Friday, October 7, 2011

تفاصيل التفاصيل



حياتي تغرق في تفاصيل مملة ومرهقة لا تهم احداً سواي


لا اقرأ سوى الاخبار المحزنة ولا اكتب ما يجول بخاطري فعلاً ولا اقول ما افكر فيه بصوت عالي..فقط انظر للعالم بعيون زجاجية حمقاء لا تفهم اي شيئ ولا تقول اي شيئ..انظر في صمت ولا احاول ان اشارك في صخب العالم من حولي


سيرك


افكر ان اذهب الى السيرك..هناك واحد قريب من البيت ولكني انظر الى نفسي في المرآة وارى اني اصبحت مسنة جدا على هذه الاشياء..اكبري شوية بقى..في الحقيقة اكبر كثيراً واقرر الا اخرج من البيت تماماً..البيت هو الامان التام والحائط المرتفع الذي يحميني من الصخب الخارجي ومن السيرك الانساني المقام في حياتي..البيت هو السجن الاختياري الذي اخترته لنفسي عن طيب خاطر وبلا ادنى كلمة من كلمات التذمر من الحبسة..البيت ومركز العلاج الطبيعي الصغير الذي اعتبره اقصى درجات انطلاقي


توحد


لا اعتقد اني اعاني من التوحد..انا فقط وحيدة..لاشيئ خطير..فقط الوحدة التي اعرفها وتعرفني جيداً والتي لم اعد امانع وجودها في الواقع انا ارحب بها جداً..الوحدة شيئ جميل والله تحميني من الصخب ومن خيبات الامل و الانكسارات والهزائم الصغيرة التي لا يشعر احد بها


حب


اعرف انسانة مازلت تبحث عنه بالرغم من اني اخبرتها انه لايوجد في هذا الجزء من العالم..تشاهدا افلاماً تحكي عنه..وتقرأ تلك الروايات المليئة به..وتنتظر ان تحيا قصة مليئة بالتفاصيل و الاغاني المسهوكة وباقات الورد البلدي الاحمر التي ترسل بلا انقطاع الى مكان عملها اعتذاراً عن تصرف احمق ما الى آخر هذا الهراء الذي ملئت الافلام الرومانسية عقلها به...اضحك حتى اوشك على الاصابة بأزمة قلبية


ترقب


لا انتظر شيئ محدد..فقط اصبحت اهوى الانتظار منذ ان فقدت قدرتي على قيادة السيارة..انتظر المواصلات كثيراً..انتظر مكالمات هاتفية..انتظر في عيادة الطبيب لأكثر من 3 ساعات..انتظر الاخبار السعيدة بفارغ الصبر..اعتقد انه في النهاية يتحول الانتظار الى ترقب

كلمة غريبة حقاً..ترقب..ترقب..ترقب..سبحان الله


دبلتين


خطبت صديقتي المفضلة والمقربة والعزيزة جداً الاسبوع الماضي لذلك الشخص الذي اظن انه نصيبها وقدرها..لا اعرف الكثير عنه ولكنه عندما يخلع نظارته ليمسح عرقه الوهمي الناتج عن التوتر تقفز الطيابة من عينيه لتحيط بنا جميعاً كدة بربطة المعلم



اغرق حقاً في التفاصيل التي لاتهم احداً سواي..ولكني اكتبها على اية حال من باب الرخامة مش اكتر

Saturday, September 24, 2011

تدوينة آخر الليل





لماذا لا اكتب؟..سؤال رائع






لأني ببساطة مجوفة من الداخل..مخزون الحكاوي الذي كنت ادخره ليدفئني في كبري ينفذ ببطئ مرعب..لا استطيع النوم بسبب الملل او بسبب الصخب..الصخب الصخب الصخب..يفقدني القدرة على الكتابة وعلى الحلم




ارغب في كتابة تدوينة طويلة تصف عقلي المجوف وقلبي المجوف و روحي المجوفة..تدوينة طويلة تتحدث عن الحب وعن الفتيات الرائعات وعن الاحلام التي لايعرفها احد..تدوينة ربما ستتحدث عن قسوة الغياب والجروح التي لا تريد الالتئام بالرغم من تجرعنا لكل المضادات الحيوية الممكنة..تدوينة عني وعن اشخاص آخرين ربما اعرفهم وربما لا..انا هي انا ولا جديد هناك يا سادة..




ما علينا..اصبحت لا اقرأ كذلك..هل اخبرتكم بذلك..لم اقرأ منذ بداية العام سوى الصحف التي لاتحمل سوى المصيبة تلو الاخرى..اتخيل نفسي في كثير من الاحيان سيدة عجوز تقرأ الصحف وتربي الكثير من القطط و تشاهد افلام رومانسية قديمة




طيب..انا لا اشاهد الان سوى افلام الرعب و الاكشن..تجبرني ابنة عمتي احيانا على مشاهدة افلام رومانسية يصنفها عقلي فوراً على انها ضمن فئة الخيال العلمي لذللك اشاهدها بقلب مستريح مع ابتسامة ساخرة و عيون زجاجية




لماذا لا اكتب؟...سؤال ذكي لا املك اجابة محددة له



لكني سأحاول..اعرف اني لن افلح ولكن شرف التجربة يكفيني تماماً..في الحقيقة سيكفي وسيفيض




