابس وترسم ابتسامة عريضة على وجهها وتضع في قلبها الكبير الكثير من السعادة والامل


لم تكن هذه الفتاة جميلة جدا ولا ذكية بما فيه الكفاية..وبالطبع لم تكن قد احبت من قبل....كانت فتاة عادية تخلو من اي شئ استثنائي..تفعل كما يفعل كل الناس..تركب الميكروباص في طريقها الى العمل ككل الناس...تتشاجر بسبب باقي الجنيه الذي يقسم السائق انه رده في حين انه لم يفعل...تأكل اللحم مرة في الشهر ومنتهى سعادتها عندما تساعدها الاقدار وتذهب الى السينما في العيد


كانت تمر بكل هذا وهي سعيدة ومبتسمة ومتفائلة...بسبب قناعتها التامة ان كل صباح هو بداية محتملة لقصة حب رائعة وسحرية وغير متوقعة


اليوم....وفي هذه اللحظة بالذات تعيش هذه الفتاة في عزبة الهجانة في شقة تتكون من غرفة وصالة تحيطها العن مجموعة يمكن تخيلها من الاطفال ...تنتظر بصبر اوشك ان ينفذ وصول زوجها سائق الميكروباص من عمله والذي يضربها كل يوم بسبب وبدون سبب على سبيل الرياضة


تفكر من خلال صخب اطفالها ان ذلك الصباح الذي كان من المفترض ان يكون بداية محتملة لقصة حب رائعة وسحرية وغير متوقعة..قد مر عليها عندما لم تستيقظ في ذلك اليوم الذي مرضت فيه ولم تستطع النهوش في الصباح الباكر...ربما اتى الحب ليبحث عنها ولم يجدها فقرر انها غير جديرة به


مقتنعة هي تماما ان الحياة تعاقبها على اضاعتها ذلك الصباح السحري...ولانها مقتنعة ايضا بمبدأ الثواب والعقاب فهي تتحمل ذلك العقاب برحابة صدر تحسد عليها...وتردد دائما وهي تضرب اطفالها بشبشب الحمام البلاستيك...ان بعض القسوة مفيدة احيانا


فقط عندما يمر عليها احد تلك الصباحات تتذكر قصة حبها التي لم تكن..ولكنها تفيق سريعا على قبضة زوجها وهي ترتطم بوجهها

Monday, October 27, 2008

رسائل مؤجلة


عزيزي السيد\.....


تحية طيبة وبعد...


مازلت اذكر اخر لقاء بيننا عندما تغلبت عليك في ذلك الرهان الصغير ولكني لم ارد ان اخذ ماتفقنا عليه كرهان..في الحقيقة ياسيدي لم ارد سوى ان أراك وان ارى ضحتك المتألقة فقد كان هذا اللقاء بمثابة حجة..ربما واهية ولكنها حجة..اعترف بذلك لك الان ربما لاني اعرف اني لن اراك بعد الان ولن اسمع صوتك بعد الان


عزيزي...يجب ان تعرف اني احببتك..كما لم احب احد..يجب ان تعرف كذلك ان مافعلته خارج عن ارادتي لاتسألني كيف لاننا ككل مرة سندخل في حوار عبثي ولن تستطيع فهمي ولن استطيع ان اشرح لك..ولكن لك ان تعرف اني كنت اهرب منك كما اهرب من شبح ما..لاتقلق فالعيب ليس فيك بالتأكيد انما في انا


عزيزي...اشعر اني فقدت قطعة من روحي..وربما من قلبي كذلك عندما ذهبت..تعرف كم انا خرقاء ولا احسن اختيار كلماتي عندما اتحدث ولكني اتمتع بقدر من اللباقة عندما اكتب واستطيع ان اقول اني اتفنن في اختيار كلماتي...لهذا اشعر بالاسف ياعزيزي لانك لاتقرأ كلماتي..ولا تقرأني


تمنيت احيانا لو انك تمسكت بي بقوة اكبر..تمنيت لو انك حاربت بشجاعة اكبر..تمنيت لو صرخت في وجهي في ذلك اليوم الغائم واخبرتني اني لا اعرف عما اتحدث وتمسكت بيدي كما لو انك تمسك بيد طفلة صغيرة لا تعرف صالحها..كطفلة لا تعرف طريق العودة الى البيت في هذا العالم الواسع..تمنيت لو انك صفعتني او هززتني بعنف لافيق مما انا فيه...فالحياة بدونك مجرد اوهام..والحقيقة..حقيقة الحياة فقط في وجودك


عزيزي...لا اعرف لماذا اتحدث اليك وكأنك مازلت موجود في عالمي مع اني اعلم تماما انه لا مكان لي في حياتك الجديدة...حياتك التي بنيتها من غيري وتعودت انا على حقيقة اني على الهامش..تعودت على ان انظر اليك من بعيد وانا اقف في شارع مظلم ملئ بالقلوب المكسورة..تعودت ان اكتب اليك هذه الرسائل واحتفظ بها في ذلك الصندوق الخشبي القديم لاقرأها كلما غلبني الحنين اليك


لاتقلق علي ياعزيزي ان كنت تنوي ان تقلق...ولاتفكر الا ان تعيش حياتك بسعادة وبشغف كما اريدها لك...فقط اريدك ان تتذكرني بين الحين والاخر..اريدك ان تستقبل تلك الذكرى الصغيرة عني بترحاب ولا تغلق بابك في وجهها يكفيها ياعزيزي ماقاسته حتى الان فهي لاتعرف احد غيرك ولاتريد ان تكون لاحد غيرك...ايضا لا اريدك ان تنسى فيروز ولا ان تكف عن الاستماع لها..فيروز هي الشئ الوحيد الجيد الذي تركته لك ليذكرك بي...لذلك ارجوك ان لا تتخلى عنها


وهناك ايضا طلب اخير..عزيزي تعلم جيدا اني اسعد لسعادتك واتمناها لك من صميم قلبي..ارجو ان تكون على علم بهذه الحقيقة..فقط انا اتمنى لنفسي ولو جزء بسيط من هذه السعادة..فقط اريد ان اكون سعيدة مثلك..اريد ان استرد روحي من جديد..وان تكون افكاري ملك خالص لي وحدي وليست لك تتحكم بها كيف تشاء...اريد ان اكتب عن اشخاص اخرين غيرك واشياء اخرى غير الحزن والقلوب المفطورة...عزيزي اريد ان اعرف لماذا تأبى مساعدتي في الامر الصغير..لماذا تصر على ان تظهر في صورتي دوما...تذكرني دوما بما كان..لا اعتقد انه من العدل ان تعثر على حياتك وسعادتك واضيعها انا الى الابد بسببك


سيدي...لاتفكر بأني جاحدة او قاسية القلب..تعرف اني احبك..وان لم تكن تعرف اريدك ان تفعل..ولكني بالرغم من كل ذلك الحب اريد النسيان..اريد ان اختار النسيان..واريدك ان تساعدني بأن تبعد اطيافك عن عالمي قليلا..لا اطلب المستحيل منك
فقط..بعض المساعدة..والمسامحة سيكون ذلك شئ رائع منك

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


كانت تختار رسالة كل صباح من صندوقها الخشبي الصغير الملئ بالرسائل المؤجلة التي كانت تريد ان ترسلها اليه في يوم من الايام...تجلس في هدووء بجانب النافذة تأخذ رشفة من قهوتها السوداء..دائما سوداء..تفتح الرسالة تقرئها مالايقل عن ثلاث مرات بتأن شديد..تهرب دمعة من عينها فتغلق صندوقها على رسائلها المؤجلة وتحاول ان تكمل حياتها...وتبقى الرسائل مؤجلة

