لطالما كنت اتسائل لماذا يجب ان يتحمل الشرير في الافلام اللوم على جميع المصائب التي تحصل للبطل والبطلة ..وربما يتلقى اللوم على المصائب التي تحصل للمنتج والمخرج والمشاهدين كذلك
لماذا يجب ان يحسبن عليه البطل وهو يسبل عينيه في تقوى زائفة بينما يقف خلف القضبان بسبب القضية التي لفقها له الشرير ليفوز هذا الاخير بحبيبة البطل المذكور والتي غالبا ما تكون بارعة الجمال خاوية العقل كدجاجة كما جرت العادة
لطالما كنت اتسائل...لماذا لم يستخدم البطل عقله ..ذلك الانذار المثبت في مؤخرة رأسه ليعرف نوعية ذلك الشخص...لماذا يجب ان يثق في الناس بهذه السذاجة ففي النهاية ليست الحياة ذلك المكان المسالم كما يتوقع البعض
والبطلة..ماذا عن البطلة...الايوجد ما يدعى بالتفكير المنطقي يا اخوان؟
كيف يمكنها ان تصدق وعوده بأنه سيخرج حبيبها السابق ذكره من غياهب السجون وهو السبب الاساسي في دخوله السجن من الاساس..ولماذا تذهب اليه دائما في وقت متأخر من الليل والامطار موشكة على الهطول...دوما موشكة على الهطول حتى وان كنا في شهر اغسطس
تذهب اليه لتجده يلبس ذلك الروب الحريري القبيح-احمر اللون غالبا-وهو يفتحه قليلا ليظهر صدره المشعر وهو دليل على الرجولة والعنفوان كما يبدو...تجده وهو يقشر التفاح الاحمر بخنجر ما ويشرب منقوع البراطيش ذاك في كأس صغير لا يروي عطش طفل رضيع وهو يدعوها للشرب معه
في حين يكون باب غرفة نومه مفتوح على مصرعيه كاشفا عن سريره العريض كناية عن الاشياء المروعة التي ستحدث بعد قليل
برغم كل تلك المظاهر وبرغم شاربه الرفيه الذي يشي كم وغد وزنديق تذهب اليه لتخبره بكل شجاعة وبسالة ما نعرفه جميعا...بل ما يعرفه هو شخصيا
ممدوح برئ يا مراد
ولكن قبل ان تكمل جملتها التي استغرقت في حفظها شهرا بأكمله يكون باب غرفة النوم قد انغلق عليهما وازدادت حدة هطول الامطار وقوة الربق والرعد...دليلا على الاشياء المؤسفة التي تجري بالداخل
في الحقيقة لا الوم الشرير كثيرا...بل الوم عقل الدجاجة تلك على تصديقه بعد كل ما جرى بعد ان تأكدت انه فقط ينقصه الشوكة والقرون ليصبح شيطانا بالكامل
ولماذا تذهب اليه في الليل...ولماذا تذهب وحيدة..الم يمكن ان يذهب معاها أخوها حمادة..صبي المكوجي..ابن الجيران...اي انسان
وفي يوم اصدار حكم الاعدام على ممدوح البرئ من تهمة قتل محولجي السكة الحديد...تولول امه بصوت يشبه جرس الانذار..ويدعو ابوه على ابن الحرام اللي رماه الرمية دي...وتأتي البطلة المطعونة في قلبها وشرفها بفستان اسود وحذاء اسود استعدادا لموت الحبيب...ترمي الشرير بنظرات نارية وتذهب لتعترف لحبيبها المظلوم بما فعله بها ذلك الزنديق وترجوه ان ينساها ولا يفكر بها بعد الان لانها لم تعد تناسب وضع حضرته بعد ما كان بينها وبين ابو رجل مسلوخة ولكنه وبكل شهامة ونبل وفروسية يرفض ذلك تماما ويعترف لها بأنها حبه الوحيد والاخير-طبعا الاخير لانه سيموت بعد قليل-ويدخل في نوبة قوية من التسبيل لها
وقبل ان ينطق القاضي حكم الاعدام..وفي تطور درامي رائع في الاحداث يكتشف وكيل النيابة ان الشعرة التي وجدوها في يد محولجي السكة الحديد لا تخص ممدوح انما تخص مراد ذلك الزنديق الذي يستعمل صبغة بايجون...تكون النهاية الغير متوقعة-طبعا-بأن يدخل الشرير السجن ليحاكم محاكمة عادلة ويعدم ويعيش البطل والبطلة في سعادة ابدية بدون اي مشاكل ولا مشاجرات بسبب مصروف البيت
تعلمنا الروايات دائما ان الشر ينهزم في النهاية والكلمة الاخيرة تكون للخير لأن الشر ضعيف ومهترئ دوما...ولكن من قال ان الروايات صادقة ..ومن قال انها تحاكي واقعنا
ليست غلطة الشر انه وجد له مكانا في حياتنا ولكنها غلطة الخير..بضعفه وسلبيته وصوته الضعيف دائما...الخير هو من يتيح للشر ان يكون شرا
ولذلك ادافع عن الشر يكفيه ما يعانيه من اتهامات باطلة بسبب قلة عقولنا وجهلنا احيانا واعتقادنا ان الطيبة =سذاجة