Monday, October 22, 2012

تدوينة قصيرة


اخبره ان: ممكن اي حد يتحب..حتى أنا

أنا شبح لطيف صغير لا احد يراني حقاً من المحتمل انهم يرون من خلالي ولكن لا احد يراني

أنا شبح شفاف لا وزن له يتوق ان يرتبط بعلاقة ما مع الحياة ولكنه لا يحقق أمنيته ابداً...أنا شبح ودود امزح هنا وهناك أحاول بقدر استطاعتي نشر الطاقة الإيجابية في العالم...اضحك من قلبي ومن وراء قلبي وعن يمينه وعن شماله...أنا شبح..مجرد شبح

اخبره ان: ممكن اي حد يتحب حتى الأشباح...حتى أنا

أحاول جاهدة الاعتياد على الوضع الذي سيكون..ارحب بالوحدة في مقابل راحة البال..الوح لها من بعيد وابتسم..دوما ابتسم..و اخبرني أني استحق افضل

أنا شبح اخرق لا يحسن التعامل مع البشر..يقول دوماً الكلام الخاطئ..يسير دوماً عكس الاتجاه...أنا شبح ودود معظم الوقت و لكن الحقيقة ان الجميع يخافون الأشباح مهما كانت مسالمة و ودودة

اخبره ان : الأشباح تستحق ان تحيا أيضاً...الاشباح تستحق ان تشعر بالحب ايضاً

Wednesday, April 18, 2012

وطن للقلب



مبتدأ


تخبرني جدتي: احنا اتبهدلنا كتير..بهدلونا و ضيعوا ارضنا و بعدين نسيونا


لم يخبرني احد آخر بما اخبرتني به جدتي..قصت علي حكايا كثيرة عن التهجير و عن التهميش و عن العنصرية الغير معلنة


انا فتاة قاهرية تماماً ولكن القاهرة لما تنجح في فصلي عن جذوري..في الواقع لم تنجح اي بلد في فصل اي نوبي عن جذوره






لنتحدث عن النوبة قليلاً..تلك القرى الموجودة في اقصى جنوب مصر..هؤلاء الاشخاص سمر البشرة الذين يتحدثون بلغة غريبة تتسلل في بعض الاحيان لتلون لكنتهم العربية..نحمل الكثير في ذاكرتنا عن عن ظلم معلن و غير معلن..نحمل اثر سنوات طويلة من التجاهل و التهميش..نحاول الاندماج في مجتمع لا يعترف بالتعددية العرقية ولا يعترف ايضاً انه عنصري..مالم تكن ابيض البشرة فأنت منقوص و غير مؤهل لأي شيئ سوى ان تكون سفرجي اصيل كما صورتنا الافلام..ودائماً يتكرر السؤال الابدي..انتي مصرية؟..وعندما اجيب ان نعم يأتي السؤال التالي..مامتك سودانية؟ عندكو حد سوداني



انكر كل تلك الادعاءات و اصر اني مصرية نوبية عندها تبدأ اكثر المحادثات استفزازاً..الله انا بحب منير قوي..اختي راحت رحلة لأسوان وعجبتها جداً...النوبيين دول ناس طيبين قوي..ممكن تجيبيلي كركديه وحنة!!!






حضارة كاملة و تاريخ طويل يتم اختزالها في الكركديه الاسواني و بضع رقصات و بضع اغنيات لا يعرفون عن ماذا تتحدث و لكنها تعجبهم على سبيل الحفاظ على الفلكلور..حضارة كاملة تحولت الى فلكلور يجب الحفاظ عليه من الانقراض...مجتمع بأكمله يصرون على انه عصبة من البوابين و السفرجية الذين يتحدثون على طريقة على الكسار المستفزة...قرى بأكملها منسية و مهمشة من قبل الدولة بلا اي مرافق او اهتمام