Sunday, October 19, 2008

سرقات



تعلم انه هو من يسرق الشمس...هكذا بكل وقاحة يدخل الى عالمها ويعيث فيه فسادا..يمتلك قلبها..ويوقف كل الساعات..ويسرق الشمس والالوان ويخرج كأنه لم يفعل شيئا



يعلم انها تعلم ولكنه يدعي عدم المعرفة...ويصر على ان يسرق منها الشمس في كل صباح...في الحقيقة لم تكن تمانع الى ان تجرأ ان يسرق القمر كذلك...الان صار يمتلك الشمس والقمر وقلبها...واحيانا الوانها وكتاباتها...كل ذلك وهي تدعي الغضب والسخط..ولكنها في الواقع كانت سعيدة..سعيدة كما لم تكن من قبل



تحلم به كل يوم تقريبا..بقمر او بدون قمر..يصر اصرار عجيب ان يزورها في احلامها كل يوم..وغالبا ما يفعل في الاحلام كما يفعل في الواقع..يسرق قطعة منها ويهرب..يهرب بعيدا..يقفز في بحر عميق او يطير في سماء عالية..يأخذ معه لونا من الوانها المفضلة..او قطعة من روحها...لكنه في النهاية دوما ما كان يعطيها تلك الابتسامة العريضة في المقابل..تلك الابتسامة التي تزرع في نفسها الاطمئنان...تلك الابتسامة التي تحاول ان تسترجعها ولكنها لا تستطيع



في الاونة الاخيرة تعلم ان يتلاعب بها...لايسرق شيئا من عالمها ولا يأتي ليزورها في الاحلام كما اعتاد..ولايمنحها تلك الابتسامة العريضة المحببة



اليوم يغيب عن عالمها ولايسرق شيئا كما اعتاد..ولكن الشمس تختفي..و كذلك الالوان والالحان ودقات القلوب...اليوم تبدو الموجودات ساكنة حزينة..برغم انه افلت الشمس اخيرا لتعود الى عالمها الا انها لم تكن ذات الشمس...شيئا ما تغير..شيئا ما ليس على حاله..حتى الوانها اصبحت جميعها تؤدي الى الرمادي بطريقة او بأخرى...لم يعد للشيكولاتة نفس الطعم..ولم يعد للضحكات نفس الصوت...ولم يعد للاشياء نفس المعنى



لاتعترف بالوجع الدي يخلفه فيها غيابه...لاتريد ان تعترف بالحب...لاتعترف بالشوق...فقط تريد ان تشتاق اليه في صمت...تريد ان تختزن صورته في ذاكرتها...ان تختزن صوته..ان تختزن ضحكته الطفوليه العابثة....تريد ان تبكي كل ليلة طاردة اثار غيابه عنها في تلك الدمعات الصغيرة...وتهمس..يارب انسى...ولايأتي النسيان ابدا

Monday, October 13, 2008

عودة


بشغف شديد احاول ان اعتاد على فكرة العودة مرة اخرى الى ارض الواقع المحببة...بحنين بالغ اغمض عيني واستنشق جميع الروائح التي افتقدتها في الفترة الماضية واحبسها داخل روحي


امس...كنت غارقة في الاشفاق على نفسي والبكاء على الاشياء الضائعة متجاهلة بارادتي الحرة ما هو في يدي فعلا..تجاهلت كل تلك القلوب المفتوحة لي..تجاهلت كل ذلك الحب..تجاهلت الصداقة...لم استطع ان اشعر بها الا بعد ان افتقدتها...هكذا انا..هكذا جميع البشر لابد ان نفقد لكي نشعر بقيمة الاشياء... لطالما كان هذا القانون موجودا وسيظل


بعد السفر..كان يبدو ان الاشياء بدأت تسترد شكلها الحقيقي والوانها الطبيعية في ذلك الهدووء الذي صنعته من حولي بعيدا عن اي شئ واي شخص...استغرب لان كل ما كنت احتاجه هو بعض الهدووء بعيدا عن صخب افكاري وافكار من حولي...بهدووء شديد حل علي ذلك السلام الذي كنت ارجوه منذ مدة طويلة يصاحبه رضى عن كل ما كان..واستسلام شديد لكل ما سيكون...بهدووء تستحوذ علي فكرة ان حياتي رائعة ولا ينقصها سواي لكي احاول ان افهمها وربما استمتع بها قليلا


تذهلني كم المكالمات التي تلقيتها منذ لحظة هبوط الطائرة وفتح هاتفي الى هذه اللحظة...تتردد كثيرا كلمة وحشتيني اشعر بها صادقة جدا..نابعة من القلب جدا....اكاد لا اصدق تلك النبرة السعيدة في الاصوات التي تحادثني على الطرف الاخر فقط لاني عدت من سفر ليس بالطويل جدا..لا ادري...ولكن اشك احيانا انه من الممكن ان يطيقني احد...انا نفسي لا اطيقني في بعض الاوقات ولكني اتعايش معي..واتعلم ان احبني بالتدريج


اشعر ان كل ذلك الحب في قلبي يداويه..يجعله اقوى..يجعلني اسعد..يجعل العالم مكانا افضل...يجعلني ممتنة حقا لكل الاشخاص الذين اعرفهم...يعيد الالوان للموجودات ويزرع الامل في مكان ما من روحي

Saturday, August 23, 2008

هروب او سفر


يبدو ان فكرة السفر تستهلكني نفسيا بطريقة غريبة


في السفر لا اعرف مالذي ينبغي ان يأتي معي...كيف ألملم جزء مني واترك الاخر..كيف اخذ فكرة واترك الاخرى..ومهما فعلت يبدو ان الافكار لا تنفذ ابدا..ومهما فعلت يبدو ان الحقيبة تستمر في الانكماش ولا تتسع لما اريده ان يأتي معي..افكر اني يجب ان استخدم حقيبة اكبر او حقيبتان من الحجم المتوسط...ولعل من الممكن ان اقلل عدد الاحذية..او عدد الذكريات قليلا..بعض السعادة ستكون ضرورية هناك


سؤال يتردد..كيف اودع من ودعتهم فعلا..هل يجب ان اتصل واقول الوادع او الى اللقاء...ام يجب علي ان اكتفي بما حصل..وكيف اودع من لايهتمون بوداعي اصلا...تفتك الاسئلة برأسي ويباغتني صداع وقح عنيف..يجبرني على اخذ مسكن وهذا شئ لا اطيقه..اقول لنفسي ان الوقت يكون ضيق دائما عند السفر..دوما تبرز اشياء لابد من فعلها..واناس لابد من توديعهم..هذا شئ طبيعي واتقبله ولطالما كنت اعرفه...اما حقيقة اني لن استطيع توديع احدهم بسبب غلطة اقترفتها فلا استطيع التأقلم على هذه الفكرة...وافكر ان في سفر هذه المرة شئ من القسوة..قسوة مستترة تحت الكثير من النكات والتهنئة بحلول رمضان


رمضان...هذا اول شئ مريح اتذكره منذ فترة طويلة..اعرف ان الاجواء ستكون رائعة هناك..اعرف اني سأرى الحرم..وسأرى قبر الرسول..وسأبكي..سأبكي حتى تحمر عيناي وسأشكو لله كم ان الحياة اصبحت قاسية...وكم انا متعبة الان..وسأشعر به في قلبي يهدئني وينزل السكينة علي..سأقول يارب بأعلى صوت تستطيعه حنجرتي ولن تهمني نظرات احد...احتاج الى هذا الان اكثر من اي وقت مضى..احتاج الى السكينة والى تقبل الواقع والى الرضى..احتاج الى الرضى جدا..احتاج الى ان تربت علي يد الله جدا..


