Monday, October 27, 2008

رسائل مؤجلة


عزيزي السيد\.....


تحية طيبة وبعد...


مازلت اذكر اخر لقاء بيننا عندما تغلبت عليك في ذلك الرهان الصغير ولكني لم ارد ان اخذ ماتفقنا عليه كرهان..في الحقيقة ياسيدي لم ارد سوى ان أراك وان ارى ضحتك المتألقة فقد كان هذا اللقاء بمثابة حجة..ربما واهية ولكنها حجة..اعترف بذلك لك الان ربما لاني اعرف اني لن اراك بعد الان ولن اسمع صوتك بعد الان


عزيزي...يجب ان تعرف اني احببتك..كما لم احب احد..يجب ان تعرف كذلك ان مافعلته خارج عن ارادتي لاتسألني كيف لاننا ككل مرة سندخل في حوار عبثي ولن تستطيع فهمي ولن استطيع ان اشرح لك..ولكن لك ان تعرف اني كنت اهرب منك كما اهرب من شبح ما..لاتقلق فالعيب ليس فيك بالتأكيد انما في انا


عزيزي...اشعر اني فقدت قطعة من روحي..وربما من قلبي كذلك عندما ذهبت..تعرف كم انا خرقاء ولا احسن اختيار كلماتي عندما اتحدث ولكني اتمتع بقدر من اللباقة عندما اكتب واستطيع ان اقول اني اتفنن في اختيار كلماتي...لهذا اشعر بالاسف ياعزيزي لانك لاتقرأ كلماتي..ولا تقرأني


تمنيت احيانا لو انك تمسكت بي بقوة اكبر..تمنيت لو انك حاربت بشجاعة اكبر..تمنيت لو صرخت في وجهي في ذلك اليوم الغائم واخبرتني اني لا اعرف عما اتحدث وتمسكت بيدي كما لو انك تمسك بيد طفلة صغيرة لا تعرف صالحها..كطفلة لا تعرف طريق العودة الى البيت في هذا العالم الواسع..تمنيت لو انك صفعتني او هززتني بعنف لافيق مما انا فيه...فالحياة بدونك مجرد اوهام..والحقيقة..حقيقة الحياة فقط في وجودك


عزيزي...لا اعرف لماذا اتحدث اليك وكأنك مازلت موجود في عالمي مع اني اعلم تماما انه لا مكان لي في حياتك الجديدة...حياتك التي بنيتها من غيري وتعودت انا على حقيقة اني على الهامش..تعودت على ان انظر اليك من بعيد وانا اقف في شارع مظلم ملئ بالقلوب المكسورة..تعودت ان اكتب اليك هذه الرسائل واحتفظ بها في ذلك الصندوق الخشبي القديم لاقرأها كلما غلبني الحنين اليك


لاتقلق علي ياعزيزي ان كنت تنوي ان تقلق...ولاتفكر الا ان تعيش حياتك بسعادة وبشغف كما اريدها لك...فقط اريدك ان تتذكرني بين الحين والاخر..اريدك ان تستقبل تلك الذكرى الصغيرة عني بترحاب ولا تغلق بابك في وجهها يكفيها ياعزيزي ماقاسته حتى الان فهي لاتعرف احد غيرك ولاتريد ان تكون لاحد غيرك...ايضا لا اريدك ان تنسى فيروز ولا ان تكف عن الاستماع لها..فيروز هي الشئ الوحيد الجيد الذي تركته لك ليذكرك بي...لذلك ارجوك ان لا تتخلى عنها


وهناك ايضا طلب اخير..عزيزي تعلم جيدا اني اسعد لسعادتك واتمناها لك من صميم قلبي..ارجو ان تكون على علم بهذه الحقيقة..فقط انا اتمنى لنفسي ولو جزء بسيط من هذه السعادة..فقط اريد ان اكون سعيدة مثلك..اريد ان استرد روحي من جديد..وان تكون افكاري ملك خالص لي وحدي وليست لك تتحكم بها كيف تشاء...اريد ان اكتب عن اشخاص اخرين غيرك واشياء اخرى غير الحزن والقلوب المفطورة...عزيزي اريد ان اعرف لماذا تأبى مساعدتي في الامر الصغير..لماذا تصر على ان تظهر في صورتي دوما...تذكرني دوما بما كان..لا اعتقد انه من العدل ان تعثر على حياتك وسعادتك واضيعها انا الى الابد بسببك


سيدي...لاتفكر بأني جاحدة او قاسية القلب..تعرف اني احبك..وان لم تكن تعرف اريدك ان تفعل..ولكني بالرغم من كل ذلك الحب اريد النسيان..اريد ان اختار النسيان..واريدك ان تساعدني بأن تبعد اطيافك عن عالمي قليلا..لا اطلب المستحيل منك
فقط..بعض المساعدة..والمسامحة سيكون ذلك شئ رائع منك

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


كانت تختار رسالة كل صباح من صندوقها الخشبي الصغير الملئ بالرسائل المؤجلة التي كانت تريد ان ترسلها اليه في يوم من الايام...تجلس في هدووء بجانب النافذة تأخذ رشفة من قهوتها السوداء..دائما سوداء..تفتح الرسالة تقرئها مالايقل عن ثلاث مرات بتأن شديد..تهرب دمعة من عينها فتغلق صندوقها على رسائلها المؤجلة وتحاول ان تكمل حياتها...وتبقى الرسائل مؤجلة