الحياة حياة..ليست رائعة ولا تخطف الانفاس ولا غارقة في اللون البمبي واغاني الحب..وليست سوداء ومغلفة بالدراما والدموع والنكد..هي حياة يحدث فيها كما يمكن ان يحدث في اي حياة اخرى..استيقظ لأنام لكي استطيع ان استيقظ مرة اخرى..اتحدث في الهاتف والقي الدعابات السخيفة ذاتها..اطهو طعام ليس رائع المذاق ولكنه قابل للاكل..احيا بعيداً عن الاحلام الطائرة و التساؤلات الغير منطقية عن جدوى وجود القلب وهوس النهايات السعيدة الذي لا اقبل ان اشاهد فيلم يخلو منها..بيني و بين الحياة ذلك التوازن المحبب..لا اتوقع اي شيئ منها وهي في المقابل لا تتوقع شيئ مني..نبقى خالصين






لماذا لا اكتب؟...ربما لأني اوشك على الانطلاق الى الفضاء الخارجي من فرط الملل والسأم






اعتقد انه لم يعد هناك جدوى من الكتابة بعد الآن..اسبح في نفس المدار منذ زمن طويل ولم تحدث بعد كارثة كونية تخرجني عن مساري..ولم تنفجر نجمة بعيدة في صمت لتكسبني قدرات خارقة استطيع بها قراءة الافكار والقلوب






لماذا لا اكتب؟...في الحقيقة لا املك ادنى فكرة

Saturday, June 18, 2011

سؤال واحد..اجوبة كثيرة

عدى اسبوع بحاله من الشهر اللي تعهدت فيه بالكتابة كل يوم مكتبتش فيه اي حاجة

مش فاكرة بالضبط امتى بدأت اكتب بس فاكرة بدأت اكتب ليه...زمان لما كنت في اعدادي كنت بنت رخمة جدا ومكانش عندي اصحاب كتير عشان كدة كنت بكتب..يمكن عشان كنت حاسة بالوحدة..لما كبرت شوية بقيت اكتب عشان اضيع وقت وعشان مكنتش لاقية حاجة تانية اعملها

دلوقتي انا بكتب لاسباب مختلفة تماماً يمكن احياناً تكون شبه اسبابي القديمة ويمكن لا..بس هقول وخلاص

بكتب لما بكون مبسوطة
وبكتب لما بكون مكتئبة
بكتب لما الدنيا بتبقى حر ودماغي سايحة
بكتب لما بقابل حد جديد ويطلع لطيف
وبكتب لما بقابل حد جديد ويطلع خنيق
بكتب عشان افتكر
وعشان انسى
بكتب لما بحب..ولما بكره
بكتب لما اقرى كتاب حلو
بكتب لما الدنيا تبعتلي هدايا حلوة
بكتب لما اكون عايزة ابعت جوابات متوصلش
بكتب لما بحس بالوحدة..الخوف..التوتر..القلق..الحنين
بكتب لما اشوف القمر بدر
بكتب لما اكون معيطة
بكتب لما قلبي بيوجعني
بكتب لما ببقى متنرفزة
ولما احب اتكلم عن حد او عن نفسي
بكتب لما بشتاق
ولما بزهق
بكتب عن شخص انا معرفوش بس عايزة اعرفه
عن اكلة حلوة..اغنية حلوة..قصيدة حلوة..حاجة حلوة
بكتب لما بتصدم
ولما بجرب حاجة جديدة
بكتب لما بروح اسكندرية
ولما بكون محتاجة اروح اسكندرية
بكتب لما اعوز احكي وارغي وخلاص
بكتب عن الغلط..وعن الصح
بكتب عن الحب الي مش موجود..وعن الحب الموجود
بكتب عن الصداقة
وعن الذكريات
عن الماضي الي مش هيرجع..وعن الواقع اللي عايزين نغيره..و عن المستقبل الي مش باينله ملامح
بكتب عني
وعن كوابيسي الشخصية جدا
بكتب عن الاماكن الي في القلب
بكتب عن القلب نفسه
بكتب عن الوقت اللي بيجري
وعن الوقت اللي مبيجريش
بكتب عن العمليات و الالم والتخاريف
وعن دكاترة التخدير اللي بيخوفوا العيال الصغيرة
بكتب كل يوم ابتداء من اليوم :)

Friday, June 10, 2011

انا وفيروز و الباستا





اقف حافية القدمين على سيراميك المطبخ لاعد وجبة منتصف الليل



لاشيئ يناسبني اكثر من الباستا..الباستا الساخنة الحمراء التي يتصاعد البخار منها..افكر ان باستا اليوم مستوحاة من ذلك الشيف الايطالي البدين الذي احب ان اتابعه على قناة فتافيت



استعين بصوت فيروز وابدأ



ياريت بيتك كان منو بعيد..والباب تحت البيت مش حديد*



اقف لاقطع الثوم بيد واحدة..مهمة عسيرة هي ولكني عندما اطبخ اتظاهر بأني اعد الطعام لشخص جائع جداً..شخص يرفض ان يتناول اي طعام آخر سوى الذي اعده انا..شخص يعرف عني مالايعرفه احد آخر..حتى انا

