Friday, April 13, 2007

حكاية يوم ممطر


عندما تمطر السماء..اشعر ان الحياة اجمل.. هكذا بلا سبب معين او واضح..تلك الغيوم التي تعمل عمل المظلة الضخمة في حجب الهموم والكوابيس والاحباطات....احب المطر حقا واكون كالطفلة عندما تمطر..اختلق مئات الاعذار فقط لكي استطيع النزول...ذلك الاحساس بالنظافة..وكأنما غسلت من الداخل والخارج..

كان يوم امس رائعا بكل المقاييس...اشعر بنفسي عندما اكون سعيدة..اتكلم بلا انقطاع..واضحك بلا انقطاع..وتتلبسني (أنا) اخرى لا اراها كثيرا..ولا اعرفها حق المعرفة..فقط المحها يوميا في المراة تلوح لي من بعيد وتعدني بالزيارة في يوم ما...رأيتها امس اخيرا وكانت معي طوال اليوم...كان يوما سعيدا هو الاخر..مليئا بالاخبار السعيدة والتي افتقدتها نوعا ما في الفترة الماضية...الاخبار السعيدة لاتخصني حقا ولكن تخص اشخاص اهتم لامرهم..بمعنى اخر هي تخصني بشكل غير مباشر.

.وعندما انتهى يومي بهطول المطر فوق رأسي وانا استعد لمغامرة اايقاف تاكسي... لم اصدق فورا فلم اتعود هذا الكرم الحاتمي من الحياة.. كل تلك الاشياء في يوم واحد...الاخبار السعيدة وهطول المطر.....
صوت قطرات المطر وهو يرتطم بالاسفلت..بكل قوة وكأنما لكل قطرة مطر ارادتها الخاصة..تعرف الى اين ستتجه..والى اين ستنتهي....تلكعت بقدر الامكان في ايقاف التاكسي لكي استمتع بتلك السيمفونية الرائعة من صوت هطول المطر...والصوت المميز لمرور السيارات فوق برك المياه المتكونة حديثا...وصراخ بعض الفتيات المائعات طلبا للنجدة وكأن مايتساقط من السماء حمض الكبريتيك وليس ارق شئ خلقه الله ليضفي على الحياة لونا اخر...اضواء الليل والامطار..كان الجو المناسب لي لاتذكر ما استلزمني وقت وجهد لكي انساه...

تيت..تيت..تيييييييييت....كنت احب ان اقف في مكاني النائي من الشارع لكي اتذكر ولكن صوت تلك السيارة الحمراء التي توقفت لي واخذ سائقها يناديني جعلاني افر في اول تاكسي وجدته...تبا لك من احمق

ولشدة سعادتي اكمل مسلسل المطر معي لليوم الاخر....وفي اخر اليوم عندما توقف المطر اخيرا..توقعت ان تسوء الامور وهو ماحدث فعلا لاني لم استطع الذهاب الى حفلة عيد ميلاد...تسبب ذلك في وجود مايسمى بالوجه الاخر كمان تطلق عليه صاحبة الحفل....حقا كنت اتمنى الذهاب..ولكنها تلك الزيارة التي احتجزتني ومع ذلك لم تحدث
عزيزتي اكره ذلك الوجه الاخر..وجهك الاول اجمل..وابسط..واصفى

سعيدة انا حقا لسعادة كل من اتحفوني بكل تلك الاخبار الرائعة عنهم يوم امس...فقط اتمنى لهم ان يعيشوا السعادة للابد...وحزينة لبداية عهدي مع الوجوه الاخرى..حقا حزينة

Sunday, April 8, 2007

كلام في كلام..ابن عم حديث


احب ان اكون بمفردي لساعات..ولكن عندما تتحول تلك الساعات الى ايام وشهور..لا اكون ممتنة جدا لتلك الوحدة..
اكتشفت مؤخرا اني افعل كل شئ بمفردي.أأكل بمفردي..اخرج بمفردي..احضر محاضراتي بمفردي...لم يعد ينقصني الا ان اتكلم بمفردي,,وهي تحصل احيانا ولم اعد استغربها...تلك الحياة الوحيدة اكرهها