اخبرتني جدتي ايضاً عن ما اطلقنا عليه هذه الايام اسم العنصرية..بالطبع هي لم تكن تعرف لها اسماً آنذاك..اخبرتني عن الالقاب التي كانوا ينعتون بها.."الجماعة السود".."البرابرة".."ولاد النيل".."العبي*".. الى آخر قائمة طويلة من العبارات التي كانت لتصنف على انها عنصرية صريحة في بلد آخر ولكنها كانت تصنف على انها خفة دم في مصر..ولكن كل ذلك لم يكن بشيئ يذكر مقارنة بشعور الغربة الذي كانت تشعر به وهي في القاهرة..اخبرتني ان البيوت ضيقة ومخنوقة وان الوجوه لم تكن حنونة كما اعتادت..اخبرتني انها عانت من وجع في القلب لمدة لا تتذكرها..اخبرتني انها كانت تخجل من التحدث بالنوبية امام الجورباتية خشية استهزائهم بها



منتهى


بالنسبة للنوبيين النوبة اكثر من مجرد بلد..اكثر من مجرد اراضي و منازل..اكثر من مجرد حضن كبير..النوبة حلم..النوبة وطن للقلب

Saturday, March 10, 2012

انا بشكى اليك منك



اجلس في هامش الصفحة البيضاء..لا اشارك في الصخب لأن الصداع يفتك بي..انظر الى الحياة وهي تمر بقربي دون ان تلتفت لي..اتناول مسكناتي واحاول ان اغيب عن الوعي


لأ افلح حتى في هذا الشيئ البسيط


سأكتب..ولكني لن اكتب عما افكر فيه حقاً لأني لا اعرفه




ماذا حدث؟..انا بخير حقاً احب احياناً ان ارتطم بالواقع لأستيقظ..هل اخبرتكم من قبل كم اكره الحالمين..كنت حالمة ولكني لم اعد كذلك..فقط تكمن المشكلة ان ذاكرتي ضعيفة وانسى اني لم اعد حالمة بعد الآن..انا حقاً اكره الحالمين و المتفائلين


ماذا حدث؟..افتقد الحكايات جداً..لا اسمعها كثيراً هذه الايام لذلك افتقدها و افتقد سردها و كتابتها بالرغم من ان قلبي يمتلئ بها..اعتدت فيما مضى ان اكون "رغاية" جداً ولكني لم اعد كذلك


ماذا حدث؟..حقاً..هناك جزء مني مفقود لا اعرف ان كان قد سرق او ضاع في دوامة اسمها الحياة..و لكن جزء مهم مني قد فقد ولا شيئ يبدو قادر على اعادته لي لا الاحلام و لا الحكي ولا الكتابة


ما حدث هو انني اخلق الكثير من المسافات..المسافات رائعة و آمنة و تخلق حيزاً من الفراغ..يجب علينا جميعاً ان نخلق مسافة بيننا وبين الاشياء/الاشخاص..حتى القلوب..ما حدث هو اني ذكية جداً او غبية جداً..في الحقيقة لم اقرر بعد


ابدو رائعة من الخارج ولكن روحي تمتلئ بالثقوب السوداء التي تلتهم الضوء..ابدو طبيعية جداً لا احد يشك..ولا احد يعرف ولا سوف يعرف ابداً


بالطبع لست حزينة هذا محض افتراء..انه الظلم بعينه..بالتأكيد لست حزينة..انا فقط مازلت لا اعرف مكاني على الكرة الارضية..مازلت ابحث


لست حزينة ولكن الدفء يتسرب يتسرب...والكتابة لا تنقذني ولا تسعفني ولا تشجعني ولا تحتضنني..الكتابة لن تحل ابداً مكان الامسيات الباردة الممزوجة بطعم السعادة الحذرة


اعود الى الهامش مرة اخرى و احاول ابتلاع صمتي و مسكناتي..محاولة اخيرة للغياب عن الوعي