شخص رائع ببساطة..ولكنه لايدرك ذلك



بعدك على بالي..ياقمر الحلوين..يازهرة تشرين..يا دهبي الغالي*



كنت اقول اني اقف حافية القدمين لأعد طبق من الباستا الايطالية السحرية التي تستطيع ان تجعلك اخف وزناً واكثر سعادة.. امسك بملعقتي الخشبية و اتظاهر ان الكاميرات تصور برنامجي الذي سيعرض على قناة فتافيت....في هذه اللحظة فكرت كم ان التظاهر شيئ رائع وساحر ومفيد حقاً للصحة النفسية

في امل..ايه في امل..اوقات بيطلع من ملل*



املئ القدر بالماء واتركه لكي يغلي..انثر فوقه جزء من روحي مع القليل من الابتسامات فلا شيئ اقسى من العبوس وانتم تحضرون وجبة بعد منتصف الليل...احرك الثوم فوق نار زرقاء عنيدة مع زيت زيتون اخضر..اللون الاخضر مهم لهذه الوصفات...نحرك نحرك نحرك حتى نشعر ان قلوبنا عادت تنبض من جديد



انا لحبيبي وحبيبي الي..يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي*

الان جاء دور الطماطم..الطماطم التي اخذنا كل الوقت في تقطيعها الى مكعبات صغيرة..يجب ان تأخذوا كل وقتكم في هذا الفعل..لايجب ان تجعلوا احد آخر يقطعها لكم ولايصح ان تضعوها في آلة تقطيع الطعام..يجب ان تأخذوا وقتكم تماماً
الان اضع الطماطم على الثوم واستمع الى تلك الموسيقى الصادرة من اجتماعهم معاً وابتسم عندما اتذكر وجه شخص احبه عندما يأكل هذه الوجبة..سيشكرني لاني تذكرت اكلته المفضلة واعددتها له بعد منتصف الليل

بتذكر شو كنت تقلي مهما يصير..انتظريني وضلك صلي..الله كبير*

في النهاية اضع الباستا على الصوص الاحمر الساخن..لا اغسلها كما اعتدتنا اضعها على الصوص كما هي وكما يفعل الشيف الايطالي البدين في برنامجه...اقدمها في طبقي المفضل..ذلك الطبق الذي لايشبه اي من الاطباق الاخرى التي امتلكها ولكنه يشبهني الى حد ما

بذكر من سنة واكتر من سنة..شفته تحت اللوزة بهالفي الهني..ومابعرف عطاني يمكن سوسنة..ومن يومها يا امي مدري شو بني*

لاشيئ يعادل ان تحضر وجبة منتصف الليل لشخص تحبه..او ان تتظاهر بذلك على الاقل..لاشيئ يعادل ان تحب شخص ما لدرجة ان تستيقظ في منتصف الليل لكي تستمع الى فيروز وتحضر طبق شهي من الباستا

حبني بس حبني*

*****************************
فيروز*

Wednesday, June 8, 2011

نصائح اوراق التقويم



الاربعاء 1 يونيو...29 جماد آخر

ان الذين لايعرفون قيمة الحياة لا يستحقونها


ليس الامر اني لا اعرف قيمتها..الحقيقة انها هي من لا تعرف قيمتي الحقيقية

هل تستحقني؟


الخميس 2يونيو...30 جماد آخر

لاتحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي انت فيه


افعل عكس ذلك تماماً..كل يوم وباجتهاد لامثيل له..لاتستطيع الايام ان تمر من تحت يدي بدون ان تكون محملة بواجبات لليوم الآخر

ببراعة شديدة اسبب لنفسي توتر لامحدود



الجمعة 3يونيو...1 رجب

نسيان الاساءة انتقام رقيق


لسبب ما يبدو ان قدرتي على التسامح تعطلت فجأة...هناك شيئ ما تغير في داخلي وحذف خيار التسامح مالم تتوافر لي الفرصة للانتقام

مجرد انتقام صغير..ضئيل..لايذكر سيحسن حالتي كثيراً..انا لست رقيقة اصلاً



السبت 4يونيو...2رجب

اجعل ثراءك يتضاعف,ليس بزيادة ممتلكاتك, بل بنقص طلباتك


لا احتاج الى الكثير لكي احيا...احتاج فقط الى اشخاص معينين وسأشعر بالرضا..احتاج الى كلمات..الى براح..الى نهايات سعيدة



الاحد 5يونيو...3رجب

الجمال هو طهارة القلب و نقاء الضمير


ليس بالضرورة على فكرة...يمكن ان يكون الجمال هو شخص ما تتوقف عنده كل الاحتمالات الاخرى..لا..لا تتوقف بل تنتهي تماماً

شخص ما تعرف يقينا انه اجمل شيئ يدور في مدارك..ليس بسبب طهارة قلبه فقط ولا نقاء ضميره ولكن بسبب ان كل شيئ معه يتحول لكي يصبح اجمل من قبل



الاثنين 6يونيو...4رجب

لايسع المرء ان يرى اخطاءه,,الا بعيون الآخرين


الكل ينتقدني تقريباً..اختي امي خالاتي صديقاتي حتى حارس العمارة..يبدو اني لم اعد اعجب احد في هذا الكون

ريستارت..تخبرني صديقة اني احتاج الى ريستارت لكي اضبط حياتي.."مش فاهمة ريستارت ازاي..اموت واصحى تاني يعني ولا ايه؟"..شوية توضيح يا بشر