حتى عندما استطيع اخيرا ان اشارك احد ما مخاوفي وا حلامي او حتى تخاريفي وخزعبلاتي واشعر اني اتحدث فعلا مع اشخاص حقيقين.تأتي تلك النظرة في عيونهم و التي اعرف بها انهم يتابعونني بنصف عقل فقط ...تجدد ذلك الاحساس بالوحدة وتشعرني بأني اكبر ثرثارة خلقها الله واقرر ان اصمت قليلا واستمع كثيرا...ادركت اخيرا ان جعل الناس يتكلمون اسهل من جعلهم يصمتون وينصتون...استمع اليهم واحاول ان اكون بكل عقلي معهم..فلا فائدة ترجى مني بنصف عقل..فأنا بالكاد ادبر اموري بعقل كامل

بين قيامي ببعض الامور وحدي..وبعض الامور الاخرى وحدي ايضا...ومرور الايام...اكتشف بشاعة ان اكون وحدي..فلا احد يعاتبني ولا احد يطالبني بفعل شئ..ولا احد يهتم بمعرفة جدول محاضراتي....بين ان اكون وحيدة وان اكون وحيدة جدا....تنحصر خياراتي...يافرحة قلبي

افكر في اقامة حفلة لاضافة بعض الاصوات الى عالمي الصامت...حفلة بدون مناسبة..من قال اني اؤمن بأن سعادة الانسان يجب ان تكون بمناسبة...هي حفلة وكفى...اعددت قائمة من المدعويين في عقلي.. وبدأت في الاتصال بهم لاتأكد من امكانية حضورهم من عدمها...ولكم اندهشت من كم الاشغال والمهمات الملقاة على عاتقهم...من عمل ومذاكرة واعمال منزلية..الخ..الخ...كم اكره تلك الاعذار وذلك التهرب... ومرة اخرى تنحصرخياراتي بين البقاء بمفردي وبين البقاء بمفردي..وهي خيارات عديدة كما ارى

احاول اقناع نفسي بأن لا احد يمكن ان يفهمني مثلي.... ولا احد بامكانه ان يساعدني مثلي...ولا احد يستطيع اضحاكي بدعابته الحاضرة مثلي...انظر في المراة واوقن اني في الطريق الصحيح الى الجنون لا محالة..أو أصابني فيروس الغرور على اقل تقدير

حقا لا اريد ان تسئ الوحدة فهمي فأنا اقدرها بحق ولكني اقدر لها ان تتركني لحالي في بعض الاوقات...اريد بعض الصحبة وبعض الضجيج المتواصل...اريد من يزعجني في تليفوني المحمول لانهم افتقدوني مع انه لم يمر على فراقي لهم اقل من ساعة...اصبحت اكره لا مبالاتي...وان لاشئ اصبح يثير اهتمامي...ولكن اكثر مايفزعني ان اصبح كائن وحيد ومنعزل..وان لا استطيع بعد ذلك ان اتعامل مع العالم من حولي...ان اتحول في يوم من الايام الى تلك العجوز الفظة التي لا تطيق الناس وثرثرتهم وتفضل ان تترك وحيدة مع قططها...مثل طنط وفاء جارتنا في بيتنا القديم...اخاف ان اتحول الى جدو وفاء كما كانت لوزة تطلق عليها

اريد ان ابكي واضع كل وحدتي وفراغي ومخاوفي وكوابيسي التي اصبحت تهاجمني بشكل دائم في تلك الدمعات واطردهم خارجي بلا رجعة..ان كان شئ كهذا في الامكان


حتى ما اكتبه اشعر بأنه اصبح ماسخ بلا طعم وبلا رائحة وبلا روح