Monday, January 16, 2012

افكار ليلية




الواحدة صباحاً


اهجر غرفتي تماماً..انام في سرير جدتي على وسادتها التي تزينها الورود..اترحم عليها و ابكي واتساءل هل كانت هنا حقاً؟..كان اربعين جدتي منذ يومين ومازلت لا اصدق انها ذهبت


لا احتمل الغياب او الفقد..امرض مرضاً شديداً بعد وفاتها..اكتشف اني هشة جداً وخرعة ان جاز لي التعبير..اخبر امي اني افتقد نفسها في البيت..افتقد انتقادها المستمر لي..افتقد الجلسة معها لمتابعة فيلم عربي قديم او مسلسل معاد للمرة الالف



الواحدة والربع صباحاً


كنت اريد ان اكتب تدوينة رائعة تتحدث عن اشياء رائعة في حياتي الرائعة..ولكن القبح يلف العالم بذلك الرداء الرمادي الكئيب ويمنعني حتى من التنفس..انا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا..حسناً الحرية لا تتوفر في هذا الوقت ربما غداً او بعد غد لا احد يدري بالتحديد ولكني اثق انها ستوجد في يوم ما



الثانية صباحاً


احاول ان اكتب لكي لا اختنق..عالمي يتقلص باستمرار..صديقاتي ينفرون مني الواحدة بعد الاخرى ربما لأني اصبحت شخصية مرعبة وطاعنة في السن..اخبرهم ان روحي الان تشبه ورقة الشجر الخريفية المهشمة..لا احد يفهم



الثانية والنصف صباحا


في هذا الوقت لاتوجد تفاصيل كثيرة في حياتي..فقط كوب عملاق من القهوة السوداء وكتاب لا اقوى على استكمال قراءته..من بعيد يبدو مملاً جداً اسأل نفسي لماذا اشتريته من الاساس..اقرر ان استبدله برواية اخرى اعرفها جيداً واثق تماماً ان نهايتها سعيدة



الثالثة وعشر دقائق صباحاً


هوسي بالنهايات السعيدة يزداد يوماً بعد الآخر..لا اشاهد الا الافلام ذات النهايات السعيدة..فلتذهب الواقعية في السينما الى الجحيم ان كانت تعني ساعتين من البكاء المتواصل لأجل بطلة ماتت او انتحرت او قصة حب فشلت..الحياة مليئة بالواقعية الشديدة التي تصر على خنقنا كل يوم..قصص الحب الفاشلة..الاخفاقات الصغيرة والكبيرة..الجروح التي لا تلتئم ابداً..لذلك لا ارى ما الداعي لمشاهدة نهاية حزينة اخرى...الحياة مليئة بهم



الثالثة والنصف صباحاً


اقرأ تدوينة نهى رضا للمرة العاشرة تقريباً وادرك اخيرا ان هناك آخرين يسبحون معي في نفس المدار..لست وحيدة كما كنت اتصور..جميعنا مشتركون في الوحدة..اقرأ التدوينة للمرة الحادية عشر و ابتسمم




الرابعة الا ربع صباحا


انظر للحياة من خلف"فاترينة" زجاجية..الصق وجهي بها فقط لكي الطخها..لا اجرؤ على الدخول لكي اسأل عن اشياء تخصني..اخبر نفسي دوماً ان كانت هذه الاشياء تخصني ستأتي الي في يوم من الايام..دوما انا اشاهد ولا اتورط في اي شيئ..ربما كان هذا افضل..في الحقيقة لا ادري



الخامسة وعشر دقائق صباحا


اتوضأ استعداداً لأذان الفجر..تأتي مياه الصنبور كأنها طلقات رصاص...البرد يجمد كل شيئ حتى القلوب..ربما قلبي ان الاخرى في طريقه الى التجمد..حسناً فليكن


أذان الفجر


سأرضى يارب..سأرضى يارب..سأرضى يارب