اتسائل احيانا ان كان من الممكن ان اطلب من الله ان يجعلني اكره شخص ما..هل يجوز ان اطلب ذلك..وماذا لو طلبت ذلك..يعرف الله ان الحلول الوسط لاتنفع مع ذلك الشخص...فقط يصلح معه منتهى الحب او منتهى الكره...في الحقيقة تكمن المشكلة في انا..لا استطيع ان اكره من تلقاء نفسي..اريد مساعدة من الله في ان اكره..هل يجب ان اطلب ذلك
لن اعرف يوما ان كان من الممكن ان اطلب ذلك من الله...ربما ان استعنت برجل دين..ممكن..لا اعرف


ترددي في ان اكره هذا خير دليل على ضرورة سفري..جبانة؟...لالا..لا اعتقد ذلك فقد تجاوزت مرحلة الجبن من مدة..انا شئ اقل من جبانة بقليل...سأسافر ويمكن لاي احد يتمتع بنسبة محدودة من الذكاء ان يعرف اني اهرب..ولكن الموضوع لايحتاج لذكاء من اي نوع..نعم هو الهروب..لاشئ يعيب الهروب..الهروب شئ جميل وسحري..ان تدفن رأسك في التراب كما النعام هو شئ رائع..وان تنسى ولو للحظات قليلة هو شئ جميل



ما ألطف العناكب! *
ما الذي كنت سأفعله بعد فراقك،
لو لم يأخذ عنكبوت النسيان بيدي
ويحيك عسله حول جرحي؟


سأسافر وانا مبتسمة...ستملئ الابتسامة روحي وقلبي وانا مدركة تماما اني اهرب..لاني وكما قلت سابقا لا اخجل من الهرب..لا اخجل من ضعفي..ولا اخاف من قسوة الايام علي..فقط سأذهب الى هناك لأرمي بجميع مخاوفي على الله..سأبكي وادعو واشكو..سأستميت على بابه ليتفضل علي بعطفه وكرمه..ولكي يرزقني بالسلام..والرضى..ليداوي جرحي ويجبر كسري..ويقذف السكينة في قلبي


فقط سأشتاق الى تلك العيون البريئة الشقية..الى ذلك اللسان الثقيل الذي لا ينطق الحروف كما يجب..الى تلك المشية المضحكة..والى تلك القبلة الحنونة التي تمتلك القدرة على ان تمحي اي احزان مهما كانت قوية وعنيفة..سأشتاق اليه وهو يدعوني سارة مع ان اسمي بسمة :)



اللهم يا مؤنس كلّ غريب ويا صاحب كلّ وحيد ويا ملجأ كل خائف ويا كاشف كلّ كربة أسألك لأن تقذف رجاءك في قلبي حتى لا يكون لي همُ ولا شغلُ غيرك وأسألك أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً إنك على كل شيء قدير


________________________________

* غادة السمان

حنان النسيان

Tuesday, August 19, 2008

حبال الامل


يتلعثم الكلام كثيرا في داخلي هذه الايام...يبدو مترددا..او خجولا..يبدو كأي شئ الا كلامي...


لا اجرؤ على فقدان الامل..ابدو حزينة نعم...ولكني لا افقده..ابدو كمن فقدت الامل..ولكني لا افقده...كطفلة ساذجة اتمسك به مهما بدا ان في هذا الفعل مايعارض المنطق والعقل...اتمسك به دائما لاني ذكية جدا او لاني ساذجة جدا...كل شئ جيد لاني لست حزينة ولست يائسة ولست فارغة...كل ما في الامر ان قلبي انكمش كثيرا لم يعد يستطيع ان يحمل الكثير..وعقلي كذلك لا يستطيع احد ان يشغل تفكيري لاكثر من ربع ساعة بعدها اعود الى ذلك الفراغ المحبب


احاول التأقلم...يبدو لمن حولي انها محاولة ناجحة..اريد ان اقتنع بذلك بدوري..كما كنت اقول..احاول التأقلم على الاوضاع الجديدة ويبدو لمن حولي اني انجح...ولكني افكر كثيرا في انه من المحزن ان انسى..ان ادفن الذكريات وكأنها لم تكن..ان اعتاد على النسيان والتظاهر بالتشبث بالامل والفراغ...من القاسي حقا ان لا يصيبك الحنين لشئ ما او لشخص ما...فتستمر الحياة كأنها تنتهي ببطئ...من القاسي حقا ان تنتهي الحياة وهي مازلت مستمرة


مع محاولة التأقلم والاعتياد يأتي الصمت والفراغ...ومع محاولة التأقلم والاعتياد يأتي البحث عن الدفء الذي لايتدخل في محاولة التأقلم بالسلب..ذلك الدفء الذي يحيي الذكريات..ذلك الدف الذي كنت تشعر به فيما مضى ولم يعد من حقك ان تشتاق اليه بعد الان...لذلك تبحث عن بديل ولكنك لا تجد واحد


لا ادري ان كان النسيان هو ان تنسى انك نسيت او ان تنسى ان تتذكر....ارى ان الكلمات تلعب معي العاب قاسية لا قبل لي بها...تتفنن في بعثرتي والقضاء على ماتبقى لي من منطق وعقل


ان تعتاد..وتتكيف..معنى ذلك ان كل الموسيقى التي احببتها في يوم من الايام ستدفن حتى تصل الى مركز الارض..وكل الرسائل ستحترق حتى تصبح رماد..وكل الكلمات ستصبح مجرد كلمات..كأي كلمات...ستفعل كل ذلك بارادتك الحرة وانت تردد مع نفسك ان كل شئ بخير...ولكن المحزن حقا ان كل شئ سيكون بخير فعلا..لا ادعاء هنا ولا تمثيل ولا كذب...ستكون بخير


محاولة ليست اخيرة ولكنها يائسة تتظاهر انها تتشبث بالامل للتأقلم..للتعود..للتكيف...للحياة....لتعود الاشياء كما كانت او لتعود قريبة مما كانت...محاولة لكي لا تسترعي المحادثات القديمة انتباهي...محاولة لكي لا انظر الى الصور القديمة...محاولة لكي لا ابحث عن الاسباب..ببساطة لان كل ذلك اصبح عبث..مجرد عبث


بمنطق الطفلة الساذجة العنيدة التي تصر على معارضة العقل والمنطق اصر على التعلق في حبال الامل


من قال ان التأقلم سهل...يالي من طفلة ساذجة عنيدة

Thursday, August 7, 2008

ندهتني النداهة


يا اسكندرية بحرك عجايب

Tuesday, August 5, 2008

طيران...فتحطم





وقلبي من بعد الطيران

ماحيلته الا جناح مكسور


Friday, August 1, 2008

عيد ميلاد


مازلت لم افهم سر تلك الاهمية البالغة التي نعطيها لاعياد الميلاد...ماسر كل تلك الاحتفالات والتجمعات والهدايا
دوما نحتفل بمرور سنة اخرى من حياتنا بدون رجعة ولا ادري لماذا يكون ذلك حدث عظيم الى هذا الحد




فيما مضى كنت استمتع بحفلات اعياد الميلاد..حقا كنت استمتع بها ولكنها في الاونة الاخيرة اصبحت تمثل بالنسبة لي ذلك التذكير المزعج بأن الحياة تمضي..وان الاشياء تتغير..واننا نكبر وننضج رغما عنا
ربما كنت مخطئة...ولكني ارى قسوة شديدة في مرور الايام..ومضي عيد بعد اخر دون ان تتحق الامنيات التي تمنيتها


حين اطفئت شموع الاعياد الماضية...هكذا قالوا لنا..وليس ذنبي اني صدقت


يذكرني عيد ميلادي دائما بكل الاخطاء الماضية وكل الاخفاقات..يذكرني بكل من ذهبوا ولن يعودوا ابدا..يذكرني بمن

