Monday, May 24, 2010

امتنان


الحقيقة؟


الحقيقة هي اني لا اتقن الكتابة...لست متمكنة من المحسنات البديعية ولست ضليعة في قواعد اللغة العربية...لم اكتب يوماً في السياسة ولا في الادب ولا في الفن...فقط انا اكتب لكي لا اتكلم مع نفسي بصوت مسموع فيظن الناس اني مجنونة




بالنسبة لي...الكتابة هي مجرد ترجمة تخلو من قواعد اللغة العربية ..ترجمة لأماكن زرتها ومواقف مررت بها واشخاص قابلتهم..ترجمة لملايين التفاصيل الصغيرة التي اردت الاحتفاظ بها الى الابد..لآلاف من النكات السخيفة التي لم ارد نسيانها..و لعشرات من الضحكات العالية لأسباب لا يفهمها احد غيرنا




الكتابة..هي قفص صغير تضع به كل تلك الاشياء لكي لا تتأثر بالزمن




لذلك اريد ان اكتب...ان احتفظ بأربعة اشهر في عدة صفحات..وان اسجن بضعة فتيات في كلمة او كلمتين..اريد ان اكتب فقط لكي اقول كم انا ممتنة لمجموعة من الاشخاص لم أكن اعرف عنهم شيئ قبل بداية السنة


ممتنة جداً لعيون سناء التي ملأتها الدموع يوم السبت الماضي..ممتنة لحضن كبير من نيهال يفضح الكثير من طيبتها..ممتنة لابتسامة لبنى المشجعة على الدوام..ممتنة لاجتهاد جهاد وصبرها..ممتنة لاحتواء سلمى..ممتنة لافكار ايمان المجنونة..ممتنة لخفة دم صفا ولغمازتها الحلوين ;)...ممتنة لاسلام شحاتة وللمايكروسوفت اوفيس بشدة...ممتنة للشيماء ولضحكتها الرائعة :)...ممتنة جداً لمهارة نهى


ممتنة لأربعة اشهر من السعادة المطلقة

Thursday, May 13, 2010

اللطف..واللطفاء


استيقظت في ذلك اليوم وانا فاقدة لقدرة اللطف


في العادة انا انسانة لطيفة من اولئك الاشخاص الذين يقفون لسيدة عجوز عندما تركب الميني باص..أو يعطون دورهم في طابور السوبر ماركت لامرأة تحمل فقط ربع رومي وثمن لانشون..او يبتسمون في الشارع لاشخاص غرباء عنهم تماماً بلا سبب واضح..في العادة انا انسانة لطيفة..اسمح لتلك الفتاة الحمقاء ان تبعث برسائل قصيرة من هاتفي المحمول..واذا رأيت احدهم يبكي ابكي معه قبل ان اسأل عن السبب...والله العظيم في العادة انا انسانة لطيفة..ولكني استيقظت في ذلك اليوم وانا فاقدة لقدرة اللطف


اليوم سأكون شريرة..سأكون سمجة وباردة..ربما سأكون غاضبة على سبيل التغيير


توبخني امي كثيراً بسبب لطفي الزائد عن الحد من وجهة نظرها..تحذرني بأننا في زمن لا يصلح فيه هذا النوع من اللطف..تقول: هيفتكروكي هبلة..من هم بالتحديد..لا ادري وربما كانت هي ايضاً لا تدري..كل ما اعرفه ان امي تشعر دائماً بالخطر علينا انا واختي..تشعر انها عندما ستذهب ستترك خلفها فتاتين ضعيفتين وخائفتين...تحكي لنا انها كانت فتاة لطيفة فيما مضى مثلي تماماً...تراعي العادات وتلتزم بالاخلاق الحميدة كما علمها والدها..ولكنها اليوم مقتنعة جداً بأنها تربت بطريقة خاطئة وانه كان يجب ان تكون اكثر شراً وخبثاً من ذلك


اليوم سأكون شريرة..سأكون سمجة وباردة..ربما سأكون غاضبة على سبيل التغيير


ربما كانت امي على حق فيما تقول..ربما كنت هبلة فعلاً وهو الشيئ الذي يخطر لي بشدة هذه الايام


اليوم..لن اقف لتلك السيدة العجوز ولن يضايقني ذلك الرجل المريب عندما افعل ذلك كل يوم..لن اسمح لتلك الفتاة بأن تستخدم هاتفي المحمول..وبالطبع لن ابكي مع اي شخص..تكفيني تماماً مشكلاتي الشخصية..يكفيني الحر والزحام..والمتسولين والمتحرشين الذين يحسبون ان التحرش واجب قومي يجب ان يقوم احداً ما به


