Friday, December 25, 2009

شوية شجاعة


مازلت اجرؤ على الحب والسعادة برغم القبح المتمسك بالعالم


مازلت اجرؤ على فتح نافذتي في الصباح الباكر وأخذ نفس عميق قبل ان يتلوث الهواء بكلمات النفاق وعودام السيارات والتهديد الدائم بالتقاط مرض ما من الشخص الجالس بجوارك


نعم..مازلت اجرؤ على ان احب شخص لا يعرف عني شيئ ولا اعرف عنه شيئ سوى انه بالتأكيد لا يعرفني..اقرأ له قصيدة او اثنتين افتح نافذة غرفتي الكبيرة وانظر الى القمر في منتصف الشهر العربي عندما يقرر ان يصبح اكثر جمالاً اسمع بالنيابة عنه جميع اغاني فيروز ومنير..وأصارحه بأنه شخص رائع لذلك اهديه قطعة من احلامي افعل كل ذلك وانام وانا كلي رضا عن الحياة


مازلت اجرؤ ان اشعر بالرضا عن الحياة وسط كل قضايا الفساد والقتل والاغتصاب..وسط تزايد حالات الوفاة بسبب انفلونزا الخنازير..والاحتباس الحراري..ووسط التعاسة المسيطرة على معظم ما اعرفه


مازلت اجرؤ على الأحلام..وعلى الشعور بالدفء في قلب الشتاء


انا يا سادة انسانة شتوية..اصبح في افضل حالاتي عندما يهل الشتاء..اتجاهل تماماً البرد الذي يأتي من داخلي واركز على مواجهة البرد الخارجي بسترة خفيفة لأنه ببساطة شديدة لا شيئ يقدر على مواجهة البرد الداخلي..ذلك البرد الذي ترتعش له اعضائك الداخلية وتصبح بسببه شبه انسان..لا شيئ يقدر على قهره سوى جرأتك على الشعور بالدفء برغم انف الشتاء وقسوته


لذلك مازلت امتلك بعض الشجاعة في دمي لكي اقول لا للبرد الداخلي..البرد القاسي الذي يجعل اسوء ذكرياتك تتحضر لكي تقيم على روحك المنهكة وليمة تستمر للصباح


حسناً..كنت اقول اني مازلت اجرؤ على الحب والسعادة برغم القبح الذي لا يريد الاختفاء من العالم..برغم الهزائم المتكررة للانسانية..برغم المسلسلات والاغاني الهابطة...وبرغم ان البحث عن الحب يبدو مهمة شبيهة بمهمة البحث عن قارة اطلانتس المفقودة


يا الهي.. كم أنا انسانة قوية..حقاً انا انسانة قوية :)

..........................................................

ملحوظة:

انا فعلاً بكره ديسمبر من كل قلبي

Friday, December 18, 2009

love


المدينة تعادي الحب وتعتبره صرصوراً يجب ان يسحق بالحذاء..ولكن ليس في متحف راسم للدراسات الانسانية


ربما يمكنك التفكير في الامر على انهما اثر اخر من آثار البشرية لهذا تركهما المسئولون عن المتحف..الحب..عادة بشرية قديمة توشك على ان تنقرض مثلما انقرضت تلك الحضارة التي صنعت هذا العمود الخشبي المخيف.


ويماً ما بعد الف سنة سيقف السياح ينظرون لهما ويلتقطون الصور بينما يقول المرشد

"هذان حبيبان..منذ الف سنة سادت عادة غريبة هي ان يلتقي فردان من جنسين مختلفين ويتهامسان وينظران للشمس الغاربة والقمر وربما يسمعان الاغاني كذلك!...لم يستطع علماؤنا معرفة سبب هذه العادة الغريبة ولا الهدف منها ولكن يعتقد انها كانت مقدمة طقوسية لتكوين ما يعرف بالاسرة .."


تدوي شهقات الانبهار ويلتقط السياح سيلاً من الصور


................................................................................

د\احمد خالد توفيق

الطوطم

Wednesday, December 9, 2009

في عشق الحياة


الحياة واسعة جداً

هناك شمس دافئة تشرق كل يوم..وهناك القهوة المضبوطة..وهناك الصحبة الطيبة..هذا بالاضافة الى الورد البلدي..الورد البلدي الرائع الذي يزيدك حباً للحياة


اخبرني صديق عزيز فيما مضى ان انظر الى النصف الممتلئ من الكأس وان اتجاهل تماماً النصف الخاليوبعد مضي اكثر من سنتين على هذه النصيحة ها انا ذا انفذها اخيراً


الحياة واسعة جداًو ربما ان قلت انها رائعة جداً سيبدو كلامي مبتذلاً الى حد ما..ولكنها بالفعل كذلك..هي رائعة جداً وتنتظر ان يحتويها احداً ما


اخيراً قررت ان استسلم لما تريده الحياة وأغدو انسانة حرةمجادلاتي مع امي واختي تقل تدريجياً..اسمح لأمي بأن تفعل ما تريده وان تقول ما تريده بدون مناقشة تذكر..اسمح لأختي بأخذ ايشاربي المفضل بدون اي اعتراض..اعمل كسائق لكلتاهما اوصل اختي لكليتها واواصل طوال النهار مع امي في مشاوريها العديدة..البنك..السوبر ماركت..خالتي و فلوس الجمعيةكم اعشق مظهر امي عندما تتورد وجنتاها بفعل الشمس..او عندما تضغط بقدمها على فرامل وهمية كلما اسرعت بالسيارة قليلاً..اعلم تماماً انها تخاف من سيارتي ولكنها بالرغم من ذلك تتدعي الشجاعة


الحياة واسعة جداً ورائعة جداً وعادلة جداً..حتى وان ادعينا العكس في بعض الاحيانوانا اريد ان اكتفي بهذه الاسباب لكي تكون اسبابي الوجيهة للسعادة


في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنت مليئة بالكسور والجروح...كانت التعاسة تكون طبقة سمكية على روحي وتمنعني من الحياة...كان هناك ثقب اسود قبيح في قلبي يصدر صوت صفير حينما يمر الهواء به


حسناً..مازال الثقب موجودأ ولكني لم اعد اراه بهذا القبح..استطيع ان اتعايش معه وان اتقبله..استطيع ان اتجاهله ان لزم الامر..وهذا شيئ اعرف يقيناً اني بارعة فيه


لم يعد هناك سوى الحياة الواسعة والرائعة وبعض الاحزان العادي والتي سأتعلم ان اتخطاها..الاحزان العادي التي تشبه الصداع والم الاسنان والتي يمكنني ان اتغلب عليها بقرصين من المسكن...اما التعاسة التي تستطيع ان تتسرب الى روحك والى حياتك وحتى الى علاقتك بالاخرين..التعاسة التي تشبه ورم خبيث وشرير لا علاج منه فقد ودعتها الى الابد
الحياة واسعة جداً...واجمل مافيها انها واسعة :)

Thursday, November 26, 2009

:)


شكراً يارب


شكراً يارب على كل حاجة

Sunday, October 25, 2009

رمان وجوافة


حبة رمان قادمة من الجنة


تدعوني الايام مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخب..
ولاتعدني بشئ معين لأنه لايوجد شئ مضمون في الدوامة..ربما ستخبرني ان الاشياء القادمة اجمل.. ربما تقول لي ان الاوقات التعيسة يتولد منها اوقات رائعة


لا افهم شيئاً..فقط تفتح لي الباب وتدعوني الى الدوامة


تخبرني هبة ان ثمرة الرمان لابد ان تحتوي على حبة واحدة ضمن حباتها..هذه الحبة قادمة من الجنة ولذلك حرص الصحابة على اكل جميع حبات ثمرة الرمان لكي يفوزوا بتلك الحبة
تخبرني بذلك ونحن نعد كوكتيل الرمان والجوافة الذي اخترعناه في لحظتها لأن والدتها ممنوعة بأوامر من الطبيب عن شرب العصائر المحفوظة


أكره المرض..واكره تلك الفجوة السوداء التي يسببها في القلب..أكره القلق والترقب والالم..ولكني احب يد الله الحانية التي تمسح على رؤوسنا وتخبرنا ان الايام القادمة تحملالكثير من اللون الاخضر


يخرجني مرض ام هبة من مداري


في غرفة المستشفى ووسط صخب الاشخاص القادمين للمواساة..تتعلق عيني بأم هبة التي لاتستطيع مجارة كل ذلك الصخب وكل تلك الاحاديث وافكر كم سيكون لطيفاً لو تطوع احدهم وامسك مقشة كبيرة ليطرد هؤلاء جميعاً خارجاً لاشئ يستدعي الغضب..مجرد مقشة كبيرة لنخرج كل تلك الاحاديث التافهة من الغرفة ونوسع مجالا اكبر للهواء ولبعض السكون..وربما لبعض التعاطف الحقيقي


.تدعوني الحياة مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخبولاتعدني بشئ معين..دوماً لاتعدني بشئ معين