جرحتهم وبمن خسرتهم...يذكرني بأني مازلت غير مفيدة لأحد..وان لا احد سيفتقدني يوما ان غبت...ولكن برغم كل ذلك مازلت شاكرة وممتنة للنجاحات..وللاشخاص الذين لم يذهبوا بعد..مازلت سعيدة بسبب كل الذين احبهم بدون سبب او غاية.....ربما هي طاقة ايجابية غبية لا تعترف باليأس او بالحزن مع انه يلفنا...او رغبة قوية في عدم الاستسلام
نعم...رغبة قوية في عدم الاستسلام..تلك هي الحقيقة


يصادف ان الاول من اغسطس هو عيد ميلادي...وهذه السنة بالذات تنتابني رغبة قوية في الاحتفال بهذه المناسبة...ربما لاضفاء بعض الحياة للحياة..وربما حاجة شديدة للصخب...او لرؤية بعض الوجوه الغائبة عن عالمي...فقط الاحتفال يضعني في ذلك المزاج الذي احب نفسي فيه
سأحتفل وسأقول لنفسي كل سنة وانا هنا وكل سنة وانا بسمة برضو.. حتى وان لم يقلها احد ففي النهاية ما اهمية ان يتذكر احد وجودك ان كنت لا تتذكر نفسك اصلا

Monday, July 28, 2008

منتهى العدالة


زمان كان عندي احلام كتير...وكل ما كنت اكبر كانت الاحلام دي تقل حبة...دلوقتي كل احلامي اختصرتها في اني اعيش كأني انسانة...ليا تمن وموتي او حياتي تفرق...نفسي اعيش وانا مش خايفة او حتى اموت وانا مش خايفة اموت وانا في وسط الناس اللي بحبهم...اموت على سرير...او اموت وانا مش مقتولة...كل احلامي اني احس بالعدل..ومحسش بالظلم ابدا



احلامي كانت كبيرة...بقت عادية..والاحلام العادية بقت بسيطة..والبسيط بقى صغير قوي محدش يقدر يشوفه غيري

اكتر من الف بني ادم ماتوا...احلامهم اكيد كانت عادية جدا واقل من عادية...حياة بسيطة..نفسهم في حياة بسيطة لان الحياة كانت معدومة...اكتر من الف بني ادم ماتوا في ست ساعات...ست ساعات بس...والمحروس اخد براءة
اكتر من الف بني ادم ماتوا..فيهم اطفال وستات وكبار في السن...اكتر من الف بني ادم ماتوا في ظروف صعبة..برد وظلمة وخوف ورعب...اكتر من الف بني ادم ماتوا لما العبارة غرقت وماتوا تاني لما المحروس اخد براءة...اكتر من الف بني ادم ماتوا واحنا بنتفرج على ماتش الاهلي والزمالك..والناس بتصرخ من قلبها..كل الناس.. اهالي المقتولين واهالي الاهلي والزمالك



ايه الجديد يعني...طول عمرنا بنصرخ فادنا بايه...طول عمرنا مطحونين ومتفتفتين...طول عمرنا دمنا رخيص..صحيح..ماحنا كتير قوي فيها ايه يعني لما يروح مننا الف او مية الف او حتى مليون...ولا نروح كلنا في ستين داهية...ماحنا اصلنا حاجة ببلاش كدة...كلنا ببلاش



انا عارفة ان الاحلام هتصاب بضمور شديد كل فترة والتانية..لغاية ما تزهق وتختفي خالص من الحياة...اصلها هتبقى رفاهية ليست في متناول الجميع...وهيبقى العدل حاجة كدة زي اليورانيوم...والامان هيكون في خبر كان
في المحكمة العويل كان صوته عالي..وحرقة القلب زادت..واللي مات مرة مات مرتين واللي مات مرتين مات تلاتة...واللي لسة عايش مات الف مرة..وكل الكلام والعويل والدموع مجرد حلاوة روح...ومفيش غير حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل




النهاردة عرفت معنى الظلم والعجز وان دم حد يروح هدر...عرفت معنى ضياع الحق وضياع العمر...معنى انك تحس انك لوحدك ومفيش حد في صفك...وان الظلم كل يوم بيطحنك..بيعجنك...واننا كل المدة دي كنا مخدوعين وفاكرين اننا بني ادمين طلعنا اقل بكتير منهم..لسة بدري علينا علشان نبقى بني ادمين...عرفت ان الوطن لسة مبقاش وطن..وعرفت ليه الناس بتفضل تموت في بلد غير بلدها وسط ناس اغراب...لانهم في كل الاحوال اغراب...مهو الموت في كل مكان ومفيش وطن...والغربة عايشة جوانا مهما هربنا منها جوانا...في النهاية هتموت يعني هتموت..هتموت غرقان ولا هتموت محروق...هتموت في عبارة ولا في قطر..هتموت تحت انقاض عمارة ولا هتقع في بلاعة..هتموت وانت مش فاهم بتموت كدة ليه

يارب الحقنا بقى

Sunday, July 20, 2008

نافذة صغيرة على الحقيقة


تتسائل وهي تنتظره امام نافذتها الصغيرة..لماذا لا يأتي النسيان؟...لماذا لاياتي بسهولة..الن يكون من الرائع ان يصيبها فقدان جزئي للذاكرة..ان تتمكن من ان تتخلص من كل الاشياء التي لاتريد ان تتذكرها بعد الان


امام تلك النافذة الصغيرة..احبت وتكلمت وضحكت وبكت...امام تلك النافذة الصغيرة رأت القمر كما راه هو...امامها سمعت تلك الاغنية التي تحكي عن موت الحب...ولكن الحب لايموت هكذا تحب ان تعتقد...الحب فقط يتغير..يزيد ينقص..يتحول..ولكنه لايموت..هي مجرد غيبوبة طويلة..هكذا تؤمن..هكذا تريد ان يكون ما تعتقده حقيقي


في الاونة الاخيرة اصبحت تتحايل كثيرا على الاشياء...تتحايل على النسيان لكي يأتي...تتحايل على الضحكات لكي تكون عالية...تتحايل على الكتابة لكي تكون ذات معنى...تتحايل على الاحلام لكي لاتكون مفزعة...تتحايل على نفسها لكي تسمح لها بالهدووء


تؤمن جدا ان كل شئ حقيقي اذا رايناه على حقيقته...وانه لاوجود لاسطورة اسمها الحب..بل هناك حقيقة اسمها الحب


اليوم..وفي هذه اللحظة بالذات..وامام نفس النافذة..تقف وهي تنتظر النسيان بفارغ الصبر...تنتظر ان يمل منها الانتظار..وترجو ان يكون شيئا مما شعرت به حقيقي..تتمنى الا يخيب حدسها...تدعو ان يعود ماغاب عن عالمها..ان تعود الشمس والالوان..ان تعود الاحلام...ان ينسى النسيان ان يأتي...ان تعود تلك المساءات التي كانت تختلط فيها الالوان مع الكتابة مع ذلك الشعور الذي تحب ان تطلق عليه حقيقة لا اسطورة


لم يتغير الانتظار امام النافذة الصغيرة...مازال كما هو...ولكن ما تغير هو ما تنتظره...لن تنتظر النسيان بعد اليوم..ولكنها ستنتظر الحقيقة لا الاسطورة

Wednesday, July 9, 2008

ان تكون بتيخة


ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك لن تفهم شيئا مما يقال حولك..لن تفهم مثلا لما يكون تصدير الغاز لاسرائيل شيئا جيدا ولماذا حصل ذلك الشئ من الاساس

