Saturday, August 23, 2008

هروب او سفر


يبدو ان فكرة السفر تستهلكني نفسيا بطريقة غريبة


في السفر لا اعرف مالذي ينبغي ان يأتي معي...كيف ألملم جزء مني واترك الاخر..كيف اخذ فكرة واترك الاخرى..ومهما فعلت يبدو ان الافكار لا تنفذ ابدا..ومهما فعلت يبدو ان الحقيبة تستمر في الانكماش ولا تتسع لما اريده ان يأتي معي..افكر اني يجب ان استخدم حقيبة اكبر او حقيبتان من الحجم المتوسط...ولعل من الممكن ان اقلل عدد الاحذية..او عدد الذكريات قليلا..بعض السعادة ستكون ضرورية هناك


سؤال يتردد..كيف اودع من ودعتهم فعلا..هل يجب ان اتصل واقول الوادع او الى اللقاء...ام يجب علي ان اكتفي بما حصل..وكيف اودع من لايهتمون بوداعي اصلا...تفتك الاسئلة برأسي ويباغتني صداع وقح عنيف..يجبرني على اخذ مسكن وهذا شئ لا اطيقه..اقول لنفسي ان الوقت يكون ضيق دائما عند السفر..دوما تبرز اشياء لابد من فعلها..واناس لابد من توديعهم..هذا شئ طبيعي واتقبله ولطالما كنت اعرفه...اما حقيقة اني لن استطيع توديع احدهم بسبب غلطة اقترفتها فلا استطيع التأقلم على هذه الفكرة...وافكر ان في سفر هذه المرة شئ من القسوة..قسوة مستترة تحت الكثير من النكات والتهنئة بحلول رمضان


رمضان...هذا اول شئ مريح اتذكره منذ فترة طويلة..اعرف ان الاجواء ستكون رائعة هناك..اعرف اني سأرى الحرم..وسأرى قبر الرسول..وسأبكي..سأبكي حتى تحمر عيناي وسأشكو لله كم ان الحياة اصبحت قاسية...وكم انا متعبة الان..وسأشعر به في قلبي يهدئني وينزل السكينة علي..سأقول يارب بأعلى صوت تستطيعه حنجرتي ولن تهمني نظرات احد...احتاج الى هذا الان اكثر من اي وقت مضى..احتاج الى السكينة والى تقبل الواقع والى الرضى..احتاج الى الرضى جدا..احتاج الى ان تربت علي يد الله جدا..


اتسائل احيانا ان كان من الممكن ان اطلب من الله ان يجعلني اكره شخص ما..هل يجوز ان اطلب ذلك..وماذا لو طلبت ذلك..يعرف الله ان الحلول الوسط لاتنفع مع ذلك الشخص...فقط يصلح معه منتهى الحب او منتهى الكره...في الحقيقة تكمن المشكلة في انا..لا استطيع ان اكره من تلقاء نفسي..اريد مساعدة من الله في ان اكره..هل يجب ان اطلب ذلك
لن اعرف يوما ان كان من الممكن ان اطلب ذلك من الله...ربما ان استعنت برجل دين..ممكن..لا اعرف


ترددي في ان اكره هذا خير دليل على ضرورة سفري..جبانة؟...لالا..لا اعتقد ذلك فقد تجاوزت مرحلة الجبن من مدة..انا شئ اقل من جبانة بقليل...سأسافر ويمكن لاي احد يتمتع بنسبة محدودة من الذكاء ان يعرف اني اهرب..ولكن الموضوع لايحتاج لذكاء من اي نوع..نعم هو الهروب..لاشئ يعيب الهروب..الهروب شئ جميل وسحري..ان تدفن رأسك في التراب كما النعام هو شئ رائع..وان تنسى ولو للحظات قليلة هو شئ جميل



ما ألطف العناكب! *
ما الذي كنت سأفعله بعد فراقك،
لو لم يأخذ عنكبوت النسيان بيدي
ويحيك عسله حول جرحي؟