تغريني الكتابة بالهروب..دفتري الازرق الكبير يجلس هناك بكل براءة..يهمس لي احياناً بأكثر الافكار جنوناً..اقاومه كثيراً حاليا ولكن ربما سأستمع اليه في المستقبل
افتقد دفتري الازرق الكبير ومايفعله بي..افتقد ان اكتب في ميني باص متحرك وان يتلصص علي الاشخاص الذين اجبرتهم الظروف على الوقوف في ميني باص مزدحم بحيث اصبحت انا تسليتهم الوحيدة يخالجني شعور احياناً بأن الكتابة هي الشئ الوحيد الذي يستحق ان تتحمل سماجة البشر من اجلها مع انها فعل ينطوي على كثير من الخصوصية... لأنه عندما اكتب اضع جزء مني في ورقة بيضاء..واغلق عليها الدفتر الازرق الكبير..احياناً اطوي الورقة وارميها من النافذة ارمي قطعة مني ولكن لايهم..لأن قطعة اخرى ستخلق وربما ستكون اجمل


القهوة تساعدني على انجاز الكثير..وعلى تخطي الكثير..القهوة وصلاح جاهين وفيروز..والنافذة الكبيرة في حجرتي..اجلس تحتها واشرب القهوة..استمع لفيروز واقرأ لجاهين واتذكر..انظر الى السماء واتذكر..اعالج ذلك الجرح الذي لايريد ان يندمل واتذكر...مؤخراً صرت لا افعل شئ الا ان اتذكر...وهو لمن لايعلم شئ مرهق للغاية..كأنك تصر على التمسك بخيط رفيع يربطك بحافة.. هذه الحافة لاتريدك ضمن حدودها..تنبذك..وانت تصر على التمسك بها لتعود وتنبذك مرة اخرى..حت تصاب بنوع من الاستسلام وتفلت يدك لتبدأ رحلة الهبوط السريعة التي لا اعرف عنها شيئاً الا انها مؤلمة


كنت اقول ان الحياة تدعوني مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخب..وتغريني بالذوبان داخل الدوامة..تغريني ان اصنع كوكتيل جوافة ورمان وان انسى من انا في بعض الاحيان
..........................................................................................................................
تحديث
يستحسن قبل التعامل مع الرمان اننا نلبس اي حاجة قديمة او مريلة مطبخ لأن بقعة الرمان مش بتطلع ابدا من الهدوم
وكمان نلبس جوانتي في ايدينا لأن التعامل مع الرمان وتفصيصه بيسيب سواد في الايدين..بس مش في القلب :)
اقعدوا بالعافية

Wednesday, October 7, 2009

حافة العالم


هناك على حافة العالم...اقف بمفردي واغني اغنية لمنير وانتظر شخصاً ما


لو كان لزاماً علينا الرحيل..كارهك يا وداع


اغني بصوت مرتفع وارقص..ربما لأمنع البكاء الذي يراودني عن نفسي بسبب البرد والوحدة والظلام..حافة العالم باردة ومظلمة بشكل لا يصدق


والمستحيل اني امسح دمعة..مستحيل اخبي لوعة


هناك على حافة العالم انتظر شخصاً ما..ولكن الحقيقة هي اني اكره الانتظار مع انه فعل مارسته طوال حياتي..اكرهه ومع ذلك استمر في ممارسته لأنه الشئ الوحيد الذي اجيد فعله اكثر من غيره..وربما لأنه وفي هذه الايام اكثر فعل منطقي يمكن فعله


مستحيل


على حافة العالم...تنتهي جميع الاحتمالات ولايبقى سوى الحقائق..الكثير والكثير من الحقائق التي تشبه مكعبات الثلج في قسوتها وجمودها وبرودتها


طب ليه تغيب عني


بالتدريج..اسمح للخوف وللوحدة بالتمكن مني..اسمح لنفسي بقليل من البكاء وبكثير من الحنين...اسمح لنفسي ان اشاهد العالم من على الحافة وانا احاول مقاومة رغبة شديدة في القفز


ولايوم تطمني


على حافة العالم..هناك الكثير من الاشباح التي تحاول العودة للحياة..هناك الكثير من الحزن الذي يأكل البراح..هناك الكثير من الصخب والجنون والقسوة


ده انا لما اكون جنبك يطلع نهار


على حافة العالم...اقف بمفردي تماماً وانا ادرك ان لا احد يمكنه انقاذي...اقف بمفردي تماماً واحاول ان ابدو سعيدة ربما تبتعد عني تلك الاشباح


في الحلم علمني..تبقى قريب مني


افكر في احلامي القديمة..في اشخاص احببتهم واحبوني..افكر في اغنية سعيدة وذكرى سعيدة..افكر انه بقليل من الجهد يمكن ان يصدق الاخرون ان ابتسامتي صادقة..وان لمعة عيني ليست مصطنعة


قلبك يطمني..قربك نهار


هناك على حافة العالم...تبدو الاخطاء الصغيرة كبيرة بشكل لايصدق..وتبدو الاخفاقات العابرة درامية الى اقصى حد..ويصبح الم الفراق اقوى الف مرة...على حافة العالم تستطيع ان تعرف مدى قوة احتمالك ولا تتمنى سوى ان ينبت لك جناحان لكي لا تضطر الى القفز من على الحافة هرباً من كل ذلك الصخب..ولكي لا تضطر الى العودة من نفس طريقك القديم


يالون ربيع وردي


حسناً..مازلت بمفردي هناك على حافة العالم...انتظر شخصاً لن يأتي..واتشبث بأحلام لا تنتمي لي..و
أهرول كعادتي
في دروب مدينة ليست لي


الحزن مش قصدي

..................................

غادة السمان

محمد منير

Sunday, September 20, 2009

عيد


لأن العيد يسكن بداخلنا طوال العام ينتظر فرصته للخروج


ولأننا نضيع الكثير من الفرص التي تحتوي على بهجة غير مسببة بدافع الخوف او الظروف


ولأننا بطبعنا مخلوقات متفائلة والتشائم دخيل علينا تماماً


كل سنة والارض لسة بتدور حول محورها :) واحنا كويسين ومش عندنا انفلونزا


:) :)

Thursday, August 6, 2009

شبه اشراقة


لاشئ اقسى من ان تأتي قهوتك التي طال انتظارك لها في ذلك المقهى المزدحم باردة ومرة بشكل غير طبيعي


حسناً...لنركز على الاشياء العادية في حياتنا..الاشياء المبهجة الصغيرة التي تجعلك تشعر بأن غداً يوم يمكنك احتماله بقليل من الصبر بل ويمكنك ان تتجاوزه ايضاً بنجاح


في ذلك المقهى الذي لاتشبه مقاعده بعضها ابداً..اجلس بجانب النافذة دوماً..اعتقد اني لم اجلس في اي مقهى الا بجانب النافذة والا فلا معنى من الخروج من المنزل والذهاب الى هناك من اجل فنجان صغير من القهوة..اخرج دفتري الازرق واكتب عن اشياء تشبه الحب..عن الارتعاشات الغير مبررة في ليالي الصيف الحارة..لا..لن تكون قصة رومانسية اخرى..سأتكلم فقط عن اشياء عادية اشياء لها دور كبير بطريقة خفية


ربما كانت القهوة المضبوطة في ذلك المقهى الذي يغني فيه سيناترا..القهوة الممزوجة بقليل من الشيكولاتة وقليل من القرفة وكثير من الدفء..او ربما تلك النكتة السخيفة التي سمعتها وانا انتظر في عيادة الطبيب..لا اعرف عما اتحدث ولكنها بالتأكيد لن تكون قصة رومانسية اخرى انهيها نهاية سعيدة فقط لأن قلبي لا يتحمل النهايات الحزينة..ولن تكون قصة بنهاية حزينة فقط لأن مزاجي سيئ هذه الايام و يحتم علي ان اشقي ابطال قصصي


سالتزم بالاشياء العادية..سالتزم بالقهوة المضبوطة وبالنكتة السخيفة..سالتزم بنسيان الاشياء التي تشبه الحب..والاشياء التي تشبه الحزن..ولن اعاني من شبه الغضب الذي ينتابني بين الحين والاخر


لن اتحدث اليوم عن اشياء سخيفة كالعادة..سأتحدث عن الاشياء التلقائية التي تحدث حولنا طوال الوقت ولاتشغل حيز من الفراغ..ولكنها بالتأكيد تشغل حيز من الروح


سأتحدث عن الصغير الذي تعلم ان يقول جمل رومانسية لأول مرة في حياته..سأتحدث عن خجلي عندما صرح لي بأنه يحبني كما يحب الشيكولاتة تماماً..ربما اكثر قليلاً..يطبع على خدي قبلة صغيرة وينطلق لكي يلعب بشئ ما..قالها غير عالم بأنها كانت اكثر جملة رومانسية قيلت لي..ربما هي الجملة الرومانسية الوحيدة التي قيلت لي في حياتي


ومع ذلك انا ممتنة..لا..انا اكثر من ذلك بقليل..الاحتمال الاكبر اني اتجه نحو ان اكون مشرقة
ضحكته والقهوة المضبوطة وصوت سيناترا والنكتة السخيفة..كل ذلك يجبرني على ان اكون مشرقة