الكل ينتقدني تقريباً...مع الوقت اصبحت انتقد نفسي..ربما لست على حق طوال الوقت

ربما



الثلاثاء 7 يونيو...5رجب

الناس لايلقون الحجارة الا على اغصان الشجرة المثمرة


حسناً..هذا يفسر الغيرة الشديدة الصادرة من قريبتي تلك..ومحاولتها تشويه اي عمل اقوم به او لا اقوم به..هذا بالطبع على اعتبار اني شجرة مثمرة

رغبة عارمة تجتاحني للذهاب الى بيتها واخبارها اني لست رائعة الى هذا الحد



الاربعاء 8يونيو...6رجب

كن ذا عقل..وتقبل الافكار الجديدة

لو سمحتوا يعني :)


Tuesday, June 7, 2011

ارادة السعاة


تتنقل كثيراً بين غيماتها هذه الايام..من البيضاء الى الصفراء الى السماوي الى الخضراء الى الوردية..ترتاح كثيراً في الغيمة الوردية تشعر انها بيتها..وطنها..بطريقة ما


تجلس في استرخاء تتسلى بتلوين الشرائط الحريرية و القلوب الرمادية ومن حين لاخر تزي اللون الوردي في الاشياء او ترسم ابتسامة خفيفة على الوجوه

كانت في بعض الاحيان تشعر بالحزن او بأن دموعها على وشك الانفجار...فتنظر الى الاسفل لتجد فتاة ما تجلس وحيدة توشك على البكاء و فوقها مباشرة تحلق تلك السحابة السوداء بشكلها الشرير..الحزين..الكئيب..الخبيث

فتسرع وتأتي بغيمة وردية صغيرة وتضع بداخلها خمس شرائط حريرية و تتأككد تماماً انها بالوان مختلفة..احمر..اصفر..ازرق..ارجواني..برتقالي..وقلبين احدهما ابيض و الثاني تركواز..وبضع نجوم ذهبية لا تعرف عددها بالبط وعشر قطع من الشيكولاتة..وابتسامة صغيرة من الابتسامات التي ترسمها على الوجوه..تغلق الغيمة الصغيرة باحكام..وتقف بثبات على غيمتها وتصوب جيدا على السحابة السوداء الشريرة وتقذف غيمتها الوردية الصغيرة بالضبط في منتصف تلك السحابة

وفي تلك اللحظة..في تلك اللحظة بالذات ..اصبحت الاشياء مختلفة تماما للفتاة..فتتوقف عن البكاء..تأخذ انفاساً عميقة متلاحقة في محاولة لاستنشاق عبير الحياة..تفتح الغيمة الوردية الصغيرة..فتأكل قطع الشيكولاتة..وتلصق الابتسامة الصغيرة على وجهها...وتزين شهرعا بالشرائط الحريرية...وتضع القلب الابيض في حقيبتها وتحتفظ بالثاني لشخص ما

من المحتمل انها اتعرفه ومن المحتمل ان لا..تنثر النجوم الذهبية في الهواء لتشعر من حولها ببعض ماتشعر هي به..وقبل ان تذهب لاتنسى ان تنظر لاعلى لتشكر صاحبة الغيمة الوردية

منذ ذلك الحين تعلمت الفتاة كيف تجتذب السعادة اجتذاباً..وكيف تراها في الاشياء الصغيرة وكيف تتذكر الوان غيوم صاحبة الغيمة الوردية الصغيرة لتعود اليها ذكرى ذلك اليوم

اما صاحبة الغيمة الوردية الصغيرة فقد احبت ان تفعل ذلك في كل يوم من حياتها..بل و عشقته كذلك...وفي نهاية كل يوم كانت تنتقل الى غيمة اخرى بلون اخر..لكي تسعد شخصاً آخر

Monday, June 6, 2011

من الحتة الي جوة





يعمل ايه اللي قلبه بين صوابعك غير يطيعك..حتى لو عصاك

مش طالعة مني بحق ضيقي للسما..غير همهمة

يمكن بيبانك ليا لسة مقفلة

بس انا..آسف يارب




امتحانك من مقامك
وانا بجد..مش قادر يارب


جايلك على ابوابك مكسر

يارب لصمني



هو انا لو جيت نمت عند بابك-م العشم- حتزقني؟
يارب انا عايز اشوفك..عشان بجد وحشتني



انا زي زيك..معنديش حاجة تمنعني من دخول جهنم
غير قولة يارب





,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





احمد العايدي

Sunday, June 5, 2011

في عين العدو






اليوم الخامس و التدوينة الخامسة في عين العدو ان شاء الله...اي عدو..مش حد معين يعني



السخان ثم المكيف ثم الثلاجة...هكذا وبهذا الترتيب كل تلك الاشياء اصابها العطب لسبب لا اعرفه تصر جدتي انه الحسد واصر انا انه قضاء الله وقدره وتصر اختي انه اهمالنا..ولا تتلاقى اي من وجهات النظر بطبيعة الحال



تؤمن جدتي بالحسد ولكنها لم تخف منه الا هذه الايام..اصبحت تقرأ المعوذتين كثيراً..تخفي اخبارنا السعيدة..تحاول ان تتجاهل بعض اقاربنا المشكوك في امرهم... وانا افكر ان الموضوع ابسط من كل تلك التعقيدات بكثير..الله يحبنا لذلك يبتلينا...الله يعرف اننا سوف نصبر ونحتمل..الله يحب ان يسمع اصوات دعائنا