سأسافر وانا مبتسمة...ستملئ الابتسامة روحي وقلبي وانا مدركة تماما اني اهرب..لاني وكما قلت سابقا لا اخجل من الهرب..لا اخجل من ضعفي..ولا اخاف من قسوة الايام علي..فقط سأذهب الى هناك لأرمي بجميع مخاوفي على الله..سأبكي وادعو واشكو..سأستميت على بابه ليتفضل علي بعطفه وكرمه..ولكي يرزقني بالسلام..والرضى..ليداوي جرحي ويجبر كسري..ويقذف السكينة في قلبي


فقط سأشتاق الى تلك العيون البريئة الشقية..الى ذلك اللسان الثقيل الذي لا ينطق الحروف كما يجب..الى تلك المشية المضحكة..والى تلك القبلة الحنونة التي تمتلك القدرة على ان تمحي اي احزان مهما كانت قوية وعنيفة..سأشتاق اليه وهو يدعوني سارة مع ان اسمي بسمة :)



اللهم يا مؤنس كلّ غريب ويا صاحب كلّ وحيد ويا ملجأ كل خائف ويا كاشف كلّ كربة أسألك لأن تقذف رجاءك في قلبي حتى لا يكون لي همُ ولا شغلُ غيرك وأسألك أن تجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً إنك على كل شيء قدير


________________________________

* غادة السمان

حنان النسيان

Tuesday, August 19, 2008

حبال الامل


يتلعثم الكلام كثيرا في داخلي هذه الايام...يبدو مترددا..او خجولا..يبدو كأي شئ الا كلامي...


لا اجرؤ على فقدان الامل..ابدو حزينة نعم...ولكني لا افقده..ابدو كمن فقدت الامل..ولكني لا افقده...كطفلة ساذجة اتمسك به مهما بدا ان في هذا الفعل مايعارض المنطق والعقل...اتمسك به دائما لاني ذكية جدا او لاني ساذجة جدا...كل شئ جيد لاني لست حزينة ولست يائسة ولست فارغة...كل ما في الامر ان قلبي انكمش كثيرا لم يعد يستطيع ان يحمل الكثير..وعقلي كذلك لا يستطيع احد ان يشغل تفكيري لاكثر من ربع ساعة بعدها اعود الى ذلك الفراغ المحبب


احاول التأقلم...يبدو لمن حولي انها محاولة ناجحة..اريد ان اقتنع بذلك بدوري..كما كنت اقول..احاول التأقلم على الاوضاع الجديدة ويبدو لمن حولي اني انجح...ولكني افكر كثيرا في انه من المحزن ان انسى..ان ادفن الذكريات وكأنها لم تكن..ان اعتاد على النسيان والتظاهر بالتشبث بالامل والفراغ...من القاسي حقا ان لا يصيبك الحنين لشئ ما او لشخص ما...فتستمر الحياة كأنها تنتهي ببطئ...من القاسي حقا ان تنتهي الحياة وهي مازلت مستمرة


مع محاولة التأقلم والاعتياد يأتي الصمت والفراغ...ومع محاولة التأقلم والاعتياد يأتي البحث عن الدفء الذي لايتدخل في محاولة التأقلم بالسلب..ذلك الدفء الذي يحيي الذكريات..ذلك الدف الذي كنت تشعر به فيما مضى ولم يعد من حقك ان تشتاق اليه بعد الان...لذلك تبحث عن بديل ولكنك لا تجد واحد


لا ادري ان كان النسيان هو ان تنسى انك نسيت او ان تنسى ان تتذكر....ارى ان الكلمات تلعب معي العاب قاسية لا قبل لي بها...تتفنن في بعثرتي والقضاء على ماتبقى لي من منطق وعقل