Monday, July 27, 2009

شبكة امان


سأسافر..ربما سأسافر بلا عودة....هكذا تحدثني نفسي هذه الايام

فكرة السفر بلا نية للعودة تغريني كثيرا و تعدني براحة بال لم احصل على مثلها من قبل

لاشيئ يربطني بهذه الارض سوى جذور من الحب..جذور كثيرة متشعبة ومتشابكة..وقوية كذلك..لاشيئ يربطني بهذه الارض سوى اشخاص لا يشبهونني ولكنهم يمتكلون ارواحاً تشبه روحي واحزاناً تشبه حزني...وسعادة تشبه سعادتي..اشخاص هم شبكة الامان بالنسبة لي

ربما لأجلهم سأفكر مرتين قبل ان اسافر..هؤلاء الاشخاص الذين يحيطون بي من جميع الاتجاهات يبنون حائطاً كبيرا في وجه تعاستي يمنعونها من المرور الي روحي ويملئون حياتي بالصخب المحبب

ربما من اجلهم سأفكر مرتين قبل ان يصيبني اليأس..وربما من اجلهم لن اترك قلبي ليتحول الى قطعة حديد باردة وجافة

هؤلاء الاشخاص الذين استطيع وبلا تفكير كثير ان اتشارك معهم اخباري السخيفة دوماً..اقتسم معهم الحكايات والاحلام..والطموح..معهم فقط لا ابالي بالتعاسة ولا يخيفني الحزن ولاتهددني الذكريات القديمة

سأسافر..ربما سأسافر بلا عودة....هكذا يوسوس لي شيطاني هذه الايام

اعرف اني هشة..اعرف ان الحنين سيتلاعب بي وانا هناك...سيجبرني على مكالمتهم مرتين يومياً ربما اكثر..سأحلم بهم كثيراً..سأفتقد الدفء والضحكات الذين يحيطون بي وانا معهم...سأفتقدني وانا معهم

لاشيئ يربطني بهذه الارض سوى جذور من الحب..جذور كثيرة متشعبة ومتشابكة..جذور تعلمت مع الوقت ان ازيد من تعقيدها وتشعبها وقوتها

تعلمت ان الحب وحده هو من ينبت لنا جذور قوية ومتشابكة..وهو ماسيجعلنا نفكر مرتين قبل ان نقتلع تلك الجذور

Monday, July 6, 2009

ثرثرة


افكر في ان كل ما احتاجه من العالم حالياً هو فيلم جيد وايس كريم المانجو من قويدر..كل ما كان في السنوات السبع الماضية يبدو كهلاوس سمعية وبصرية لا اكثر..مجرد رتوش اخرى في اللوحة..كل الاشخاص الذين خسرتهم لاسباب لاتزال مجهولة وكل الاشخاص الذين كسبتهم لنفس الاسباب المجهولة...رتوش


لاشيئ هناك سوى ايس كريم المانجو


افكر في ان كل ما احتاجه من هذا العالم الواسع..هو مساحة غرفتي فقط وبعض اغاني منير وفيروز وسأكون بحالة جيدة..ربما سأحتاج الى ان اتمسك بيد دافئة تعبر بي الشارع..ربما لن ابكي بعد الان بسبب اشياء تافهة


في المساء تشاهد امي برامج مثل تسعين دقيقة.. والعاشرة مساءً.. والحياة اليوم..تشاهد حالات اغتصاب الاطفال..و الخطف والقتل وجميع ما يخطر على البال من كوراث..تشاهد كل ذلك ويمتلئ قلبها بالخوف اكثر..تخاف من ظلام الليل اكثر..تجبرنا على العودة الى البيت قبل وصوله كما لو كانت جميع المصائب تحصل في الليل فقط


تخوفنا امي من جرائم الخطف والاغتصاب والقتل..كلامها يجعلني اشعر وكأننا في غابة ونحن المخلوقات الاضعف فيها...كل ذلك الصخب وذلك الرعب الذي يملئ قلبها يجعلني لا احتاج الا مساحة غرفتي فقط..لا احتاج الا الى ايس كريم مانجو ويد دافئة تعبر بي الشارع


تتلون الحياة بطريقة رائعة..تبعث لي برسائل طوال الوقت..وانا اختار الا افهمها طوال الوقت..في الحقيقة لم اعد اؤمن بموضوع رسائل الحياة هذا بعد الان..ذلك تماماً هو نوع القناعات الذي احاول اخراجه من حياتي..لاشئ يسمى رسائل خفية من الحياة تهدينا احيانا ان نحن ضللنا طريقنا...ولاشخص هناك يدعى بصانع الاحلام..والكلام الذي نقوله لشخص ونحن واقفين بالقرب من النافذة لن يصله مع الهواء..سيتبدد كما يتبدد الهواء تماماً


في طريقي الى وسط البلد لشراء ايس كريم مانجو من قويدر ترن في اذني كلمات امي عن الاشخاص السيئيين الذين يقتلون ويخطفون ويغتصبون..ويملؤني الخوف اكثر..ربما لأني وحيدة..وربما لأن نسبة الواقعية التي اضفتها مؤخراً لحياتي اصبحت كبيرة جدا بالنسبة لي...وربما لأن اليد التي ستعبر بي الشارع..تلك اليد الدافئة..لم تأتي بعد..ولكن الاحتمال الاكبر هو لأني لم اجد ايس كريم مانجو


افكر ان كل ما احتاجه من الحياة هو فيلم جيد..وايس كريم مانجو من قويدر
وان تدعني وشأني

Saturday, June 13, 2009

مدينة اسمها..القاهرة


السادسة صباحاً..القاهرة تستيقظ بعد ليلة طويلة


القاهرة..المدينة العجوز المنهكة دائماً الصارمة مع اولادها..ولكنها في الصباح تبدو كسيدة عجوز طيبة..هادئة.. سمراء البشرة تملئ التجاعيد وجهها ويديها..تتناول عكازها لكي يساعدها على مواجهة الحياة..ترسم ابتسامة منهكة على وجهها..وربما تتمتم بأذكار الصباح..تمسح بحنان على رؤوس الذاهبين الى اعمالهم وتدعو لهم بالتوفيق


هكذا رأيتها هذا الصباح..طيبة ومسالمة وحنونة


الثانية ظهراً..


مازلت القاهرة تلك السيدة العجوز...ولكنها هذه المرة عجوز شريرة ثائرة الشعر...تلبس رداء اسود..غاضبة دائماً..تبدو كالتنين الذي ينفث النار..تهوى التلاعب بأعصاب الناس..تعشق الخدع الماكرة وتتلذذ بتعذيب المارة بشمسها الحارقة..من يجرؤ على تحديها..فالويل له

الثانية عشر صباحاً...كورنيش النيل


القاهرة تغير جلدها وتتحول الى تلك السيدة العجوز المتصابية بعض الشيئ التي تلطخ وجهها بالاصباغ..ترسم عينيها بكحل اسود ثقيل..وتزين شفتيها بلون احمر صارخ..تلبس ذلك الفستان عاري الكتفين..وتبتسم في دلال لمعجبيها..تطبع على وجنتهم قبلة دافئة..ويحملهم نيلها الى اماكن رائعة..تجعل قمرها مضيئ بشدة..تظل ساهرة الى ما بعد الفجر بقليل تضحك مع هذا وتستمع الى ذاك..وام كلثوم تشدو في الخلفية وتقول لأحد ما انه عمرها


ينتهي اليوم واقع انا في غرام القاهرة...في الحقيقة لقد في وقعت في غرامها منذ اليوم الاول الذي وطئتها قدماي..ولكن
تكمن المشكلة في اني اصبحت قاهرية جداً..قاهرية بطريقة لا تحتمل

انا فتاة قاهرية تماماً..ابنة المدينة النوذجية
التي تنتظر الميني باص الاخضر طويلاً لأن مصروفها لا يكفي دائماً لايقاف تاكسي

انا الفتاة القاهرية التي التصقت بي هذه الصفة منذ سبع سنوات فقط..وكنت قبلها الفتاة الوافدة من الخارج..السائحة بعض الشئ التي لاتعرف كيف ينتظر الناس المواصلات العامة بهذا الصبر وهذه الثقة في عدالة السماء

ولكني الان فتاة قاهرية..اقفز احيانا من الميني باص وهو يتحرك واركبه وهو يوشك على التحرك ايضاً..اعتقد اني كففت منذ زمن عن انتظار ان يتوقف لي تماماً..ربما بسبب ضيق الوقت وربما بسبب انحراف مزاجي الدائم...لا احد يعلم لما افعل في نفسي ذلك..وانا ايضاً لا اعلم..كل ما اعرفه انه يلزمني ان اركب ذلك الميني باص

تحولت الى فتاة عملية...ربما قاسية بعض الشئ...ابنة المدينة التي لاتتحدث مع الغرباء ولاتبادلهم ابتسامة بابتسامة لأنها تخاف كثيرا من حوادث الخطف والسرقة..ابنة المدينة التي لاتجرؤ على ملاعبة طفل يجلس في حضن امه خشية ان تظن الام بها سوء