بهذه البساطة



لم اتخيل اننا سنصبح بهذه الهشاشة في يوم من الايام..لطالما كنت قابلة للكسر ولكني كنت اعرف ان من سيكسرني سيحتاج الى قوة عاتية لكي يفعل...لست من اؤلئك الفتيات اللآتي يبكين بسبب حبيب فقدنه او بسبب انهن يشعرن ببعض الصداع...اصبحت اشبه بطلة ذلك الفيلم..لا استطيع البكاء حتى لو اردت...البكاء بالنسبة لي ترف لا استطيع تحمله



لان المرء بعد وصلة طويلة من البكاء يحتاج الى حضن لا بأس به...و ربما قطعة من الشيكولاتة كذلك..و بعض المناديل كذلك...لذلك لا اعتقد ان كل تلك الاشياء تكفي عين حسود واحدة لكي تجلبها



الحسد والحقد و الكراهية...هذه اشياء لم استطع يوما ان افهمها



تخبرني جدتي ان هناك عفاريت في البيت لانها سمعت في اللية الماضية اصوات تخرج من المطبخ..اخبرها اني كنت امارس عادتي في الاكل بعد الساعة الثالثة فجراً..افعل ذلك كل يوم منذ شهرين و بدون وعي تقريباً...تخبرني اني لا اتزوج بسبب ان احدهم "عامل لك عمل"..اخبرها اني لا اتزوج بسبب اني لم احب اي شخص يوماً بدرجة تسمح لي بالزواج منه..تتسائل في جدية حب ايه وبتاع ايه؟...فأخصص فترة بعد الظهر بأكملها لأخبرها عن الحب السحري الذي قرأت عنه وشاهدت ملايين الافلام التي تحكي عنه..الحب الذي نفعل لاجله اشيتء لا نتوقعها..الحب الذي يطرد الشياطين وينقي الضمائر ويغسل الارواح..الحب الذي لم نعرفه يوما و الاحتمال الاكبر اننا لن نعرفه ابدا ولكننا نعيش على امل ان نصادفه في طريق ما في يوم ما



يطرد كلامي عن الحب العفاريت التي تسكن عقل جدتي..تهدأ قليلاً..تخبرني انها لم تحب جدي يوماً هي فقط تزوجته لانهم طلبوا منها ان تفعل..تزوجته لان ام حسين جارتهم اخبرت امها انها محسودة...تزوجته لانها لم تعرف شيئ آخر لتفعله


وانا اضعها في فراشها قالت لي جدتي...انتي محبتيش لغاية دلوقتي ليه..انتي محسودة يابت

Saturday, June 4, 2011

اتلموا بقى



لا اصدق انه اليوم الرابع..هو فعلا اليوم الرابع هذا بغض النظرعن اني اكتب هذه التدوينة قبل منتصف الليل بربع ساعة تقريبا


نسيت تماما التدوين وانا اشاهد برامج التوك شو..لا اصدق كمية البلطجية الذين يرتكبون مختلف انواع الجرائم "هو في ايه يا جدعان" هو الشعب المصري كله بلطجية ولا ايه...قتل وسرقة وضرب..ماهذا القبح؟


متابعة برامج التوك تحتاج الى كم هائل من الصبر و البرود وربما شخص حنون يجلس معك على نفس الاريكة لكي يخبرك ان كل ثورة تمر بمرحلة فوضى مؤقتة..بعدها عزيزي القارئ لا يصح الا الصحيح


الى اولئك الاشخاص الذين يتذمرون من الفوضى وحوادث السرقة ويلقون اللوم على ثورتنا العزيزة اقول لهم..كسر ذراعي يا سادة في حادثة بلطجة..شخص ما قرر ان حقيبتي تحتوي على مال قاروون لذلك قرر ان ياخذها..الحمد لله اخذها وكسر ذراعي فوق البيعة..اكثر ما اذكره من تلك اللية انه بعد ان رفض امين الشرطة ان يحرر لي محضر بالواقعة اني كنت اصرخ وطبيب العظام الشاب يفحص ذراعي "هما بيعملوا كل ده ليه؟..عشان نقول ملعون ابو الثورة طب ملعون ابوهم هما بقى" اذكر اني قلت الكثير من الكلام بفعل الالم والصدمة والغضب



لذلك لا اكذب عندما اخبركم ان متابعة برامج التوك شو تحتج منكم الي ايمان كامل بمعتقداتكم والى تمسك شديد بايمانكم والى كوب كبير من عصير الليمون البارد جداً


اتمسوا بالخير

Friday, June 3, 2011

حدث اليوم




من حقي ان اتوقف قليلاً..ان افتح نافذة غرفتي واجلس على الارضية التي تغمرها اشعة الشمس..ان اشرب كوباً من الشاي بلبن واتنفس..من الضروري ان اتنفس لكي استطيع الاستمرار في التفكير




التفكير..اعتقد اني مرهقة منه..مرهقة من كل شيئ..من المكالمات الهاتفية التي اؤكد فيها اني بخير..من اللقاءات التي تمر بدون كلمة حقيقية واحدة وبدون ان اعترف اني مرهقة ليس من شيئ معين..ولكن من اشياء غير محددة





خرجت اليوم للمرة الاولى منذ وقت طويل قررت ان اتجه للحديقة المجاورة لبيتنا..لا اعرف سر تلك الحديقة لكنها تدواي الجروح ببراعة شديدة..هناك حيث الطبطبة على الارواح المنهكة..هناك حيث البهجة الغير مسببة...هناك حيث الحياة





