Monday, January 16, 2012

افكار ليلية




الواحدة صباحاً


اهجر غرفتي تماماً..انام في سرير جدتي على وسادتها التي تزينها الورود..اترحم عليها و ابكي واتساءل هل كانت هنا حقاً؟..كان اربعين جدتي منذ يومين ومازلت لا اصدق انها ذهبت


لا احتمل الغياب او الفقد..امرض مرضاً شديداً بعد وفاتها..اكتشف اني هشة جداً وخرعة ان جاز لي التعبير..اخبر امي اني افتقد نفسها في البيت..افتقد انتقادها المستمر لي..افتقد الجلسة معها لمتابعة فيلم عربي قديم او مسلسل معاد للمرة الالف



الواحدة والربع صباحاً


كنت اريد ان اكتب تدوينة رائعة تتحدث عن اشياء رائعة في حياتي الرائعة..ولكن القبح يلف العالم بذلك الرداء الرمادي الكئيب ويمنعني حتى من التنفس..انا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا..حسناً الحرية لا تتوفر في هذا الوقت ربما غداً او بعد غد لا احد يدري بالتحديد ولكني اثق انها ستوجد في يوم ما



الثانية صباحاً


احاول ان اكتب لكي لا اختنق..عالمي يتقلص باستمرار..صديقاتي ينفرون مني الواحدة بعد الاخرى ربما لأني اصبحت شخصية مرعبة وطاعنة في السن..اخبرهم ان روحي الان تشبه ورقة الشجر الخريفية المهشمة..لا احد يفهم



الثانية والنصف صباحا


في هذا الوقت لاتوجد تفاصيل كثيرة في حياتي..فقط كوب عملاق من القهوة السوداء وكتاب لا اقوى على استكمال قراءته..من بعيد يبدو مملاً جداً اسأل نفسي لماذا اشتريته من الاساس..اقرر ان استبدله برواية اخرى اعرفها جيداً واثق تماماً ان نهايتها سعيدة



الثالثة وعشر دقائق صباحاً


هوسي بالنهايات السعيدة يزداد يوماً بعد الآخر..لا اشاهد الا الافلام ذات النهايات السعيدة..فلتذهب الواقعية في السينما الى الجحيم ان كانت تعني ساعتين من البكاء المتواصل لأجل بطلة ماتت او انتحرت او قصة حب فشلت..الحياة مليئة بالواقعية الشديدة التي تصر على خنقنا كل يوم..قصص الحب الفاشلة..الاخفاقات الصغيرة والكبيرة..الجروح التي لا تلتئم ابداً..لذلك لا ارى ما الداعي لمشاهدة نهاية حزينة اخرى...الحياة مليئة بهم



الثالثة والنصف صباحاً


اقرأ تدوينة نهى رضا للمرة العاشرة تقريباً وادرك اخيرا ان هناك آخرين يسبحون معي في نفس المدار..لست وحيدة كما كنت اتصور..جميعنا مشتركون في الوحدة..اقرأ التدوينة للمرة الحادية عشر و ابتسمم




الرابعة الا ربع صباحا


انظر للحياة من خلف"فاترينة" زجاجية..الصق وجهي بها فقط لكي الطخها..لا اجرؤ على الدخول لكي اسأل عن اشياء تخصني..اخبر نفسي دوماً ان كانت هذه الاشياء تخصني ستأتي الي في يوم من الايام..دوما انا اشاهد ولا اتورط في اي شيئ..ربما كان هذا افضل..في الحقيقة لا ادري



الخامسة وعشر دقائق صباحا


اتوضأ استعداداً لأذان الفجر..تأتي مياه الصنبور كأنها طلقات رصاص...البرد يجمد كل شيئ حتى القلوب..ربما قلبي ان الاخرى في طريقه الى التجمد..حسناً فليكن


أذان الفجر


سأرضى يارب..سأرضى يارب..سأرضى يارب