الحياة في القاهرة؟

ليست بالشئ الرائع دائماً
ان تجبر اجباراً على التكيف والاندماج في حياة انت تعرف يقينا انك لم تخلق لها..ذلك الزحام الشديد الذي يسلبك اي فرصة للحلم..وتلك السيدة الفظة التي تتعمد ان تدوس على قدمك..وذلك اللص الذي تعرف من عينيه انه لص ولكن نضوجك يمنعك من ان اتصرخ وتقول حرامي

في القاهرة..كل شيئ يصبح قاهري وسريع بالتدريج..كل الاشياء تصطبغ بلون عوادم السيارات الكثيفة وتفقد قدرتها على اللمعان..حتى انت..حتى الاحلام تصبح رمادية..باردة..ومقتضبة وكأنها مستعجلة للذهاب الى مكان اخر غير خيالك
في القاهرة ننسى بسرعة شديدة..او نتناسى..ونتعلم ان نتجاوز جروحنا واخفاقاتنا لكي تستطيع الحياة ان تقبلنا مرة اخرى في صفوفها

في القاهرة لاشئ حقيقي تماما...هناك اشياء تشبه الحب..واشياء تشبه الحزن..واشياء تشبه الغضب ولكن لاشئ حقيقي تماماً..لا شيئ يهم سوى ان تلحق بالميني باص القادم ان فاتك الاول

ولكن عندما يأتي وقت الغروب..وتصبح القاهرة متسعدة للاحتفال بأن يوماً اخر مر في سلام...عندها فقط يمكنك ان تقع في غرامها مرة اخرى بسهولة شديدة...تفتح لك ذراعيها وتعدك بأيام قادمة اجمل.. ترسل لك نسمات من الهواء البارد وتعدك بالافضل..فلا تملك الا ان تقع في غرامها مرة اخرى...تغني ام كلثوم وعبد الحليم في خلفية احلامك وتقرأ افكار صلاح جاهين فلا تستطيع الا ان تقع في غرامها مرة اخرى

يرن هاتفك المحمول وانت على كورنيش المعادي فتصبح الحياة اكثر احتمالاً..وتشكر القاهرة مدينتك السحرية على هداياها...تشرب القهوة الممزوجة بالشيكولاتة في ذلك المقهى فتشعر بأنه لا مكان اخر في العالم غير القاهرة يمكنه ان يسع سعادتك وأحلامك هذه الليلة
في الواقع لن يستطيع مكان اخر ان يفعل ذلك..ولن تستطيع انت ان تحمل مكاناً اخر غير القاهرة في قلبك..اعتقد انها ستستولي على كل الفراغ الموجود هناك

:)

Saturday, June 6, 2009

محاولات جدية للسخف..وللحياة


افتقد كوني تلك الفتاة الهادئة التي تكتب كثيراً..التي تشعر ان البشر مخلوقات جديرة بالاهتمام حقاً ويجب الكتابة عنهم بشغف وبحب شديدين...افتقد الفتاة التي تشعر بالوحدة في الزحام والتجمعات فتكتب وتتعرف على المحيطين بها بدون ان تتبادل معهم جملتين كاملتين


افتقد مساحتي الخاصة...افتقد مدونتي وذلك الوهم بأن احد ما يقرأني فعلاً...افتقد شرائي للدفاتر الجديدة في كل اول سنة للكتابة فيها لكنها تظل فارغة لان جهاز الكمبيوتر يحل محلها بسرعة كبيرة..حلم الورقة والقلم الذي ربتني عليه مدرسة اللغة العربية في مدرستي الاعداداية يموت ببطء...قالت لي يوماً: لاتطلبي الكتابة ولا تسعي اليها..هي ستأتي اليك عندما ترى الوقت مناسباً لها


ربما لأني انسانة عنيدة جداً..وربما لأن تلك الشخصية قالت اني اكتب اشياء لامعنى فقد قررت ان اكتب اشياء لامعنى لها اكثر واكثر واكثر..لمجرد العند


لن اكتب عن اشياء مضت..لن اكتب عن قصة رومانسية لم تكتمل..لن افتح دفاتري القديمة وانقل منها صورة انسانة كانت انا فيما مضى..انا ابنة اليوم....رغم انف العالم انا سخيفة وسأظل كذلك


اعود بالتدريج الى مداري..فيروز وقهوة زيادة هذه المرة..بعض الذكريات لن تضر..منير يلطف الاجواء قليلاً..مكالمة هاتفية غير متوقعة تسعدني حقاً وتجعل العالم محتمل قليلاً....ولويس ارمسترونج يقول ان العالم رائع...وفكرة تراودني تقول: ربما لن اتخلى عما اكتبه بهذه البساطة لاعتقادي انها من الاشياء القليلة التي اتوهم اني اجيد فعلها بمهارة..لن اتخلى عما اكتبه فقط لانها اشياء بلا معنى وسخيفة..احب واقع اني مازلت اتمتع بالقدرة على السخف


تملؤني الاحتمالات القادمة ببهجة شديدة..بهجة محتملة..ولكنها حقيقية جدا..بهجة متوقعة ولكنها ملموسة جدا...اعرف ان عودتي للعالم الواقعي ولعبي دور الناضجة لن يطول..قريباً ساعود لانضم لصفوف الحالمين مرة اخرى..عندها فقط ستتحقق الاحتمالات...اعرف اني سأواجه فشلاً ذريعا اذا حاولت ان اكون شخصا ليس انا..اذا حاولت ان اتخلى عن سخفي و عن اشيائي الاساسية التي تجعلني مرتبطة بكوني الصغير


"ده كل يوم فيه الف..الف احتمال"

Friday, April 24, 2009

وصية


اجلس على سيراميك غرفتي البارد بعد يوم طويل في ترتيبها وتنسيق دولاب الملابس..انظر الى دولابي الكبيرو افكر في مدى حاجتي الى كل تلك الملابس والحقائب


لا ادري لماذا افكر في الموت كثيراً مؤخراً..افكر في اشيائي الحميمة..لمن سأتركها وماذا سيكون مصيرها بعدي
دفتري الازرق الكبير الذي يحوي افكاري ومشاعري..انتصاراتي وهزائمي..ربما قطعة من روحي كذلك..خاتمي الفضة ذو الفص الفيروز هدية امي لي...الارنب الابيض الكبير وفيونكته الزهرية هدية دعاء لي...فوزية وريهام.. وسارة اختي..أمي وأبي


اقرر اني سأكتب وصيتي..سأكتب وصية طويلة اشرح فيها كل لحظات ضعفي التي كنت ادعي فيها القوة....سأشرح كذلك لماذا كنت عنيدة جدا في بعض الاحيان..سأعتذر عن كل زلات اللسان التي بدرت مني..وعن لحظات جبني


يقول أحمد دوما ان الموت علينا حق..لا اعتراض لي على كلمته هذه ابدا..ولكن المشكلة انه يأتي فجأة بطريقة لاتمكنك من قول الوداع..نعم الوصية هي فكرة رائعة ولامعة


افكر ان احد لن يستطيع ان يتعامل مع اشيائي بطريقتي..ربما ستفتقدني ان غبت مدة طويلة.. ستفقد لونها والحياة التي تختزنها بداخلها


في وصيتي سأطلب ان لا يبكي احد علي..ربما يبكون قليلا بدون صوت..ولا اريد ان يرتدي احد السواد..طالما احببت الاسود في كل المناسبات ماعدا الجنائز..اشعر انه يزيد الميت موتا ويزيد الحزين حزنا..ولكنه في مناسبات اخرى يمنح الدفء حتماً..ربما يرتدون لونا دافئاً كالاحمر لو توفيت في الشتاء..او لونا منعشا كالاخضر لو توفيت في الصيف


مجموعة ماوراء الطبيعة لدكتور احمد خالد توفيق بأكملها سأتبرع بها لمكتبة مصر الجديدة..عتبات البهجة سيذهب لهبة..فوضى الحواس سيذهب لنادين..ازهار للسيدة هاريس سيذهب لأختي سارة..مصحفي الصغير ستأخده امي ليساعدها على تخطي موتي كما ساعدني في الكثير..كل روايات اجاثا كريستي سـتأخذها سارة ايضا


ملابسي لن يأخذها احد..سأتبرع بها لجمعية خيرية..خصوصاً الجوارب والاحذية والكوفيات الصوفية الثقيلة ماعدا القطنيات..جميع القطنيات تذهب لأختي..اعرف كيف يتحسس جلدها في الصيف من الحرارة الشديدة ولاشيئ كالقطن يساعدها


لا اريد كذلك عادة الثلاثة ايام التي نشتهر بها نحن الجنوبيون..يوم واحد من الحزن علي يكفيني..يوم واحد من البكاء والافتقاد يكفيني..يوم واحد من الانكسار يكفي..يكفي جدا


سأدفن في مدافن عائلة أمي بالتأكيد..تحديداً بجانب أمي زينب


ربما سأطلب من فوزية وريهام ان يقيموا حفلة على شرفي بعد موتي..لا اريدهم ان يجتمعوا ويبدأوا البكاء علي وعلى شبابي الضائع..اريدهم ان يستمتعوا بحياتهم وان أظل بينهم كشبح طيب يستحضر ذكريات جميلة ورائعة وليس كظل شرير يكتم الانفاس ويستحضر الدموع..بعض القران سيفيدني بالتأكيد