ان تكون بطيخة..معنى ذلك انك ستسبح طول اليوم في مية البطيخ..وستنسى جميع همومك وهموم من حولك..بداية بالسؤال الابدي هناكل ايه النهاردة...انتهاء بمشكلة فلسطين

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك ستكون مفيدا جدا في الصيف وفي الحرارة الحارقة خصوصا عندما توضع في الثلاجة لمدة 3 ساعات

ان تكون بطيخة..معنى ذلك ان لونك سيكون احمر..وهو شئ جيد لان ستتبع موضة هذه السنة

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك ستكون موضع ترحيب في كل الاوقات..وستكون محبوبا ومطلوبا على غير العادة

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك ستشاهد القاهرة الكبرى وانت مرتاح على عربة اثرية يجرها حمار يشارف على الموت جوعا وعطشا

ان تكون بطيخة..معنى ذلك انك معرض لعدد لا محدود من خيبات الامل بسبب انك لا سمح الله يمكن ان تكون بطيخة قرعا :)

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انه لايسمح لك بمشاهدة الاخبار ولا القيادة في ساعة الذروة ولا القيام بزيارت عائلية مملة...معنى ذلك انه سيسمح لك بالجلوس في الثلاجة واحيانا ان كانت الحياة بهيجة في الفريزر..

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك لن تجرح الا بفعل السكين..ولن تتوهم اشياء...ولن تقوم بافساد اشياء كانت لتكون رائعة فقط لانك كنت خائف...


ان تكون بطيخة..معنى ذلك انك ستكون منتسبا الى كلية التجارة..وتأمل ان تكون اكثر من بطيخة في يوم ما بعد التخرج

ان تكون بطيخة...معنى ذلك انك ستمتلك مدونة اسمها حكاوي وتخاريف واشياء اخرى...وانك ستكتب تدوينة اسمها ان تكون بطيخة مادحا حياة البطيخ
...........................................................................
معلش اصل الحياة بطيخ قوي اليومين دول :)

Thursday, July 3, 2008

بعض المساعدة


ساعدني كي اشفى منك

Tuesday, June 24, 2008

عن عبد الهادي وابلة فضيلة واشياء اخرى


احب دائما ان احتفظ بذكرياتي السعيدة في مكان قريب...فلا شئ يشبهني وانا اتخبط في الحزن وابحث عن شئ سعيد يعطيني القليل من الطاقة لمواجته...ولاشئ يعطيني تلك الطاقة الا ذكرياتي السعيدة..وذكرياتي السعيدة جدا :)


لم يكن عبد الهادي يمتلك الكثير من الطاقة لمجراتي في الوقوف على الكرسي ثم على الطاولة ثم القفز من فوقها..ومن ثم اعادة الكرة لعدد لايحصى من المرات..كم كان يبدو جميلا وظريفا حين تتورد وجنتاه ويغمره العرق ويصيح من قلبه بيكفي تعبت..ولكني كنت طفلة شريرة ولم اكن لاتوقف قبل ان تدخل ابلة فاطمة مرة اخرى لمزيد من حصص الرسم والغناء واللعب بالمكعبات
عبد الهادي زميل الطفولة وصف الحضانة والذي كنت ارى ان من سماه بهذا الاسم الكبير قد جنى عليه لبقية حياته..فلم يكن اسمه تامر او هيثم او كريم كبقية الاولاد في الصف..وكنت اطلق الكثير من النكات عليه الى ان صرنا اصدقاء لاني قررت انه يبدو ظريفا في القميص الابيض والبنطلون الكحلي


في شهور الصيف التي كنت اقضيها في مصر عندما كان سني لايتعدى الثماني سنوات كنت استيقظ صباحا ويوميا على صوت ابلة فضيلة وهي تحكي حكايات لااتذكرها جيدا...ولكني اتذكر صوتها المطمئن..كنت اسمعه فأعرف انه سيكون يوما جيدا..كانت عمتي تتعمد ان تفتح الراديو كل صباح على صوت ابلة فضيلة لكي تيقظني من نومي..افتح عيناي على الغرفة واشعة الشمس تغمرها..وادرك ان الصباح اتى ومعه تأتي ابلة فضيلة وكوب الشاي باللبن الذي ادمنته بسبب ابي وجدتي وعمتي..تصرخ جدتي من المطبخ وهي تعد الشاي في عمتي لكي تحول الراديو الى اذاعة القران الكريم..واصر انا على ابلة فضيلة ولا يتم التحويل على اذاعة القران الكريم الا عندما تنتهي ابلة فضيلة من حكايتها..ومن ثم انتهي انا من كوب الشاي..فلم اكن كبقية الاطفال الابرياء اشرب الحليب..بل اشرب الشاي كالكبار..فيما يبدو اني كنت استعجل النضوج


لا ادري ما الذي يجعل اللون الاحمر يبدو بهذه الروعة مع الاسود...لعل هذه الروعة هي مادفعتني للبحث عن ذلك الحذاء الاحمر الذي حلمت اني ارتديه في ومعه حقيبة من نفس لونه مع طقم اسود بالكامل مع حجاب احمر في اسود...قبل هذا الحلم الغريب لم اكن اجرؤ على ارتداء اللون الاحمر ابدا حتى وان كان نقطة صغيرة على تنورة او حقيبة...وتذكرت كم كنت احب هذا اللون وانا طفلة..وكيف ان كل اشيائي كانت تحمل لمحة منه....ولعل هذا هو السبب الذي دفعني للبحث عن هذا الحذاء لمدة يوم كامل من الساعة الحادية عشر صباحا وحتى العاشرة مساء..اعترف اني مهووسة قليلا فيما يخص الاحذية..ولكني بالتأكيد لست خطرا على المجتمع ..تعبت انا..وتعبت مروة معي ومازلت لم اجد الحذاء الذي رايته في حلمي...ولكن ذكرى ذلك اليوم لاتفارقني


لايضاهي هوسي بالاحذية الا هوسي بالشيكولاتة ولايكون بحثي عن الاحذية اهم من بحثي عن الشيكولاتة...في ذلك اليوم اخبرتني نادين عن نوع جديد من الشيكولاتة تدخل في مكوناته القهوة بنسبة 46% تقريبا ان لم تخني الذاكرة...زغلل ذلك الخبر عيني ان جاز لي التعبير..صرت ابحث عن تلك الشيكولاتة الرائعة في كل محل وكشك صحف اقابله..وفي كل مرة كنت اقابل بنظرات الاستغراب من الباعة وكأني اطلب لبن العصفور..او نملة عمياء...ظللت ابحث عن هذه الشيكولاتة لمدة طويلة جدا ومازلت لا اجدها وكنتيجة لذلك اصبحت صورتي الاجتماعية في وضع لاتحسد عليه بعد ان وعدت شيماء ونسرين وعمرو بشيكولاتة جديدة وطعم رائع يطير العقول...ولكني في رحلة البحث وجدت الالأف الانواع الرديئة التي لا انصح احد بها مهما كانت كراهيتي له..وبهذا لم تكن رحلة البحث فاشلة تماما


في عيادة طبيب التغذية المشرف على نظامي الغذائي اجلس في الانتظار واقرأ عتبات البهجة...اقرأ بكل جدية..لانه الجزء الذي يخون فيه احمد دنيا مع صديقتها فادية امام عينها..اقرأ بكل تحفز ولكن لا اتعاطف مع اي منهم لاني ببساطة كنت ارى انهم جميعا شلة من المنحرفين..ولكن عيناي دمعت حقا في الجزء الذي انتحرت فيه دنيا مع اني كنت ارى انها مخطئة على طول الخط..ولكن ذلك لم يمنعني من الحزن عليها وعلى حياتها التي كانت ترفضها...وكيف ان علاقتها مع احمد كانت شكل من اشكال الاعتراض على هذه الحياة...اضحك على دعابات احمد وحسن رغما عني..وتدمع عيناي لموت دنيا كل ذلك كان كفيل بأن يلفت نظر الناس الي في حجرة الانتظار...ونظر تلك السيدة بالذات..تبدو صارمة..تبدو قاسية..تبدو سمجة..فجأة ابتسمت وقالت لي...وصلتي للجزء الي دنيا انتحرت فيه مش كدة؟
اهز رأسي ان نعم..وافكر اني اريد ان استأصل من عقلي ذلك الجزء الذي يجعلنا نحكم على الاشخاص من مظهرهم فقط..صارت مدام عزة من اصدقائي القلائل في العيادة