يكفيني تماماً كل ذلك الصخب حول الاشخاص اللطفاء"الهبل"..الذين لا يجدون مكاناً لهم في العالم..اريد لي مكان..مكان صغير جداً..يكفيني


ملحوظة...انا حقاً لست طيبة الى هذا الحد..استطيع ان اكون شريرة في اي وقت..ولكني اخترت ان اتمتع بقدرة اللطف

Monday, May 10, 2010

عن سحر التفاصيل....رقصة خفيفة


في غرفة انتظار كبيرة.ربما كانت هي الحياة ذاتها نجلس جميعاً..اختار لنفسي كرسي بعيد عن الجميع..كعادتي اكره ان اكون في وضع الغريبة وسط اشخاص لا اعرفهم


اكره ان تتساءل عني العيون..واتمنى ان اكون المرأة الخفية..اتمنى صناعة حائط من القرميد ليقيني شر العلاقات الاجتماعية الجديدة التي امقتها..اتسلح برواية عن القلوب الجريحة واصمت لأرى ما ستقدمه لي الغرفة



لا اشعر بحلاوة الصمت في هذه الضوضاء القريبة..هناك انفاس كثيرة تحوم حولي..بعضها برفق..بعضها بتساؤل..جميعها بفضول

نبدو جميعا في انتظار حدث اسطوري لا يمكن ان يحدث..ربما لانريده ان يحدث من الاساس

نحن هنا من اجل بقعة امل ملونة في رداء طويل بلا لون نرتديه كزي موحد

رأيت في العيون جميعها ذات المشاعر تجاه الرداء

حينها فقط وجدت خيوطاً دقيقة بدقة الامان الذي قد تحتويه هذه الغرفة...امتدت لتصلنا سوياً بشكل غير مفهوم..بتكاوين غريبة..ولكنها ممتعة..وملونة


احاول ان افهم الغرفة اكثر..ان اتجاوز عن المظاهر الخارجية لأصل في النهاية الى شيئ اعمق من مجرد مجموعة من الاشخاص تجمعوا في مكان واحد بمحض الصدفة


صدفة...هذه هي الكلمة الصحيحة..يمكن للمصادفات ان تصنع اجمل ما يمكن ان يمر بك في حياتك...يمكنها ان تعطيك كمية هائلة من التفاصيل التي لاتهم احداً غيرك

وجوه الاشخاص تتبدل مع الوقت ويهوي حائط القرميد..ليصبح مكانه شيئاً من حنين..او الفة او كيمياء لاتؤدي لانفجارات كما يحدث في الافلام


فقط دخان معطر خفيف كبخور...نتج عن احتراق بعض القرميد دون قصد مني...احد الوجوده ذات البسمة الواسعة اخذت تجمع ببقيته باهتمام..باهتمام حقيقي..أخذت ترصه امامنا وتدعونا لمشاركتها الامر

انخرطنا جميعاً في حلقة تشبه رقصة خفيفة

نرص قوالب القرميد الزهري باهتمام غير مفتعل وبعد الانتهاء...أخذنا نضحك من قلوبنا بالفعل

نتبادل السير فوق الحائط النائم ونبتكر فوقه مسيرات مضحكة

كنت انا التي تتقافز بقدم فوق قالب لتصل بالقدم الاخرى لقالب آخر ابعد


اتبادل بقدمي القفزات الطفولية..واضحك

من قلبي



هوى حائط..ليرتفع آخر..قوامه الحكايا المشتركةوالكثير الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لاتهم احداً غيرنا

البطاطس السوري وصلاة الظهر في المسجد ورائحة الجوارب الكريهة

الفتاة السمجة التي اتضح انها ليست كذلك

الفتى الغامض الكئيب الذي اتضح انه ليس كذلك

الفتاة التي تعشق موسيقى الميتال المخيفة التي عرفت فيما بعد انها ليست مخيفة الى هذا الحد


انا فقط كنت اراها من خلف حائط القرميد فاقشعر وابتعد


الحنين..الحنين والحكايا الغير محكية مزيج قاتل كمل تعلمون



مزيج قاتل كما تعلمون...لم اكن اعرف فقط ان له قواماً اقل سيولة مما كنت اتصور واكثر قابلية لفصل مكوناته...و ان تقسيم المزيج على جمع من اصحاب الحنين يخفف عليهم جميعاً من مرارته شيئاً يذكر



ارتجالة مشتركة بعد منتصف الليل بيني وبين ريهام


النص ابو لون تركواز حنين ده يخصها