جميع مجوهراتي ستقتسمها أمي وأختي وخالاتي وسماء ابنة خالتي


اعرف انها انانية مني ان اتمنى ان اموت قبل أمي وأبي وجميع من أحب..لكني لم أتعامل مع الموت من مسافة قريبة قط كنت كلما اسمع عن موت قريب ما اترحم عليه..احزن قليلا..وأتابع يومي كالعادة..أحمد الله على اني لم احزن حزنا عميقا يقتلعني من جذوري ولا اعتقد اني استطيع ان اتعامل مع حزن كهذا


بعد حزن كهذا اثق في ان الاخرين سيعيشون..سيتذكرون من حين لأخر ولكنهم في النهاية سينسون..في النهاية سيكون جرحهم قشرة رقيقة قبل ان يشفى بالكامل..ولكن انا سيظل جرحي عميقا غائرا قبيح الشكل ينزف طوال الوقت..حتى وان لم يره الاخرون

Monday, April 6, 2009

ليمون وعسل


استيقظ بألم حاد في حلقي..أدرك ان الانفلونزا استولت علي تماما

حين امرض اشعر اني وحيدة..ان الحياة تخلت عني بقسوة غير مسبوقة..اجلس على الهامش في هدوء اتناول ادويتي واشرب الليمون بالعسل..اسعل بشدة..وانتظر

في الثامنة مساء...اختنق في زحام الكوربة...الطريق لايتحرك ويبدو ان جميع من يملكون سيارات في القاهرة قد قرروا ان الكوربة هي جنة الله في الارض...ذلك المكان يصبح متوحشا بحق في المساء اسعل بصوت عالي فتنظر لي السيدة المجاورة شذرا وكأنه ليس من حقي ان افعلها في مكان عام ولكني اواصل سعالي بتحدٍ...منذ فترة طويلة كففت عن التفكير فيما سيظنه الناس بي..فقط افعل ما يحلو لي حينما اريد

لا اقوى على التنفس..اقل حركة تشعرني بالتعب ولكن المتعب حقا هو غياب الحياة في حضرة المرض..لاشئ يشم ولا شئ يذاق..كل الروائح والمذاقات اختفت..حتى طعم المرارة اختفى..فليكن كنت اتذمر دائما اني احتاج الشيكولاتة دائما معي لكي اتغلب على طعم المرارة الذي يرافقني..الان اختفت المرارة..مؤقتا ربما ولكنها اختفت..كل ما احتاجه حاليا هو العسل..اسخر من نفسي وانا افكر اني احتاج العسل ليعيد لي مرارتي التي تعودت عليها وألفتها

حين امرض..تتلقفني الافكار والهواجس..تقيم حفلة على شرفي..تخبرني بشر شديد ان اليوم لا مفر لي منها..استمع الى موسيقى الياس الرحباني وعمر خيرت واحاول الابتعاد عن هواجسي وعن الكوربة وعن ذلك المقعد بجانب الكنيسة الذي اتجاهله كلما مررت به

حين امرض..احتاج الى ان يحضر لي احد ما مجموعة من النكات المضحكة..والذكريات السعيدة..والاخبار الجيدة..والابتسامات الصافية...احتاج الى ان يصنع لي احد كوب كبير من الليمون بالعسل ويقدمه لي..يتحسس جبهتي ليتأكد ان حرارتي عادية.. يغطيني ويجلس بجانبي ليقرء لي رواية نهايتها سعيدة..احتاج الى ان اتحدث والى ان استمع والى ان اضحك

العاشرة مساء..تملؤني رغبة قوية في شرب شيكولاتة ساخنة..لكني اتراجع فلا شي اقسى من المرض الا عدم تمكني من تذوق الشيكولاتة...بعد تفكير استبدلها بكوب بابونج ساخن ظلت امي تنصحني بشربه منذ يوم كامل وانا اتهرب منها

الواحدة صباحا...مذهل مايستطيع ان يفعله بنا المرض..بأجسادنا الواهنة وقلوبنا الاوهن..وارواحنا الهشة...مذهل كيف يمكنه ان يملؤك بالحنين لاشخاص ذهبوا..ولرسائل لم ترسل يوما... يمكنه ان يعصرك ليخرج اكثر ذكرياتك حزنا..يفتح صناديقك الخشبية ليفتش بين الصور القديمة..والاحاديث التي كنت تتحدثها مع نفسك متظاهرا انك تقتسمها مع شخص اخر...حقا مذهل

الثالثة صباحا...احاول ان انام..اقرر انه ليس هناك من مهرب سوى بالنوم..النوم العميق ان تحرينا الدقة..ولمزيد من الدقة..النوم العميق الخالي من الاحلام..ولكني لا افعلها..كالعادة لا افعلها

فقط.. انظر الى تلك الصورة واشرب المزيد من الليمون بالعسل..اتناول ادويتي في استسلام محبب... وانتظر

Saturday, March 28, 2009

فعل..بدون اسباب


لا شئ يستدعي الكتابة حقا..كل شئ يسير عكس الطريقة التي اريدها..ولكني مستسلمة تماما


الاستسلام..نعم الاستسلام شئ رائع واختراع عبقري انصح الجميع باتباعه..لاشئ يعيب ان تطفو مع التيار وتترك الحياة تأخذك الي حيث تريد هي..ربما ستتفاجأ في النهاية بما ستصل اليه


رغم كل شئ لا اشعر بالغضب..اشعر فقط اني مخدرة وكأن احدهم سقاني"حاجة اصفرة" وينتظر الوقت المناسب للهجوم علي ولكن الذي لا يعرفه اني شريرة للغاية استطيع ا ن اكون باردة جدا واخيب جميع الظنون التي تتبنى فكرة انهياري بالاستسلام

لاشئ يستدعي الكتابة حقا..ولكن افعل

هناك ذلك الشخص الذي يقول عني "احتوائية"..لا افهم الكلمة في البداية ولكنه يقول لي انها مشتقة من الاحتواء..رأيه اني ناجحة تماما في احتواء من اعرفهم...هذا شئ جيد اليس كذلك؟..شئ يستحق الكتابة عنه..اليس كذلك؟


هناك تلك الرحلة الممتعة لاطلال حديقة الحيوان..وبالرغم من ان معظم الحيوانات مصابة باكتئاب حاد وشره مرضي الا اننا لم نبالي ابدا..اعتقد اننا كنا نسترجع اخر رحلة لهذه الحديقة منذ ما يقرب من عقد كامل من الزمان او اكثر عندما كانت الحيوانات سليمة ومعافاة ولاتسمى بأسماء سخيفة على غرار فوزي كلب البحر وزوجته فوزية ومتولي الاسد..ونعيمة انثى الفيل المثيرة للشفقة


هناك ذلك المخلوق الصغير الرائع الذي يحيطني بحب لم اشهد له مثيل..والذي يقبلني بلا سبب على الاطلاق..والذي اصبح اخيرا ينطق اسمي بشكل صحيح وبطريقة رائعة جعلتني اعيد اكتشافه من جديد


في الواقع الاشياء التي لا تستدعي هي من اهم الاشياء واكثرها سخافة وقربا من القلب والروح..ربما ان امعنا النظر قليلا سنرى شء اجمل قادم في الطريق ولكننا لا نستطيع رؤيته جديا بسبب كل ذلك الضباب


اصبحت الكتابة فعل مفاجئ..يحدث في اي مكان واي زمان..فعل فاضح بعض الشئ..يجعل الاخرين ينظرون اليك بفضول ووقاحة وانت تكتب في دفتر ازرق كبير اثناء جلوسك في الميني باص الاخضر ولكن المزعج بحق انك تتحمل كل ذلك بسبب لاشئ..لاشئ يستدعي الكتابة حقا ولكنني افعل على سبيل "ربنا مايقطعلنا عادة" او على سبيل "الفضفضة" او حتى لمجرد الحكي الفارغ الخالي من المعاني المستترة..مجرد رغي مش اكتر


ولكن برغم كل شئ هناك اشياء تستحق الكتابة عنها..تستحق ان افتح الدفتر الازرق الكبير واكتب بخط غير واضح بفعل مطبات الطريق الكثيرة كم انا سعيدة هذه الايام..اكتب ايضا ان الله يثبت لي دائما ويذكرني اني لست بهذا السوء..تستجاب دعواتي بعد كل شئ..احب حقا ان اعتقد ذلك..تستجاب دعواتي التي دعوتها وانا في الحرم الواحدة بعد الاخرى ببطئ ولكن بتصميم شديد


نعم..اكتب حتى لا اجن..او حتى لا يزيد جنوني..اعرف ذلك الان


اكتب حتى لا اكذب..فقط حين اكتب اصير واحدة من القديسين


اكتب لأن الكتابة علاج...علاج ناجح تماما


اكتب لاني حين اكتب لا أكون هنا

Tuesday, March 17, 2009

عن الفتاة


هي... الفتاة الغير جذابة..الفتاة الخفية التي لايراها احد ولا يشعر بها احد..تصلح دوما لدور الصديقة
الجيدة..المخلصة...ولكن دور الحبيبة لم يكن يناسبها..غالبا هي نسيت انه يوجد دور بهذا الاسم