في ذلك اليوم من شهر ابريل على ما اتذكر...انتهت محاضرة الضرائب مبكرة جدا على غير العادة بدون خسائر في الارواح لحسن الحظ...كان موعدي في الكوربة في تمام السادسة مساء...انتظرت كثيرا جدا..انا التي اكره الانتظار ولا اطيقه ولا يصبرني على الانتظار في عيادة الطبيب الا صديقاتي المريضات..ولكني انتظرت على كل حال فلو كان احد اخر لكنت ذهبت منذ زمن..والسبب الاخر اني كنت اريد ان اربح رهاني بخصوص حلواني قويدر..كنت اريد ان افوز بايس كريم على حساب صاحب المحل..وقد فعلت....ولكني تنازلت عن مكسبي لا ادري لماذا...تمشينا الى تلك الكنسية التي لا اعرف اسمها..وجلسنا على محطة المترو الوحيدة التي احتفظت بكراسيها بعد عملية تجديد الرصيف...وتكلمنا في اشياء..لا اذكر الاشياء بقدر ما اذكر الصوت وحركات اليد والضحكات التي ارجو انها كانت من القلب..تجنبت بالطبع نظرات العين لاني كنت اخاف مواجهتها...وكنت اخاف ان لا تكون مثل اول مرة...وكنت اخاف ان لا تكون موجودة من الاساس..كان يوما رائعا اعترف بذلك..ولهذا سوف احتفظ به دائما معي..بغض النظر عما حدث بعده بفترة بسيطة


عندما يعاني احد من اصدقائي من ازمة نفسية او مزاجية..اي مشكلة..احب ان اتحدث اليهم حتى وان كنت لا املك حل لها..لكن مجرد الحديث يشعرني اني ساعدت بطريقة ما...في تلك الليلة تحدثت مع صديقة في مشكلة تواجهها كان رايي انها لايجب ان تفكر مثل هذا التفكير..كان رايي انها مهمة عندي وعند مجموعة كبيرة من الناس..هي مهمة ومحبوبة وغيابها مؤثر..هي انسانة جميلة رغم كل شئ..جميلة من الداخل ومن الخارج...ولكن رغم اني تحدثت معها مطولا الا اني احسست اني لم ابذل كل جهدي باقناعها بأهميتها..فبعض المشاكل لاتحتاج الى كلام كثير... فقط تحتاج الى حضن كبير والى علبة من الايس كريم ذو الحجم العائلي وملعقتين والى فيلم كوميدي ابيض واسود


حلم بسيط يراودني بين الفترة والاخرى ولم اتوصل بعد الى تفسيره...كوب من الشيكولاتة الساخنة...كوب عملاق يصل حجمه الى حجم دولاب ملابسي تقريبا..احلم به احيانا مبتسما واحيانا حانق واحياانا حزين...اخبر ايمان به..فتسألني امتى اخر مرة شربتي كاكاو..فأقول لها ان الطبيب يمنعني من الكاكاو بالطبع...تصرخ في بكل قوتها..غلط يابنتي غلط...الكاكاو ده دوا للنفس العليلة..ومن الواضح جدا ان نفسك عليلة...من يومها صرت اشرب كوب من الشيكولاتة الساخنة تقريبا كل ليلة..ولا اواجه نظرات طبيبي عند قياس الوزن لكي لا اعترف بما افعل


اظن ان من يعرفونني جيدا..ويعرفون حالاتي يعتقدون حتما اني مجنونة او معتوهة على اقل تقدير..ولكني اقسم اني لست كذلك...انا فقط اعاني احيانا من حالة انحراف حاد في المزاج..او حزن..او قلق..او اكتئاب..او خيبة امل..او اختناق..او ملل..او حنين..او ندم...ولكني اعود لحالتي الطبيعية بسرعة احسد نفسي عليها كثيرا...احزن او اقلق او اكتئب فأتذكر كلام شخص ما عن الكأس الممتلئ الى النصف..فأنسى سريعا النصف الفارغ..واتذكر كلام شخص اخر بأني انا من ازيد وهج الامل او اطفئه الى الابد..فأسرع الى التحلي بالمزيد منه لكي لا ينطفئ..اتذكر ان الله رحمن رحيم..اتذكر كلام شيماء ان ربنا حنين قوي...وهذا مايبقيني متشبثة ان اجد سعادتي فيما حصل وفيما سيحصل..ويساعدني على نسيان ما يجب نسيانه...اتذكر جميع من احبوني وجميع من احببتهم لا لغرض معين ولا لمصلحة ولكن لاني احببتهم ببساطة وبدون اسباب...فتعود الي السكينة...وتعود لي الفرحة كأني مازلت طفلة تستمع الى ابلة فضيلة بكل شغف
........................................................
تعديل بسيط قوي
اتضح انه لسوء ظروف التخزين اني نسيت للاسف الشديد امتى كانت مواعيد ابلة فضيلة بالضبط...وبسبب اني كنت بنت ال 8 سنين من زمااااااان قوي..افتكرت انها كانت بتيجي كل يوم...هي الصراحة كانت بتيجي كل جمعة بس
وبسؤال عمتو عن الواقعة دي افادت انها كانت بتفتح الراديو على برنامج اطفال تاني لمتعتها هي الشخصية...ولا انا ولا هي فاكرين ايه هو البرنامج

Thursday, June 19, 2008

طق حنك3


سوف ابكي..مرة واحدة في الاسبوع لمدة ساعتين ونصف...هكذا لن يبقى عندي دموع عندما ارى شيئا يستحق البكاء فعلا..لن يظن احد اني اهوى البكاء او الشكوى من لاشيئ


سوف ابكي الان...لمدة نصف ساعة فقط...فقد ذهبت جميع الذكريات الحزينة لتنام وتركتني وحيدة ولا استطيع البكاء الا في حضورها


سوف ابكي وانا وحيدة ولن اسمح لاحد ان يرى هذه الدمعات..ولا ان يسمع ما اقوله وانا في حالة البكاء


سوف ابكي من القلب عل البكاء يكون بديلا للضحك الذي لا يخرج من القلب...في الحقيقة لاشئ في القلب

سأشاهد ذلك الفيلم الحزين...واسمع تلك الاغنية المؤلمة...واقرأ رواية لا تعج بالفراشات والازهار الملونة ولا يتزوج البطل البطلة في النهاية
سأنتظر وانتظر وانتظر....ولا احد يأتي ولا شيئ يتغير...لا البكاء سيتغير ولا الضحك سيخرج من القلب ولا القلب سيتوقف عن احتواء الاحزان بكل شهامة


وانا كل ما اقول التوبة يابويا ترميني المقادير


تترد تلك الجملة في ذهني يوميا بكل سماجة...بكل انتظام...تخطر على بالي كلما خطر هو على بالي...ولماذا يخطر هو على بالي من الاصل...ربما كنت في احتياج الى ان اتوب عن هذا الفعل..اعرف ان منير كان مخطئ حينما قال حبك مش ذنوب..ربما كان الحب خطيئة ونحن لا ندري..و ربما كان كذبة كبيرة ونحن لاندري


حقا لادري ماهي الحقيقة


الحقيقة...دائما مرعبة..او مريعة او هي فقط لا تحتمل ولكنها في النهاية الحقيقة..كالدواء المر الذي يأبي الطفل ان يستسيغه ولكنه الوحيد القادر على شفائه


الحقيقة...؟ الحقيقة هي ان الحياة اكتسبت معنى جديد..ولكني تلك الفتاة التي جاءت متأخرة عن الحفل فلم يرها الامير ولم يقع في حبها...الحقيقة انني تلك الفتاة التي لم تنسى حذائها الزجاجي على درجات القصر ليجدها الامير ويتزوجها...الحقيقة انه دور لفتاة اخرى..انا فقط اشاهد من بعيد..ابكي احيانا وابتسم احيانا..وفي النهاية اظل متفرجة


في النهاية مازلت لادري لماذا تسرق النهايات السعيدة منا بهذه القسوة؟




Wednesday, June 4, 2008

طق حنك 2


يبدو ان الليالي القادمة ستكون مشرقة كهذه الليلة.