اجلس على كرسي خشبي متهالك ولكنه يتحملني بمعجزة ما...ياتي صوت الشيخ محمد جبريل من مكان ما وهو يتلو سورة طه...احب سورة طه ربما لاني حفظتها عن


ظهر قلب منذ عشر سنوات تقريبا..لا ادري السبب بالتحديد ولكنها منعشة.. وشافية



ادرك ان الله يحتضنني برفق..الله احن علينا من اي شخص.هكذا فكرت..مخلوقاته تجرحنا و كلماته تشفينا..وحنانه يلف العالم باكمله




يذكرني هذا اليوم بالشخص الذي اعتدت ان اكونه..اجلس على الكرسي وابتسم للاطفال..ارسم لهم "باي باي" كبيرة بيدي السليمة...اسمح للحياة بأن تمر من خلالي لكي تشعر بي




اغمض عيني و اقول يارب...فقط يارب

Thursday, June 2, 2011

blah blah blah



منذ الصباح يسيطر على تفكيري هاجس واحد...انا اتضحك عليا يا رجالة



ما علينا


استيقظت هذا الصباح بمزاج منحرف تماماً...لا اقوى على الكلام او التفكير...حتى التنفس اصبح فعل بطولي لا اقدر عليه..ارتديت ملابسي كيفما اتفق ودسست ذراعي المكسور في الكم بصعوبة..نسيت ان اخبركم اني امتلك ذراع مكسور منذ مايقارب الشهر...حملت ذراعي وذهبت به الى طبيب العظام فقط ليبهج يومي اكثر واكثر ويزف لي خبر حاجتي لجراحة



"العظم مش لامم يا بنتي لازم عملية"



كل ما فكرت فيه في تلك اللحظة...اني لن اكمل حملة التدوين للنهاية..عند هذه النقطة وعندها فقط قررت ان ابكي...لاشيئ اقسى من تعاندك الحياة بهذه الفجاجة والتسلط وتمنعك حتى من ابسط الاشياء



ما علينا تاني


لم يكن اليوم يومي على كل حال..لم يكن من المفترض ان استيقظ هذا الصباح..كان الاجدر بي اظل في سريري وان اغرق في نوم عميق فلربما كان سيمر هذا اليوم بدون خسائر تذكر


نصيب بقى


في طريق عودتنا الى البيت..فكرت انه سيكون من اللطيف لو كنت امتلك احد ما اقتسم معه هذه الاخبار المرعبة..احد ما يعطيني جرعة من الشجاعة التي احتاجها حتماً..شخصاً ما يمسك بيدي عندما افتح عيني بعد جراحة مؤلمة ليخبرني اني مازلت على قيد الحياة...للاسف لا املك هذا الشخص لذلك سأرضى بالمتاح و ربما ساستيقظ لاجد ممرضة تمسك يدي بيدها المعروقة التي تفوح منها رائحة المطهرات و بودرة التلك وتبتسم ابتسامة مصطنعة لتقول لي حمد لله على السلامة يا ابلة


كله رضا


اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا

Tuesday, May 31, 2011

في البداية



الكتابة غاية...وليست وسيلة


اقرر ان اكتب يوميا لمدة شهر-استجابة لدعوة من ريهام-بلا هدف محدد ربما باستثناء الاستمتاع بتجربة الكتابة...لان الكتابة غاية..لطالما كانت كذلك بالنسبة لي


حسناً..اعتقد اني كففت عن الكتابة بنفس الروح-ليس بارادتي على كل حال-...الحياة اشبه بدوامة شريرة تسحبنا دوما الى الاسفل ولا يبدو انها تريد ان تتوقف


ارى الحياة الآن كأنها صندوق مقسم الى اجزاء صغيرة..يجلس كل شخص في الجزء المخصص له ولايدرك ما يحصل حوله..هناك في العزلة التي تضعنا الحياة فيها..العزلة والصمت والانتظار



في ذلك الصندوق تمضي الايام في تثاقل وكسل..تنظر لنا بلزوجة وسماجة وتمضي..لا تحاول حتى ان تأتي بهدية مفرحة او كلمة لطيفة..هي فقط تمضي ولايهمها ان كانت تسحقنا في طريقها..المهم ان تمضي


الآن تأتي الكتابة

الكتابة الطيبة..الحنونة الرائعة..تمسك بيدي وتخرجني من الصندوق..ربما تأخذني الى بعد آخر..ربما تربت على كتفي وتخبرني ان الافضل لم ياتي بعد..تخرجي الكتابة من مدراي وتقذفني الى عالم آخر


الآن تأتي الكتابة..لتنقذنا

Sunday, April 3, 2011

مطر ودفا


يبدو التدوين فعل بعيد للغاية...صخب الايام لايسمح بأي شيئ آخر سوى الجلوس على الارض لشرب كوب كبير من الشاي الاسود في صمت


صخب الايام الذي بات مزعجاً الى حد لا يصدق..سيل الفساد والاتهامات و الاكتشافات المتأخرة العبقرية اننا كنا محكومين بواسطة شيوخ منصر..كل ذلك لايسمح بأي شيئ