Sunday, October 19, 2008

سرقات



تعلم انه هو من يسرق الشمس...هكذا بكل وقاحة يدخل الى عالمها ويعيث فيه فسادا..يمتلك قلبها..ويوقف كل الساعات..ويسرق الشمس والالوان ويخرج كأنه لم يفعل شيئا



يعلم انها تعلم ولكنه يدعي عدم المعرفة...ويصر على ان يسرق منها الشمس في كل صباح...في الحقيقة لم تكن تمانع الى ان تجرأ ان يسرق القمر كذلك...الان صار يمتلك الشمس والقمر وقلبها...واحيانا الوانها وكتاباتها...كل ذلك وهي تدعي الغضب والسخط..ولكنها في الواقع كانت سعيدة..سعيدة كما لم تكن من قبل



تحلم به كل يوم تقريبا..بقمر او بدون قمر..يصر اصرار عجيب ان يزورها في احلامها كل يوم..وغالبا ما يفعل في الاحلام كما يفعل في الواقع..يسرق قطعة منها ويهرب..يهرب بعيدا..يقفز في بحر عميق او يطير في سماء عالية..يأخذ معه لونا من الوانها المفضلة..او قطعة من روحها...لكنه في النهاية دوما ما كان يعطيها تلك الابتسامة العريضة في المقابل..تلك الابتسامة التي تزرع في نفسها الاطمئنان...تلك الابتسامة التي تحاول ان تسترجعها ولكنها لا تستطيع



في الاونة الاخيرة تعلم ان يتلاعب بها...لايسرق شيئا من عالمها ولا يأتي ليزورها في الاحلام كما اعتاد..ولايمنحها تلك الابتسامة العريضة المحببة



اليوم يغيب عن عالمها ولايسرق شيئا كما اعتاد..ولكن الشمس تختفي..و كذلك الالوان والالحان ودقات القلوب...اليوم تبدو الموجودات ساكنة حزينة..برغم انه افلت الشمس اخيرا لتعود الى عالمها الا انها لم تكن ذات الشمس...شيئا ما تغير..شيئا ما ليس على حاله..حتى الوانها اصبحت جميعها تؤدي الى الرمادي بطريقة او بأخرى...لم يعد للشيكولاتة نفس الطعم..ولم يعد للضحكات نفس الصوت...ولم يعد للاشياء نفس المعنى



لاتعترف بالوجع الدي يخلفه فيها غيابه...لاتريد ان تعترف بالحب...لاتعترف بالشوق...فقط تريد ان تشتاق اليه في صمت...تريد ان تختزن صورته في ذاكرتها...ان تختزن صوته..ان تختزن ضحكته الطفوليه العابثة....تريد ان تبكي كل ليلة طاردة اثار غيابه عنها في تلك الدمعات الصغيرة...وتهمس..يارب انسى...ولايأتي النسيان ابدا

Monday, October 13, 2008

عودة


بشغف شديد احاول ان اعتاد على فكرة العودة مرة اخرى الى ارض الواقع المحببة...بحنين بالغ اغمض عيني واستنشق جميع الروائح التي افتقدتها في الفترة الماضية واحبسها داخل روحي


امس...كنت غارقة في الاشفاق على نفسي والبكاء على الاشياء الضائعة متجاهلة بارادتي الحرة ما هو في يدي فعلا..تجاهلت كل تلك القلوب المفتوحة لي..تجاهلت كل ذلك الحب..تجاهلت الصداقة...لم استطع ان اشعر بها الا بعد ان افتقدتها...هكذا انا..هكذا جميع البشر لابد ان نفقد لكي نشعر بقيمة الاشياء... لطالما كان هذا القانون موجودا وسيظل


بعد السفر..كان يبدو ان الاشياء بدأت تسترد شكلها الحقيقي والوانها الطبيعية في ذلك الهدووء الذي صنعته من حولي بعيدا عن اي شئ واي شخص...استغرب لان كل ما كنت احتاجه هو بعض الهدووء بعيدا عن صخب افكاري وافكار من حولي...بهدووء شديد حل علي ذلك السلام الذي كنت ارجوه منذ مدة طويلة يصاحبه رضى عن كل ما كان..واستسلام شديد لكل ما سيكون...بهدووء تستحوذ علي فكرة ان حياتي رائعة ولا ينقصها سواي لكي احاول ان افهمها وربما استمتع بها قليلا


تذهلني كم المكالمات التي تلقيتها منذ لحظة هبوط الطائرة وفتح هاتفي الى هذه اللحظة...تتردد كثيرا كلمة وحشتيني اشعر بها صادقة جدا..نابعة من القلب جدا....اكاد لا اصدق تلك النبرة السعيدة في الاصوات التي تحادثني على الطرف الاخر فقط لاني عدت من سفر ليس بالطويل جدا..لا ادري...ولكن اشك احيانا انه من الممكن ان يطيقني احد...انا نفسي لا اطيقني في بعض الاوقات ولكني اتعايش معي..واتعلم ان احبني بالتدريج


اشعر ان كل ذلك الحب في قلبي يداويه..يجعله اقوى..يجعلني اسعد..يجعل العالم مكانا افضل...يجعلني ممتنة حقا لكل الاشخاص الذين اعرفهم...يعيد الالوان للموجودات ويزرع الامل في مكان ما من روحي