..انتهى معسكر التعذيب..وانتهت الكوابيس التي كانت تنتهي دائما بأن الوقت لايكفي..دائما لايكفي...من لم يربيه اباه وامه تربيه الايام والليالي..والمحاسبة الايام...والادارة الليالي...تذكرت تلك الكلمة التي قالوها لنا في بداية دخول الكلية وانا اسلم اخر ورقة اجابة للمراقب الذي كان يبدو بشوشا على غير العادة...يقول لي بابتسامة عريضة نشوفك السنة الجاية ان شاء الله..ابتسم له بدوري واقول في سري...في المشمش..انا خلاص براءة


حسنا...كنت اقول ان الليلة مشرقة..كما ستكون كل الليالي القادمة-كما اتمنى-وان الغد يحمل الف الف احتمال...والف الف بشرى..والف الف مفاجأة....في الحقيقة لا اعرف كيف تكون الليالي مشرقة..هل تتسرب اليها رائحة الياسمين من زجاجة عطر قديمة فتشرق...ام عندما تشعر ان روحك خفيفة كريشة بيضاء...ام عندما تستمع الى نغمة ما وتخطو الى قلبك بكل سلاسة ولا تستطيع ان تبعدها عن تفكيرك...ام عندما تتسلم رسالة تقول لك ان شيئا ما مازال موجودا ولم يخفت كما كنت تظن


كم اتمنى ان تكون الليالي القادمة مشرقة كهذه اللية


في ذلك اليوم فاجأني منير بطعم البيوت...كانت مفاجأة اكثر من سارة...من البداية اسرتني لو كان لزما عليا الرحيل كارهك ياوداع...ولابديل..والمستحيل اني امسح دمعة..مستحيل اخبي لوعة..طب ليه تغيب عني ولايوم تطمني ده انا لما اكون جنبك يطلع نهار

اسرتني الكلمات واللحن وطريقة الاداء..واضفت لونا جديد على اليوم...لونا رائع ان تحرينا الدقة


كم اتمنى لو ان لون الايام يظل رائعا


اول محطة بعد اطلاق السراح كانت وسط البلد...كل من يعرفني جيدا يعرف اني لا اطيق وسط البلد...ويدهشني اولئك الذين يكنون عشقا خاصا لها...ولكن انا..علاقتي بوسط البلد علاقة غريبة..لا اطيقها حقا ولكني لا استطيع مقاومة اغراء من يدعوني للذهاب اليها...لا استطيع مقاومة اغراء ان اتمشى في شارع وادخل في شارع اخر..ليتلقفني شارع ثالث..وينتهي بي الامر لنفس الشارع الاول...المتاهة...اعشق متاهات وسط البلد العسيرة على فهمي المتواضع


كم اتمنى لو كنت اطيق وسط البلد قليلا


في النهاية يسعدني حقا ان معسكر التعذيب انتهي وان نسائم الحرية بدأت تفقد قليلا من خجلها...وتأتي لزيارتي...يسعدني اني لم انسى ماهو الضحك بعد...يسعدني طعم البيوت الذي ارى ان وقتنا هذا كان انسب وقت لنزوله بالفعل...تسعدني الليالي المشرقة


ويقلقني الترقب...ولكني لن ابالي به الان


...................................................................


يالون ربيع وردي...الحزن مش قصدي

ده انا فرحي شوف قدي..طارح نهار


Saturday, May 31, 2008

طق حنك


الله يحرق الامتحانات على اللي بدعها


والكلية عللي بناها


ووزراة التعليم العالي..وبلاش الوزير عشان انا بقول يا حيطة داريني


وارقام الجلوس والمراقبين...والالة الحاسبة المجنونة


والولد الي استلف مني المسطرة والقلم الرصاص ومرجعهمش..مش مسامحاك يابهاء


وربنا يخليك يامنير...خرجتني من الموود خااالص


نوعا ما يعني :)

Friday, May 9, 2008

امنية..او بقاياها


استيقظت في ذلك الصباح وهي لاتشعر بأي شئ...لا أ لم..ولا حزن..لاسعادة..ولااشتياق..لاشئ..بعد قليل تذكرت انه حتما الخواء



مازال في قلبي بقايا .. أمنية
أن نلتقي يوماً ويجمعنا .. الربيع
أن تنتهي أحزاننا
أن تجمع الأقدار يوماً شملنا
فأنا ببعدك أختنق
لم يبقى في عمري سوى
أشباح ذكرى تحترق



ولكنها مع ذلك تصر على تلك الافعال التي تدعوها الحياة اليومية..قدح القهوة المقدس كل صباح...برنامجها المفضل...قراءة بريدها الالكتروني...المكالمات الهاتفية..الضحك والكلام...الطعام والشراب...لكن يبدو ان كل الاشياء تمتلئ بالخواء..كيف؟...لاتدري حقا



أيامي الحائرة تذوب مع الليالي المسرعة
وتضيع أحلامي على درب السنين الضائعة
بالرغم من هذا أحبك مثلما كنا .. وأكثر
مازال في قلبي.... بقايا أمنية
أن يجمع الأحباب درب
تاه منا .. من سنين


لا تفيق مما هي فيه الا عندما تتذكره...فجأة تتلاعب الابتسامة على فمها...وفجأة تتراقص دقات قلبها...وفجأة تعرف كم احبته وكم تحبه وكم سوف تحبه....فجأة..كل شئ جيد حدث لها فجأة...اما الاشياء السيئة في حياتها فتحتاج الى تخطيط جيد منها..ولا احد يستطيع ان يضاهيها براعة في تخطيطها لحدوث الاشياء السيئة



القلب يا دنياي كم يشقى
وكم يشقى الحنين
يا دربنا الخالي لعلك تذكر أشواقنا
في ضوء القمر
قد جفت الأزهار فيك
وتبعثرت فوق أكف القدر ..
عصفورنا الحيران مات .. من السهر
قد ضاق بالأحزان بعدك .. فانتحر


تعلم انه بعيد..ابعد مما كانت تتخيل..ومع كل ثانية تزداد المسافة...ولكنها تأبى الاعتراف..تأبى الاستسلام...وتأبى ان تستمع الى من يحاولون ان يقولوا ذلك بصوت مرتفع...ليخترق اذنها وقلبها..وروحها...ببساطة لانه يؤلم كما لم يؤلمها شئ من قبل



بالرغم من هذا
أحبك مثلما كنا .. وأكثر
في كل يوم تكبر الأشواق في أعماقنا..
في كل يوم ننسج الأحلام من أحزاننا..
يوماَ ستجمعنا الليالي مثلما كنا ..
فأعود أنشد للهوى ألحاني
وعلى جبينك تنتهي أحزاني..