حسناً...لنترك كل القبح خلفنا..ونتناسى قليلاً ما كان


امطرت السماء اليوم..مطراً غزيراً وحقيقياً ليس كذلك المطر المائع الذي يهطل لدقيقتين ثم يستسلم..مطر قوي.. كنت استطيع سماعه وهو يرتطم بزجاج نافذتي وهو ما كنت احتاجه تماماً..لانه منذ فترة طويلة كانت الحياة راكدة مليئة بالطين الاسود قبيحة وحزينة..ولكنها امطرت اليوم


ربما انا انسانة ساذجة ..لايهم..لايهم حقاً...ولكن من انا لأنكر ان المطر يغسل كل شيئ..الشجر والارض والزجاج..حتى الارواح اخدت غسلة محترمة اليوم لذلك انا ممتنة..الارواح الهشة المتعبة الضعيفة القابلة للكسر...ممتنة كثيراً واشعر بالدفء لأول مرة منذ وقت طويل..فقط كنت اتمنى ان يكون هناك احداً ما لكي اقتسم معه قطعة صغيرة من السمسمية وهاجس يسيطر علي منذ 3 ايام


سأدون اليوم لأن السماء امطرت مطراً رائع يستطيع ان يشفي كل شيئ...حتى الافكار السوداء..سأدون لأن المطر شيئ يستحق ان يدون المرء عنه


اجلس في بيتي منذ اسبوع او اكثر قليلاً لا اعرف ماذا افعل بهواجسي وافكاري الكثيرة...ولكن المطر جاء واخذها بعيداً كفيضان صغير محبب..."رحمة ربنا واسعة" هكذا كنت افكر اليوم


سأخرج غداً...سأذهب الى الكوربة..هناك حيث الدفا والناس و آيس كريم سلطانة و الونس...كم احتاج الى الونس الان..كم احتاج الى شيء ما-احداً ما..ربما سأقابله في الكوربة غداً


ربما كانت هذه هي آخر مرة تمطر فيها السماء هذا الشتاء..تخبرني صديقة ان الشتاء بيودع..يموت الشتاء تدريجياً ولا يأخذنا معه...سأكون وحيدة مرة اخرى...مذهل كيف يمكن ان يشعر اي شخص بالوحدة في حضرة هذا الكم الهائل من البشر....طيب سأخرج غداً للاحتفال بانتهاء الشتاء ولكي اقابل كمية اخرى من الاشخاص ربما لن اشعر عندها...بشيئ يذكر لمرة واحدة على الاقل


كل مطر وانا طيبة :D

Sunday, February 20, 2011

عن القلة المندسة الله يعمر بيتهم


لم تستهويني السياسة ..لأنه- كما تعلمون- نحن في مصر وكل شيئ فاسد حتى الهواء نفسه


لايمكنني الكتابة عن الثورة ولا عن تعديلات الدستور ولا عن ميدان التحرير..انا التي لم اتظاهر يوماً..لم اعبر عن رايي يوماً..انا التي كنت اشاهد حوادث كحادثة خالد سعيد وسيد بلال فيصيبني الاحباط الشديد..انا التي كنت اسخر من الاغاني الوطنية ومن جلسات مجلس الشعب من الفكر الجديد والديموقراطية البتنجان التي كننا ننعم بها

لا احب السياسة ولم احاول ان افهمها في يوم من الايام..ولكني افهم في الارواح وفي العيون الصادقة التي اغلقت للابد بسبب اشخاص اغبياء ظنوا انهم يقدرون على ان يقفوا امام شعب بأكلمه وهم لايتسلحون الا ببضعة طلقات


افهم تماماً ان احدهم مات لأجلي..اشخاص لم ارهم من قبل..لم اتحدث معهم ولم يتحدثوا معي ولكنهم ماتوا لأجلي..لأجل ان اعيش في مصر اخرى استطيع ان احبها حقاً من قلبي وليس ذلك الحب المائع الذي اشعر به لانه لابلد آخر لي لأحبه


احدهم مات لأجلي..احدهم مات لأجلي..احدهم مات لأجلي


لذلك لن اسامح في دمائهم ابداً...ولن اغفر لأي احد يحدثني عن اصالة الشعب وعن الغفران والتسامح..لن اسامح من يتحدث عن الطلعة الجوية الاولي وحرب اكتوبر..لن اغفر لمن يقول آسف ياريس او خد الدوا ياريس او الريس ده ابونا كلنا..لن اسامح


ما انشالله ما اخد الدوا ياخويا منك ليه

احدهم مات لأجلي في الشارع بعيداً عن اهله..بعيداً عن بيته..مات لأعيش انا..لذلك لن اسامح





لن اسامح ولن اغفر ولن يصفى قلبي لمن تحدث عن هؤلاء بسوء..لمن وصفهم بالخونة والعملاء واصحاب الاجندات الخاصة..لمن لطخ سمعتهم بابشع الالفاظ والصفات..لن اسامح من طالب بحرقهم ومنع الدواء و المواد الغذائية عنهم..لن اسامح من وصفهم بالبلطجية والقلة المندسة

اسمحولي اقول ان هؤلاء هم ولاد كلب بجدارة


اكثر من 300 شهيد ماتوا لأجلي ولأجل اشخاص اغبياء لايفهمون معنى ان تكون حراً..اشخاص منتهى سعادتهم ذلك الاستقرار الزائف الذي كنا ننعم به..اراهن ان هؤلاء الاشخاص هم انفسهم الذين يطالبون بمسامحة الرئيس عن مذبحة يوم الجمعة ويوم الاربعاء وعن الفقر والمرض والبطالة والفساد غرق العبارة..يطالبون ان نتمتع بالاصالة والطيبة الكافية لكي نغض الطرف عن افعال رجل عجوز في خريف العمر يوشك على الموت قهرا وحزناً من معاملة ابناء شعبه الوحشين له