هي...الفتاة الهادئة..الفتاة التي تقرأ للقباني وجويدة ودرويش وتشعر ان هناك شئ رائع ينتظرها مباشرة بعد ان تغلق الكتاب

هي..الفتاة الحالمة حتى الثمالة..التي تشعر ان احلامها هي واقعها وان واقعها هو في الحقيقة مجرد كابوس اخر...الفتاة

التي تدرك تماما ان لاشئ سحري سيحدث وان النهاية السعيدة تكون في الافلام العربي القديمة فقط ولكنها مع ذلك تحتفظ بحقها في الحلم

هي...الفتاة التي تستمع دائما لحكايا صديقاتها عن احبائهم ومعجبيهم فتكتفي بالابتسام لانه لاشئ لديها لتقوله...الفتاة التي تسديهم النصائح فيما يتعلق بتلك الحكايا فلا يستمع اليها احد على اعتبار انها بدون خبرة في تلك المسائل

هي...الفتاة خفيفة الظل الضحوكة دائما..فقط لتخفي ما تريد قوله فعلا..وربما لكي تخفي شيئا اكبر من مجرد كلمات

عن تلك الفتاة اتحدث


تلك الفتاة لن تهتم كثيرا بمظهرها المثير للشفقة نوعا ما..تحاول بقدر الامكان ان تقنع نفسها انها جميلة من الداخل بدرجة تفوق كل تصورات الاخرين..ولكنها رغم ذلك تحاول احيانا ان يحاكي مظهرها مظهر الاخريات..تحب ان تطلق عليهم" الدجاج" الفتيات اللاتي لايملكن عقلا تماما.. حتى ان كانت قطعة صغيرة منه...ومع ذلك هن جميلات كمطر يناير

هي نفسها الفتاة التي تمتلك مجموعة صديقات يحاولن محاولات يائسة لجعلها تندمج مع عالمها...يحاولن اقناعها ان تكون في النهاية..دجاجة اخرى

هذه الفتاة التي تحب في صمت..وتشتاق في سكون..وتحن بجنون لشخص مازالت تأمل انه يعرفها ويتذكر صوتها..مازالت تأمل انه موجود

الفتاة المطيعة دائما..التي تسمع الكلام دائما...الخائفة دائما...التي لا تتأخر عن الثامنة والنصف لأن وجود البنت في الشارع بعد الثامنة ونصف وخمس دقائق عيب

تلك الفتاة التي تسكن تحت جلدها طفلة صغيرة تحب المطر والشيكولاتة وتوم وجيري...التي تسعدها اي هدية حتى وان كانت حضن كبير

الفتاة الطيبة الساذجة..الشريرة الخبيثة احيانا اخرى..ولكنها الطيبة في معظم الحالات

عن الفتاة العادية..العادية جدا لدرجة غير عادية..اتحدث

احيانا..هي حالمة..مساءا وصباحا حالمة..تطاردها احلامها كما لو كانت كوابيس ولكن الاختلاف الوحيد انها ترحب بتلك المطاردة بل وتتمناها..واحيانا هي واقعية..واقعية حتى اكثر من صخرة الواقع التي تتحطم عليها احلام البشر

متناقضة؟...بالطبع هي كذلك

تعصف بعقلها الف فكرة في الدقيقة..فقط ليتبدلوا بألف فكرة اخرى في الدقيقة التي تليها...ومع ذلك تبدو رائقة المزاج..خالية البال

هي الفتاة التي لن تكون ابدا مثيرة...ولن تتفجر الانوثة منها يوما...لن ترقص لأحد بدلال... ولن يحاول احدا ن يمسك يدها عنوة

لن تخبرك ابدا انها تحبك وانها تشتاق اليك..لأنه "عيب"..فقط ستنظر اليك بصمت وستتمتم بكلمات غير مفهومة لك وعندما تسألها ماذا تقول...ستقول لك لاشئ...ولكن الحقيقة انها كانت تعترف بحبها واشتياقها وربما بجنونها لانها لم تتكلم بصوت عالي

الفتاة المجنونة التي يظهر جنونها في اروع اللحظات فقط ليكتشف الاخرون جوانب منها لم تظهر من قبل..الفتاة التي تفتح النافذة في شهر يناير وتسمح للبرد بالدخول لكي تستمتع بعد ذلك بالدفء
الفتاة الحنونة..التي تربت عليك بحنان وانت تبكي وتشكي مرارة احزانك..وتدعوك بعد ذلك الى ايس كريم مانجة "من عند قويدر لزوم الفرفشة"..تلك الفتاة التي تشعر انك تعرفها حتى وان لم تكن تعرفها..والتي تحبها من قبل ان تعرفها
هي الفتاة التي تستطيع ان تخبرها انها احتوائية بضمير مرتاح..لأنها تحتويك بالفعل..تحتويك بطريقة رائعة وعفوية..طريقة خالية من الاغراض الخفية...
الفتاة العادية..العادية جدا..لدرجة غير عادية...هي تلك الفتاة التي اتحدث عنها

Saturday, February 28, 2009

أمي زينب


جدتي...ام امي

لم اكن اناديها جدتي..لانها لم تكن بالنسبة لي جدة..كانت ام لذلك كنت اناديها امي..ليس ماما ولكن امي

تقول ماما اني بدأت انادي امي زينب بهذا الاسم عندما تركتني معها لمدة ثلاثة اسابيع وذهبت للحج..عادت لتجدني اقول..امي..كما يقولها أخوالي وخالاتي

لا ادري السبب الحقيقي الذي دفعني للكتابة عنها فأمي زينب من الاشياء المدفونة عميقا في روحي..لا احد ممن اعرفهم يعرف عنها اقل القليل لاني لم اكن اتحدث عنها كثيرا..ربما كنت اخاف ان اخطئ في تذكر تفصيلة من تفاصيلنا الكثيرة معا عندها سأعرف يقينا ان رحلة النسيان قد بدأت

تقول ماما اني اشبهها كثيرا...يقول الجميع اني اشبهها كثيرا في كل شئ

في طريقة تعاملها مع الحياة.. في حسن النية القريب جدا من السذاجة مسيطر على كل تصرفاتها...في"نفسها" في الطبخ..في تفننها في اختراع أكلات جديدة او قضائها فترة الصباح بأكملها في المطبخ لمجرد تطوير اكلة قديمة لا نحب طعمها... في اهتمامها بأقاربها وصديقاتها وحملها "الملاية اللف" بمجرد سماع خبر موت احد معارفها او مرضه او ربما حزنه حزن طفيف

كانت امي زينب سيدة عادية..لم تكمل تعليمها او بالاحرى لم تبدأه قط..تزوجت في سن صغيرة من ابن عمها بالطبع..ام لثلاث اولاد وثلاث بنات تحتل ماما المرتبة الثانية بينهم ..عاشت كل حياتها في حي السيدة زينب..لم يكن بيتها كبيرا ولم يكن يحتوي على حديقة..كان صغيرا وقديما "اثري" ككل شئ تقريبا في ذلك الحي...ولكنه كان رحبا جدا بالنسبة لي لاني لم اكن احتل الا جزء صغير جدا هو حضن امي زينب...حضنها الذي كان يعبق دائما برائحة الصندل ومسك خفيف...حتى هذا المكان كان رحبا جدا بالنسبة لي

عندما كنت اتخيل معنى كلمة دفء..كنت اتخيل بيت السيدة..وامي زينب واقفة في المطبخ تسلق ثلاث دجاجات من الدجاج الذي تربيه فوق السطح..كانت هوايتها الوحيدة هي تربية الدجاج والبط والحمام و الاوز...والذي لم يكن مسموحا لاحد بأكل اي شئ منه ان لم اكن موجودة..وفي كل سنة في شهر رمضان كانت امي زينب تشتري فانوس رمضان وتحتفظ به لي به فوق "بلتكانة" الستارة...يظل الفانوس في مكانه هذا الى ان يحين موعد وصولنا في الصيف..عندها فقط كان الفانوس يتحرك من مكانه..اعتقد اني لم افرح بشي بقدر فرحتي بهذه الفوانيس المؤجلة

اليوم...وجدت صورة قديمة لي وانا حديثة الولادة وامي زينب تحملني وهي فخورة وكأنها تحمل جائزة ما...كانت مبتسمة ولكن اثر الدموع في عينيها كان واضحا..هكذا كانت..تبكي وهي سعيدة..وتبكي وهي حزينة..هذا شئ انا اكيدة تماما اني ورثته منها
اليوم ايضا..بكيت عندما لم اقدر ان استعيد ملامح وجهها وابتسامتها بدون الرجوع لتلك الصورة

عانت امي زينب كثيرا من ظلم بعض الناس لها ومن مرارة بعض الاحزان ومن فراق من تحبهم....ولكني لم ارى احدا يسكن في قلبه هذا الكم من الرضا كما رأيته يسكن قلبها...ولم اعرف معنى كلمة رضا كما عرفتها من امي زينب...لم تكن تدعي الرضا ولكنها بالفعل كانت راضية عن كل شئ حتى اخطائها...كانت خالتي-عندما تغضب منها- دائما تطلب منها ترك تلك السلبية والتصدي لمن يريد اذيتها واذية اولادها..وعندما ترى خالتي انه لا فائدة من الحديث وتذهب..كنت اسألها "ليه يا أمي مش بتعملي زي ماخالتو بتقول علشان متزعلش منك"
كانت تنظر الى السماء وتتمتم ببعض الادعية...عندها كنت أرى نظرة الرضا تلك في عيناها.. اذكر انها كانت تحتضنني بشدة اكبر وتصمت..وحدي كنت اعرف انها لن تفعل شيئا سوى البكاء فيما بعد بمفردها..وحدي عرفت انها كانت تنتظر قوة اكبر منها ومن الجميع

في ذلك الشتاء كانت مدينة الرياض ابرد من العادة...في ذلك الشتاء تلقينا خبر موت امي زينب..وقتها كنت في الصف الاول اعدادي فقط...
انهارت امي تماما ولم يكن بمقدورها ان تشرح لي او لسارة معنى الموت... ولكني فهمت بمفردي معنى الموت..موتها هي بالذات..ادركت بدون مشقة انها ذهبت الى السماء التي كانت تنظر اليها كثيرا عندما تبكي ..