تقرر هذا الصباح انها ستسمع صوته على طريقة المراهقات التقليدية...تمسك بهاتفها المحمول وتبدأ في طلب رقمه..ولكنها تتراجع عن هذا الفعل الطائش..فقد تذكرت انه بالتأكيد يعرف رقمها..سيكشفها حتما...تتحول الخطة الى ان تسمع صوته من هاتف عمومي...تسمع صوته العميق القادم من اماكن لم تعد تستطيع الذهاب اليها بعد الان...حاملا روائح لم يعد من حقها ان تستنشقها بعد الان...صوته فيه خاصية تزرع فيها الحنين



ونعود نذكر أمسيات ماضية
وأقول في عينيك أعذب أغنية
قطع الزمان رنينها فتوقفت
وغدت بقايا أمنية
أواه يا قلبي ..
بقايا أمنية


تفكر وهي تنظر الى رقمه وهو يغريها بالاتصال..انها غارقة في الاحلام والخيالات من مدة طويلة...ولكنها كذلك لم تفكر في السعادة الا وهي حالمة وخيالية...تنهي قهوتها متظاهرة انها اعجبتها...وتغلق البريد الالكتروني متظاهرة انه ما به مهم ولكن يمكن تأجيله...وتو اسي نفسها بأنها كانت مجرد امنية..وما اكثر امانيها التي لم تتحقق...كانت امنية..مجرد امنية..مجرد امنية صغيرة ضلت طريقها وسط الاماني

Tuesday, April 29, 2008

يارب


يارب

يارب

يارب

يارب كل حاجة بقت صعبة قوي...المشي..والكلام..والضحكة..والتفكير..حتى النفس يارب بقى صعب و مش عارفة اخده


انا خلاص يارب مش هوعد واخلف تاني...ومش هحط ماكياج كتير تاني...ومش هعلي صوتي على أمي تاني...ومش هفتح كتاب الاحصاء واحط جواه رواية عتبات البهجة واعمل نفسي بذاكر تاني...وكمان مش هكذب تاني يارب..بس والله انا كنت خايفة..انت يارب الوحيد الي عارف انا كنت خايفة قد ايه


طيب..هو انا وحشة قوي...؟ انا بسألك علشان محدش غيرك يعرف...انا نفسي مش عارفة..هو انا وحشة؟

بردانة قوي مع ان الدنيا مش برد...وبعيط كتير مع ان مفيش دموع راضية تنزل...ولوحدي مع ان الناس كتير قوي يارب


انا حزينة قوي وفي ناس عارفة اني حزينة...بس مقدرش اقول لغيرك اني حزينة اكتر بكتير من الحزن ده..حزينة قوي يارب...ومش عايزة اشتكي لحد غيرك...مينفعش اشتكي لحد غيرك اصلا



يارب كل حاجة بتوجعني...ايدي ورجلي وقلبي...حتى روحي بتوجعني يارب...بتوجعني قوي

يارب سامحني و شيل الوجع...محدش غيرك يقدر عليه

سامحني وشيله يارب


انا بس عايزة حاجة واحدة انت عارفها...ولو هي مش بتاعتي خلاص مش عايزاها...بس لو بتاعتي رجعهالي بسرعة يارب...ومش هفرط فيها تاني ابدا


يارب

يارب

يارب

Monday, April 21, 2008

سر الحياة-حاجات وبتفرح


الشمس ساعة الغروب..والقمر في نص الشهر العربي..النجوم...والغيوم لما تبقى كتيرة... نسمة باردة في يوم حر...الورد البلدي الاحمر لما يبقى مندي...الكوربة الصبح بدري..وريحة القهوة الي جاية من ميدان الجامع..


المصاصة الحمرا الي اخرها في لبانة..الشوكولاتة بالبندق...عصير المانجة في اغسطس..القطط اول ما تتولد..رسالة على الموبايل بتسأل عن الحال..مقابلة حد بنحبه من غير معاد


فيلمك المفضل في اخر يوم متعب...كراسة رسم فاضية والوان خشب...فنجان قهوة الساعة ستة الصبح...تلعب مع ناس اصغر منك ب 17 او 18 سنة كانك اصغر منهم ب17 او 18 سنة...تشكي همك لطفل مكملش سنة ونص وهو بيضحكلك ومش فاهم حاجة..


تسمع منير وفيروز في ساعة صفا...تلاقي حد يحبك وانت شعرك منكوش وعينك حمرا ولسة مغسلتش سنانك...تعمل حاجة لأول مرة من مدة طويييييلة جدا...تتكلم من غير ما تضطر تفكر الف مرة قبل ما تنطق...تبقى سعيد انك انت


تلاقي في حزنك ايد تطبطب عليك...وتلاقي في فرحك حد تقوله قد ايه انت فرحان...تحل مشكلة لحد قريب منك....ليلة العيد لما يبقى حيلنا مهدود من التنظيف ومع ذلك سهرانين بالبيجامات الجديدة مع مج كاكاو....البلالين الملونة..وصوت البمب الصبح...تكبيرة العيد ولما تحس ان الناس فجأة بقت واحد


تحلم حلم بليل وتصحى الصبح تلاقيه اتحقق...تسمع كان في فراشة صغننة بتاعة نيللي وتلاقي نفسك لسة حافظها...مكالمة بعد نص الليل مع حد قريب منك في اي كلام عبيط...


اسكندرية في اخر شهر مايو...شارع خالد بن الوليد بعد الساعة 9 بليل...المنتزه وقلعة قايتباي...مكتبة الاسكندرية...محطة الرمل...البحر الصبح...والبحر بليل...البحر في كل وقت


موسيقى هادية...ولب ابيض..وعصير تفاح...وبلكونة...الساعة واحدة الفجر


فاروق جويدة...نزار قباني...عبد الرحمن الابنودي..احمد فؤاد نجم...رفعت اسماعيل والبدلة الكحلية التي تجعله فاتنا...صلاح جاهين...سعاد حسني وخلي بالك من زوزو...الساحرة الصغيرة...صغيرة على الحب...ميكي ماوس ودونالد دك....توم وجيري


حديقة الازهر بعد المغرب...سما ومحمود وهما بياكلوا ايس كريم...انا وخالتو ومج الشاي بلبن بتاع اخر الليل
دريم بارك..والصريخ والضحك الي من القلب...غزل البنات البمبي...وسباق السيارات...والسفن اب الي بيدلق على الهدوم ومش بيبان علشان هو شفاف


لما تصحى قبل القجر وتقعد تتكلم مع ربنا وتشكيله همك وبعد ما تخلص تحس انك ارتحت...لما يبقى في حد واحشك قوي وبتفكر فيه كتير وتشوفه...الميني باص الي بيروحني البيت لما بيبقى فاضي واقعد من اول المشوار


لوزة و شيماء و هبة و ريهام و رشا و دعاء و نادين و هاجر...البت جوري بنت حسن وهدى... مهند ومحمود....الثلاثي المرعب..سماء ومريم و شذى...


دكتور ممدوح عبد العليم..اخر الرجال المحترمين....ابلة حنان...دكتور حسن غلاب الله يرحمه...ابلة فتحية....دكتورة ايمان السعيد...ابلة منال...دكتور احمد منصور...ابلة اسماء..دكتور الطيب محمود ..ابلة نوال...


المرجيحة الي بركبها في حديقة الازهر من غير ما حد اعرفه يعرف....اشوف كذا فيلم في السينما ورا بعض مع حد بحبه...مكتبة ديوان لما يبقى معايا فلوس.


تيمون وبومباو هاكونا مطاطا


ومنير لما بيقول:
مش كل شئ بيفوت في عمرنا بيجرح
قلب الحياة مليان..حاجات وبتفرح