Monday, June 25, 2007

البحث عن صدفة


تأتيها من بعيد..تعرف يقينا انها لها..هي حتما لها..تعرف ذلك لانها بكل قلبها تريدها...تطير في سماء زرقاء فاقعة الزرقة ولاتثبت على لون واحد..هي في الثانية الواحدة تتلون بالف لون وتلك الاضواء البراقة التي تحيط بها تزيد من روعتها اكثر واكثر

تهمس لنفسها:تعالي الي ارجوك

بخوف شديد وقلبها يقفز من ضلوعها تراها تهبط امامها ...اعماها ذلك الكم الهائل من الالوان الساطعة...ذلك الوهج وتلك السعادة التي اتت لا تدري من اين... همست..كل تلك السعادة لي انا وحدي؟؟

فجأة

تسمع صوته..وترى ظله على الارض امامها...تشم رائحة عطره...التفتت اليه وهي مازالت غير مصدقة...

وعندما مد اليها يده بالسلام..مدت يديها وهمست بصوت لما يسمعه غيرها...صدفتي العزيزة شكرا


ارى ذلك الحلم تقريبا كل يوم...وفي كل مرة اراه بنفس التفاصيل ونفس الالوان ونفس الكلمات...وبغض النظر عن الاعادة التي لاتخلو من املال...اكون سعيدة عندما ينزل ضيف على احلامي...ويكون هو الحلم المحترم الوحيد الذي يخلو من مصاصي الدماء الذين يريدون الفتك بي...والافاعي التي تريد التهامي

اليوم استيقظت وانا ممتنة لوجود هذا الحلم من ضمن احلامي القليلة...استيقظت وانا سعيدة لبطلة حلمي..ما أجمل ان تقابلنا صدفة على الطريق..(لا عالبال ولا عالخاطر)..تحمل معها شخصا ما او شيئا ما او خبرا ما او احساسا ما.....بعضا مني يريد لتلك الصدفة ان تجد طريقها الي والبعض الاخر يكتفي بتلك الحياة الهادئة التي تمر بدون مفاجات

احسد بطلة حلمي في كثير من الاحيان على صدفتها الباسمة ولكن ما يواسيني ان الصدف في متناول الجميع وحتى انا

اهمس قبل نومي كل ليلة: انتظرك يا صدفتي

Sunday, June 17, 2007

انا والحر واسكندرية واشياء اخرى

اجلس على سريري واحاول محاولات يائسة في الاسترخاء لعله يقودني الى النوم الذي هرب لا اعرف الى اين...والعن ذلك الحر الذي يجعل الغرفة بأكلمها كانها صندوق صغير وانا محتجزة فيه...لطالما كرهت شهور الصيف واحببتها في ذات الوقت..احببتها لانها بالطبع اطول عطلة في السنة وكرهتها بسبب ذلك الحر السخيف الذي يضطرني لتاجيل كل شئ الى مابعد الغروب..وصرت اتسال لماذا لاتكون العطلة الصيفية في ديسمبر؟؟!!

لا ادري لماذا يكون كل شئ صعب في الصيف..المشي والكلام والاكل والتنفس والتفكير..حتى الكتابة اجد صعوبة فيها..فا في الصيف يتحول ما اكتبه الى كلام فارغ..مجرد كلام فارغ يعاني اثار الحرارة الشديدة كصاحبته
تعاودني ذكريات البحر واسكندرية في سنوات طفولتنا انا واختي وتلك الرحلات المجنونة التي كان نقوم بها انا وبنات عمي الى مرسى مطروح التي كانت منطقة مجهولة بالنسبة لنا وكان كل اعتمادنا في الحياة هناك على ما كان نعرفه من الافلام الابيض والاسود وحكايات الناس عنها

تنظر دعاء ابنة عمي الى مدخل الاسكندرية بعينين تفيضان بالحب وتقول لي بصوت تملؤه السكينة والسلام..اسكندرية دي اجمل بلد في العالم..وشاطئ الابيض اروع شواطئ العالم....كان هذا كافيا لكي يجعلني اقضي كل صيف في حياتي بعد ذلك في الاسكندرية هربا من ذلك الحر الاسطوري الذي يشن هجومه على قاهرتنا كل عام
ما ابعدني عن الاسكندرية في هذه اللحظة..ما ابعدني عن تلك النسمة الرقيقة التي تحمل بين طياتها كل الاحلام وكل الاماني وكل الضحكات وكل برائتنا التي ما ان انتهى الصيف ونظرنا حولنا لم نجدها

انظر الى صورتك مع اصدقائك عند قلعة قايتباي باستمتاع شاعرة بالامتنان لانك من محبي الاسكندرية مثلي وانظر الى صورة قديمة لي عند نفس القلعة الرائعة ويخالط شعوري بالامتنان شعور بالسعادة

ما أجمل هذيان الصيف والشعور (بسيحان) المخ و عندما اكتب اشياء ولا اعرف ما هي الا عندما انتهي تمام مما اكتبه واحيانا كثيرة لا اعرف ابدا ما كتبت ولا افيق الا عندما اشرب كوب كبير من عصير التفاح...عندها يكون اوان التراجع قد فات ولا يكون امامي الا مزيد من الهذيان و(السيحان) لان الصيف مازال مستمر
اتمنى فقط ان استطيع الهروب سريعا من هذه المحرقة والى ذلك الحين املي في عصير التفاح البارد ان ينقذني من الحرارة والهذيان