ان تعتاد..وتتكيف..معنى ذلك ان كل الموسيقى التي احببتها في يوم من الايام ستدفن حتى تصل الى مركز الارض..وكل الرسائل ستحترق حتى تصبح رماد..وكل الكلمات ستصبح مجرد كلمات..كأي كلمات...ستفعل كل ذلك بارادتك الحرة وانت تردد مع نفسك ان كل شئ بخير...ولكن المحزن حقا ان كل شئ سيكون بخير فعلا..لا ادعاء هنا ولا تمثيل ولا كذب...ستكون بخير


محاولة ليست اخيرة ولكنها يائسة تتظاهر انها تتشبث بالامل للتأقلم..للتعود..للتكيف...للحياة....لتعود الاشياء كما كانت او لتعود قريبة مما كانت...محاولة لكي لا تسترعي المحادثات القديمة انتباهي...محاولة لكي لا انظر الى الصور القديمة...محاولة لكي لا ابحث عن الاسباب..ببساطة لان كل ذلك اصبح عبث..مجرد عبث


بمنطق الطفلة الساذجة العنيدة التي تصر على معارضة العقل والمنطق اصر على التعلق في حبال الامل


من قال ان التأقلم سهل...يالي من طفلة ساذجة عنيدة

Thursday, August 7, 2008

ندهتني النداهة


يا اسكندرية بحرك عجايب

Tuesday, August 5, 2008

طيران...فتحطم





وقلبي من بعد الطيران

ماحيلته الا جناح مكسور


Friday, August 1, 2008

عيد ميلاد


مازلت لم افهم سر تلك الاهمية البالغة التي نعطيها لاعياد الميلاد...ماسر كل تلك الاحتفالات والتجمعات والهدايا
دوما نحتفل بمرور سنة اخرى من حياتنا بدون رجعة ولا ادري لماذا يكون ذلك حدث عظيم الى هذا الحد




فيما مضى كنت استمتع بحفلات اعياد الميلاد..حقا كنت استمتع بها ولكنها في الاونة الاخيرة اصبحت تمثل بالنسبة لي ذلك التذكير المزعج بأن الحياة تمضي..وان الاشياء تتغير..واننا نكبر وننضج رغما عنا
ربما كنت مخطئة...ولكني ارى قسوة شديدة في مرور الايام..ومضي عيد بعد اخر دون ان تتحق الامنيات التي تمنيتها


حين اطفئت شموع الاعياد الماضية...هكذا قالوا لنا..وليس ذنبي اني صدقت


يذكرني عيد ميلادي دائما بكل الاخطاء الماضية وكل الاخفاقات..يذكرني بكل من ذهبوا ولن يعودوا ابدا..يذكرني بمن

جرحتهم وبمن خسرتهم...يذكرني بأني مازلت غير مفيدة لأحد..وان لا احد سيفتقدني يوما ان غبت...ولكن برغم كل ذلك مازلت شاكرة وممتنة للنجاحات..وللاشخاص الذين لم يذهبوا بعد..مازلت سعيدة بسبب كل الذين احبهم بدون سبب او غاية.....ربما هي طاقة ايجابية غبية لا تعترف باليأس او بالحزن مع انه يلفنا...او رغبة قوية في عدم الاستسلام
نعم...رغبة قوية في عدم الاستسلام..تلك هي الحقيقة


يصادف ان الاول من اغسطس هو عيد ميلادي...وهذه السنة بالذات تنتابني رغبة قوية في الاحتفال بهذه المناسبة...ربما لاضفاء بعض الحياة للحياة..وربما حاجة شديدة للصخب...او لرؤية بعض الوجوه الغائبة عن عالمي...فقط الاحتفال يضعني في ذلك المزاج الذي احب نفسي فيه
سأحتفل وسأقول لنفسي كل سنة وانا هنا وكل سنة وانا بسمة برضو.. حتى وان لم يقلها احد ففي النهاية ما اهمية ان يتذكر احد وجودك ان كنت لا تتذكر نفسك اصلا