ماتت امي زينب وهي لم ترى معظم اولادها..بسبب السفر والغربة..ماتت وانا لا أملك منها الا صورة قديمة لي ولها..وتهويدة حفظتها منها..اغنيها لجميع احفادها الذين ولدوا بعد ان ذهبت

.وعندما سألتني سارة بكل براءة "هو في ايه؟"
"امي ماتت ياسارة".."انا مش بحب الغربة ياسارة علشان امي ماتت واحنا مش معاها"

"يعني ايه غربة دي؟"

"غربة يعني حد بتحبيه قوي قوي يموت وانتي متقدريش تحضنيه وتبوسيه"

Saturday, February 21, 2009

دفاعا عن الشر


لطالما كنت اتسائل لماذا يجب ان يتحمل الشرير في الافلام اللوم على جميع المصائب التي تحصل للبطل والبطلة ..وربما يتلقى اللوم على المصائب التي تحصل للمنتج والمخرج والمشاهدين كذلك

لماذا يجب ان يحسبن عليه البطل وهو يسبل عينيه في تقوى زائفة بينما يقف خلف القضبان بسبب القضية التي لفقها له الشرير ليفوز هذا الاخير بحبيبة البطل المذكور والتي غالبا ما تكون بارعة الجمال خاوية العقل كدجاجة كما جرت العادة

لطالما كنت اتسائل...لماذا لم يستخدم البطل عقله ..ذلك الانذار المثبت في مؤخرة رأسه ليعرف نوعية ذلك الشخص...لماذا يجب ان يثق في الناس بهذه السذاجة ففي النهاية ليست الحياة ذلك المكان المسالم كما يتوقع البعض


والبطلة..ماذا عن البطلة...الايوجد ما يدعى بالتفكير المنطقي يا اخوان؟


كيف يمكنها ان تصدق وعوده بأنه سيخرج حبيبها السابق ذكره من غياهب السجون وهو السبب الاساسي في دخوله السجن من الاساس..ولماذا تذهب اليه دائما في وقت متأخر من الليل والامطار موشكة على الهطول...دوما موشكة على الهطول حتى وان كنا في شهر اغسطس


تذهب اليه لتجده يلبس ذلك الروب الحريري القبيح-احمر اللون غالبا-وهو يفتحه قليلا ليظهر صدره المشعر وهو دليل على الرجولة والعنفوان كما يبدو...تجده وهو يقشر التفاح الاحمر بخنجر ما ويشرب منقوع البراطيش ذاك في كأس صغير لا يروي عطش طفل رضيع وهو يدعوها للشرب معه


في حين يكون باب غرفة نومه مفتوح على مصرعيه كاشفا عن سريره العريض كناية عن الاشياء المروعة التي ستحدث بعد قليل


برغم كل تلك المظاهر وبرغم شاربه الرفيه الذي يشي كم وغد وزنديق تذهب اليه لتخبره بكل شجاعة وبسالة ما نعرفه جميعا...بل ما يعرفه هو شخصيا


ممدوح برئ يا مراد


ولكن قبل ان تكمل جملتها التي استغرقت في حفظها شهرا بأكمله يكون باب غرفة النوم قد انغلق عليهما وازدادت حدة هطول الامطار وقوة الربق والرعد...دليلا على الاشياء المؤسفة التي تجري بالداخل


في الحقيقة لا الوم الشرير كثيرا...بل الوم عقل الدجاجة تلك على تصديقه بعد كل ما جرى بعد ان تأكدت انه فقط ينقصه الشوكة والقرون ليصبح شيطانا بالكامل


ولماذا تذهب اليه في الليل...ولماذا تذهب وحيدة..الم يمكن ان يذهب معاها أخوها حمادة..صبي المكوجي..ابن الجيران...اي انسان


وفي يوم اصدار حكم الاعدام على ممدوح البرئ من تهمة قتل محولجي السكة الحديد...تولول امه بصوت يشبه جرس الانذار..ويدعو ابوه على ابن الحرام اللي رماه الرمية دي...وتأتي البطلة المطعونة في قلبها وشرفها بفستان اسود وحذاء اسود استعدادا لموت الحبيب...ترمي الشرير بنظرات نارية وتذهب لتعترف لحبيبها المظلوم بما فعله بها ذلك الزنديق وترجوه ان ينساها ولا يفكر بها بعد الان لانها لم تعد تناسب وضع حضرته بعد ما كان بينها وبين ابو رجل مسلوخة ولكنه وبكل شهامة ونبل وفروسية يرفض ذلك تماما ويعترف لها بأنها حبه الوحيد والاخير-طبعا الاخير لانه سيموت بعد قليل-ويدخل في نوبة قوية من التسبيل لها


وقبل ان ينطق القاضي حكم الاعدام..وفي تطور درامي رائع في الاحداث يكتشف وكيل النيابة ان الشعرة التي وجدوها في يد محولجي السكة الحديد لا تخص ممدوح انما تخص مراد ذلك الزنديق الذي يستعمل صبغة بايجون...تكون النهاية الغير متوقعة-طبعا-بأن يدخل الشرير السجن ليحاكم محاكمة عادلة ويعدم ويعيش البطل والبطلة في سعادة ابدية بدون اي مشاكل ولا مشاجرات بسبب مصروف البيت


تعلمنا الروايات دائما ان الشر ينهزم في النهاية والكلمة الاخيرة تكون للخير لأن الشر ضعيف ومهترئ دوما...ولكن من قال ان الروايات صادقة ..ومن قال انها تحاكي واقعنا

ليست غلطة الشر انه وجد له مكانا في حياتنا ولكنها غلطة الخير..بضعفه وسلبيته وصوته الضعيف دائما...الخير هو من يتيح للشر ان يكون شرا

ولذلك ادافع عن الشر يكفيه ما يعانيه من اتهامات باطلة بسبب قلة عقولنا وجهلنا احيانا واعتقادنا ان الطيبة =سذاجة

Wednesday, January 28, 2009

fairy tale


مشكلتي اني لا اصلح لبطولة القصص الخرافية


مشكلتي اني لا اشبه سندريلا ولا سنو وايت ولا الاميرة النائمة


مشكلتي اني لا استطيع مجاراتهن في قدرتهن على الرقص والغناء والطبخ والحب كل ذلك في ان واحد


مقاس قدمي الكبير لن يساعدني على الرقص بسهولة..بجانب ان كل محاولاتي للغناء تنتهي دائما بالفشل وبصوت نشاز غير محبب
لا استطيع ان اعيش في الغابة مثل سنو وايت..ربما لأني اخاف من الحيوانات كثيرا حتى الصغير منها..او ربما لانه لاتوجد ساحرة شريرة تطاردني...وربما لأن الامير لا يعرف اني على وجه الارض من الاساس


لن استطيع الحياة في قاع المحيط ايضا كالحورية الصغيرة..غالبا لأن شعري يتحول الى كتلة بلا معالم بسبب الماء المالح..او لأني لا اجيد السباحة في القاع..ولكن الاكيد اني لن اجرؤ على الذهاب لتلك الساحرة الشريرة لكي تستبدل ذيلي بساقين لأني اغرمت بأمير ما لايدري عني شيئا..اعرف اني سأخاف من تحذيرات الناس وسأتراجع..الجبن سيد الاخلاق كما يقولون..وانا جبانة


لن اكون كسندريلا كذلك..لن استطيع مسامحة من اسأوا معاملتي..او السكوت على الاهانات..ربما كنت سأضع الملح الانجليزي لهم في الشاي واراهم يتعذبون لأشفي غليلي منهم..التسامح ليس من طباعي بالتأكيد...وبالطبع لن يستطيع اي حذاء زجاجي تحمل وزني


دور الاميرة النائمة لن يناسبني بالتأكيد..لن استطيع تحمل جرعات النوم المكثفة تلك..ولن استطيع التظاهر بالاستسلام وانتظار شخصا ما لا اعرفه لكي يأتي وينقذني