رجل يحز في نفسه ما يلقاه من بعض بني وطنه
وانا يحز في نفسي الناس الي ماتت والفلوس الي اتسرقت


لن اسامح..لن اسامح..لن اسامح

Friday, January 21, 2011

شعور سخيف


تعرفون بالطبع ذلك الاكتئاب الذي يجعلك لا ترغب في التحرك من سريرك..فقط تريد ان تستلقي هناك طوال اليوم وان ينساك العالم تماماً..وعلى الرغم من انك تسدل الستائر الثقيلة لتمنع ضوء النهار من الدخول الى روحك فان بعض الاصوات تنجح بالدخول..تلك الاصوات هي من تذكرك بأنك على قيد الحياة...هي وذلك الالم الداخلي..الالم الذي يذكرك في كل لحظة بجميع اخفاقاتك..الالم الغير محتمل..الالم الذي كنت قد قررت ان تتناساه


يظهر كل ذلك داخل غرفتك المظلمة

تعرفون بالطبع ذلك الاكتئاب

حسناً..انا لا اعاني منه..ما اعاني منه حقاً هو صداع فظيع يوشك على قتلي..بالاضافة الى اني غاضبة لا ادري مما انا غاضبة ولكن بالتأكيد هناك شيئ ما يستحق الغضب...الغضب والصداع مزيج قاتل كما تعلمون


لا تبدأ السنة الجديدة بالخير تماماً...انفجارات كنيسة القديسين وانقسام السودان..الحرائق التي وجدت طريقها الى اجسادنا و ارواحنا...ارواحنا الهشة التعيسة..أرواحنا التي سئمت من كلمة بكرة جاي اخضر...اعتذر منكم..انا لا اتكلم عن بكرة...بكرة هو في علم الله وحده..ربما يأتي بالافضل وربما يأتي بالاسوء وربما لن يأتي بشي على الاطلاق.. انا اتكلم عن الحاضر..الان..اليوم ليس اخضر ولا ازرق..ليس اي لون في الواننا المعروفة


اعتذر للمرة الثانية للاشخاص الذين يعبرون من هنا..لم انشأ المدونة لأملأها بتدوينات تتحدث عن الصداع و الاكتئاب والحرائق...في الحقيقة لم اسأل نفسي يوماً عن سبب انشائها..ولكني بالتأكيد انشأتها لأني اريد ان اقول شيئاً ما..شيئاً يتعلق بحكاياتي او بتخاريفي او بأشيائي الاخرى


ربما كان هذا من اشيائي الاخرى


طيب ممكن نغير الموضوع ونكمل.....أحاول ان ابدا السنة الجديدة بهدوء قدر الامكان..لا اتمنى شيء كما فعلت في السنة الماضية ولا اكتب تدوينة اشكر فيها الاشخاص الذين في حياتي..ولا احاول حتى ان اقطع الوعود لنفسي وللآخرين كما فعلت في العام الماضي...فقط اضع فيروز في اذني و اغمض عيناي واتجاهل القبح المحيط بالعالم


اجلس على الهامش في السنة الجديدة بعيداً عن كل شيئ...لطالما احببت ان اجلس على الهامش لأراقب اي شيئ و كل شيئ..في الحقيقة انا احب الهامش لأنه يتيح لي كل الوقت للتفكير والتحليل والتأمل واعادة التفكير مرة اخرى لأعود واتأمل ما فكرت فيه...يتيح لي الوقت لأخترع مواقف وهمية بيني وبين شخصاً ما بل واخترع ردود وهمية ايضأ تتيح لي ان أفحمه لو استدعى الامر


شريرة انا..اعرف ذلك


كونت فكرتي عن ان السنة الجديدة لا تكون جديدة الا لمدة يوم واحد فقط بعد ذلك هي مجرد سنة اخر تمر بنا..ربما تقرر ان تسعدنا و ربما تقرر ان تشقينا ولكنها في كل الاحوال عبارة عن ايام و ساعات مهمتها ان تساعدنا على النضج اكثر..وتعلمنا ان الاشياء التي كانت الكتب تحشو بها رأسنا غير موجودة في الحقيقة...وان كل المشاهد العظيمة في الافلام الخالدة التي نقتبس منها جملنا قام بها ممثلون يعانون من الاكتئاب الحاد الذي يؤدي الى الانتحار غالباً


الفين وحداشر...مازلت انتظر اي خبر سعيد...اي فرحة على الاطلاق..سأقبلها بدون اسئلة وبدون شروط..بدون تذمر..لن اتكلم ولن اعترض....أؤكد اني لن افعل شيئ على الاطلاق..ولكني لا احب الانتظار


اعتذر للمرة الثالثة من الجميع...وارجو منكم عدم محاولة تفكيك هذه التدوينة او معرفة الدوافع الكامنة ورائها..انا مجرد طفلة ساذجة تحاول الاتكون كذلك..مازلت اغمض عيناي عندما ارى العالم الحقيقي والنار والقسوة..وافتحهما على الروايات التي تتكلم عن الحق والعدل والحرية..مازلت احلم بيوتوبيا التي لن تكون ابداً





العنوان..من قصيدة جحا/هشام الجخ *