ربما افكر في احتمال اني سأكون جيدة في دور الاميرة ياسمين..ولكني اتذكر اني لا امتلك شعرها الرائع الذي احسدها عليه وان شعري المسكين يعاني من التقصف والتساقط والضعف


ذات الرداء الاحمر كانت غبية كفاية لتمشي بمفردها في غابة مهجورة...لست انا ذلك الشخص


بالتأكيد لا اصلح لبطولة القصص الخرافية...انا عادية جدا لذلك الدور
لا اجيد انتظار الامير ولا قول الكلمات المناسبة في الوقت المناسب..لا اجيد لعب دور المستكينة التي تنتظره ليثبت للعالم اجمع مدى جودة حبه وشجاعته الفذة
لم اكت تلك الفتاة يوما ولن اكون..للأسف

Saturday, January 17, 2009

اهم حاجة المبدأ


يزعجني ما يحدث..جو الحماس والاغاني الوطنية التي تذاع كل خمس دقائق لنصرة غزة...يزعجني الحديث عن الضمير العربي والوطن العربي..يزعجني التفاف الجميع بالكوفية الفلسطينية وربطها على كراسي سيارتهم وشرفات منازلهم...تزعجني البرامج التلفزيونية العقيمة على غرار كلنا لنصرة غزة..او..لن تسقط غزة ابدا مع العلم ان غزة سقطت وانتهى الامر


تزعجني الحماسة الزائفة الوقتية المصطنعة العاجزة عن فعل اي شئ الا الكلام...نعم..منذ مدة طويلة اصبحت الكلمات خاوية ومحاصرة لا تصلح لاي شئ الا للتسكين المؤقت للالام


تستفزني الصور القادمة من غزة..تحاصرني في كل مكان في الاذاعة والصحف ونشرات الاخبار..افكر ان تلك الصور لا تعمل العمل المخصص لها..لا تتسول شفقتنا بطريقة صحيحة..لا..بل تزرع فينا الغضب..الغضب الشديد...وربما الرغبة في ضرب شخص ما وحبذا لو كان يهوديا او امريكيا او حتى عربيا....لابد ان يكون شخص ما مسئولا عن تلك المجازر


يستفزني مذيعي برامج الحوار المهندمين الذين لا يعانون من الجوع او من البرد الذين يضعون في شعرهم الجل...الذين يأكلون ثلاث وجبات في اليوم..ربما اكثر..الذين يطالبون المسؤولين العرب بسرهة التصرف والدعوة لاقامة قمة عربية عاشرة بعد المليون...ومع ذلك تكون لبعض الدول تحفظات على اقامة قمة كل ما سيحدث فيها هو مجرد شجب وتنديد واستنكار..بس


تسألني ريهام ببراءة شديدة..هو احنا هنحارب؟
اضحك حتى تدمع عيناي واستغرب السؤال بشدة..واقول لها : ليه السؤال ده
ترد: علشان اللي حاص في غزة..اكيد لازم نحارب
قلت لها: ياعزيزتي نحن عرب..والعرب معتادين على هذا النوع من المناوشات..معتادين على اكل التراب...معتادين على الاهانة..عادي يعني


ازعج نفسي بنفسي واستفز نفسي بنفسي وانا اكتب هذا الكلام..ولكني التمس لي الاعذار...بالفعل لا املك الا ما اكتب ولا املك الا دعواتي التي لا اعرف ان كانت ستقبل ام لا...لا املك الا سخطي وغضبي ودموعي احيانا


انا ايضا محاصرة لو تعلمون



في الحقيقة لاشئ يستدعي الحرب ابدا...كل الامور تسير كما هو مخطط لها..نحن مازلنا كما نحن لم ولن نتغير..بصراحة يعجبني الثبات على مبدأ واحد بهذه القوة وهذا التصميم حتى وان كان مبدأ اللاعزة..واللا كرامة

المهم المبدأ

Wednesday, January 14, 2009

يا حبيبي


قالوا...حبي


رد قلبي


قال بحب الاولاني

Friday, January 9, 2009

جاذبية شعرية


اول تخريفة في العام

........................................

كالجاذبية الارضية...يجذبني الشعر هذه الايام..لطالما جذبني..ولكنه يناير حيث يتغير طعم الاشياء..حيث تتجمد الكلمات والمشاعر..حيث يصير للشعر طعم القهوة السوداء المحوجة


في المساء اسهر مع رجالي المفضلين..نزار ومحمود وفاروق...اقرأ باستمتاع كأني طفلة في محل حلوى...اقرأ بانتباه وكأن حياتي معتمدة على هذا..لا أدري ان كانت عيناي تدمعان ولكني اعرف تماما ان شيئ ما يصيب روحي عندما اصل لذلك الجزء في شؤون نزار الصغيرة "وابكي..وابكي بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي" شئ رائع يصيبني..شئ فوق العادة


الحزن في طوق الياسمين يقتلني..اليأس..لا لا ليس اليأس .. خيبة الامل..تعلمت من طوق الياسمين ان الافراط في الاحلام يقتل ربما هناك شئ ابشع من القتل..خيبة الامل..نعم..هي ابشع من القتل احيانا
طوق الياسمين...هو ان تحب وتأمل من كل قلبك وبكل ما اوتيت من قوة ان يبدالك حب بحب وتنتظر..وتنظر..وتكره حياتك لأنك تنتظر..ولكن لابد ان تأتي النهاية وهي ليست دائما سعيدة لأن طوق الياسمين يهوي في النهاية ويتمزق

فاروق...رجلي المفضل دائما.. في اي وقت وفي اي مكان..عندما اهدتني تلك الصديقة ديوان له لم اظن اني سأقع في عشق كلماته بهذه السهولة..اقول ذلك لأني لم أهوى الشعر يوما الا على يد هؤلاء الثلاثة وقلة قليلة اخرى...فاروق يفتش في داخلك عن اشياء لا تريد ان تتكلم عنها..عن اشياء تريد ان تفصح عنها بدون ان تتكلم وبدون ان يخرج صوتك..هو يفعل ذلك بالنيابة عنك..غالبا هو يتكلم عني..يراني ..يمسك بقلمه ..ويكتب تلك الكلمات الثاقبة...قصيدة بقايا امنية..ربما شعر هو انها ملائمة تماما لحالي وقرر ان يكتبها لعلها تساعدني قليلا...ساعدني فاروق كثيرا..ساعدني لكي اعرف انه يوجد في هذا الكون من يمكنه ان يشعر بشئ حقيقي..وربما يصدقه كذلك..وان الاشعار ربما لم تكن اشعارا...ربما كانت حقيقة في يوما وتحولت بفعل مرور الزمن الى اشعار..تكتب وتقرأ


ارتبطت قصيدة احبك اكثر لمحمود درويش بصوت اميمة خليل..صرت لا أقرأها ولكني استمع..واصغي..واحلم..الاداء العبقري للاغنية يجعلك تشعر بأنها تغني لك وحدك...ربما هي من افضل القصائد التي تحولت الى اغاني..عدم وجود اي الة موسيقية يجعلني اشعر بأنفاسها وبمخارج حروفها..يجعلني اشعر بروح تلك القصيدة

اذكر اني كنت اجلس كثيرا في ذلك المقهى..لكي اتظاهر ببلاهة شديدة اني داخل قصيدة كمقهى صغير هو الحب وبما اني لم اكن استطيع ان اطلب كأسي نبيذ احمر كما تقول القصيدة فقد استبدلتهما بفناجين قهوة لها مذاق السكر احيانا ومذاق المرارة واتظاهر انه يفكر بي...من هو؟...شخص ما لا اعرفه ولكني اريد بالتأكيد ان افعل.
.بلاهة...بلاهة شديدة وغير قابلة للعلاج

اسهر احيانا مع غادة..تشعرني في معظم اشعارها انها تحكي عن امرأة حزينة ولكنها قوية..عاطفية جدا ولكنها في ذات الوقت عقلانية جدا..تتمنى ان تطير ولكن عقلها-الحكيم- يثبتها بالارض في سبيل مصلحتها
احب غادة بكل كلماتها المعذبة وبكل جروحها الخفية..بكل العقلانية وبكل الرومانسية وبكل حنان النسيان الذي تنشره في الاجواء

كم كنت اتمنى ان تكون عناكب النسيان كائنات حقيقية ولكن

يبقى أملي الوحيد
معلقا بتلك الممحاة السحرية
التي اسمها الزمن
والتي تمحو عن القلب
كل البصمات والطعنات


يدخلني الشعر في متاهة من الصخب والافكار والمشاعر والاوجاع..ربما بسبب ذلك نصحني شخص ما بأن اكف عن قراءة هذه النوعيات من الشعر وان اقرأ الشعر على اصوله وعندما سألته عن ماهية اصول الشعر تلك..اجاب ببراءة شديد شعبان بعد الرحيم بيقول كلام زي الفل


الان بدأت بالتفكير ان الحق ربما كان معه في تلك الكلمة بالتحديد

......................................................................

شؤون صغيرة
طوق الياسمين


..................

بقايا امنية


..............

احبك كثر

كمقهى صغير هو الحب


.....................

حنان النسيان

فراقكم مسمار في قلبي