حسنا... لنتحدث عن الاماكن
تحدثت عن الاشخاص والافلام والكتب والشيكولاتة...فلماذا لا نتحدث عن الاماكن
تلك التي تترك اثرا في النفس..تلك التي تجعل القلب يخفق احيانا وينقبض احيانا اخرى..تلك التي تبعث فينا الحنين او تقشعر لها ابداننا خوفا..تلك التي نشعر فيها اننا في وطن او التي نشعر فيها بالغربة
عن الاماكن سأتحدث
في المعادي..هناك ذلك المطعم خافت الاضاءة ديكوره يوحي بالقدم..يذكرني بجو حارة نجيب محفوظ..حتى طامه له نصيب من ديكوره..كل مايقدم هناك مصري جدا ولاتشويه شائبة اي اقتباس من بلد اخر...هناك في ذلك المكان اتذكر ضحكة ابي العالية والتي كان لها صدى في المكان الهادئ جدا والراقي جدا جدا والتي لفتت الينا الانظار كل ذلك بسبب نكتة سخيفة قالتها سارة ..اذكر امتعاض جدتي بسبب كل ذلك السخف الذي غرقنا فيه وحيادية امي التامة والتزامها الصمت وانهماكي انا في اكل ذلك الطبق وتفكيري معظم الوقت بأني يجب ان انام بسبب تورطي في ذلك التدريب الممل في بنك ما..وجو الهرتلة الذي كانت تعيش فيه سارة..اعتقد ان لذلك علاقة بامتحانات الثانوية العامة على ما اذكر..كان من الواضح جدا انها كانت تفقد صوابها بالتدريج..المسكينة
يذكرني ذلك المطعم دوما بتلك الليلة...يذكرني بالسعادة..بالسعادة الشديدة
الكوربة في الصابح الباكر...دوما اتحدث عن الكوربة في الصباح الباكر..دوما اتحدث عن رائحة البن الطازج المنبعثة من ميدان الجامع..ورائحة الخبز الشهية القادمة من مخبز فينوس..دوما اتحدث عن الصباحات التي تبدو اجمل واصفى هناك..
للكوربة طعم البدايات الجديدة..وكم اعشق البدايات الجديدة..ان تتمكن من ان تمحو جميع اخطاء الماضي وتبدأ بداية بيضاء جديدة منعشة لها رائحة القهوة والخبز الطازج لهو شئ رائع..الكوربة بالذات تعيد الي هذا الشعور ولا ادري السبب
الاسكندرية..صديقتي المفضلة..صديقتي العجوز المنهكة الغامضة احيانا... ولكنها رغم كل ذلك تستطيع ان تأسر قلبك من اول ثانية...لطالما استطاعت ذلك حتى في احلك اللحظات
للأماكن روائح مميزة وشخصيات مختلفة..اما الاسكندرية فلها روح مستقلة لها قلب دافئ ولها بحر ثائر..ولها خاصية فريدة تشفي الجروح الغائرة
الاسكندرية مدينة ساحرة..كنت اود ان اقول تلك الكلمة منذ زمن طويل ولكني كلما قررت ان اتسهل كلامي بها اتراجع وانا اشعر بمدى ابتذال الكلمة..وبالطبع ادرك للمرة الالف اني مخطئة..لأنها ساحرة فعلا تمارس عليك ذلك النوع من السحر الابيض الذي يجعلك سعيدا بطريقة غريبة والذي لايبعث فيك الحنين لشئ او لاحد..انت سعيد فقط..سعيد من لاشئ..اكيدة انا انه نوع من التنويم المغناطيسي
مكتبة ديوان..حيث يسيطرعلي الشعور بأنني ضيئلة لدرجة اني لا أرى بالعين المجردة...اتسأئل في حسرة ممزوجة بالانبهار وانا انظر الى الرفوف المليئة بالكتب..متى سيتسنى الوقت لي لقراءة كل تلك الكميات من الكتب وافكر في نفس لوقت بأنه هناك احد ما قد قرأ هذه الكمية حتما..شخص ما قرأ كل ذلك وانا لم اقرأ سوى اقل من النصف فقط...لا..انا لم اقرأ شئ..اتذكر كلمة د\احمد خالد توفيق..جاهل كقملة..تشعرني مكتبة ديوان بطريقة ما وعن غير قصد بالتأكيد اني تلك القملة ..اضحك بدون صوت وانا افكر بنفسي على اني قملة تتجول بين ارفف الكتب لتختار رواية ما
بالنسبة لي..تعتبر وسط البلد كبلد جديد تماما علي..اتوه في شوارعها ويملؤني الاكتئاب لمعرفة اني تعديت الشارع الذي ابحث عنه بثلاثة او اربع شوارع...ومع ذلك اشتاق اليها بين الحين والاخر...او اذهب اليها وانا مكرهة من قبل احد اصدقائي الذين يعشقونها...اعتقد ان وسط البلد هي قلب القاهرة ولأن القاهرة مدينة طاعنة في السن في تعاني من تصلب الشرايين وارتخاء عضلة القلب..ولهذه الاسباب ابقى بعيدة قدر المستطاع عن قلبها
لأماكني المفضلة شخصيات تشبه شخصيتي او لا تشبهها اطلاقا ومع ذلك احب التواجد فيها لأسباب تتعلق بالماضي..او بالحاضر
لأمكاني المفضلة شخصية محببة تأسر القلوب وذكريات تتشاركها معي..لأماكني المفضلة مكان خاص في القلب..قلبي
12 comments:
قشطة عليكي :)
أنا كمان كده مع انها مش دايما نعمة دي ساعات بتبقى نقمة بشعة وبتخليكي متقدرش تكملي في أماكن مضطرة تتواجدي فيها بس لمجرد إن مفيش عمار بينك وبينها من جوة
:)
كلامك كالعاده رائع يا بسمه عارفه بحب في كلامك ايه انك بتكلمي عن حاجات جوا كل واحد فينا بس مش بيكون عارف انها جواه او مش عارف يعبر عنها ازاى فعلا الاماكن ليها في نفوس كل واحد فينا معزه خاصه بالنسبالي مطروح ليها معزه خاصه جدا عندي بعشقها بجنون بعشق هدوئها وبحرها وناسها وكل حته فيها بجد
تحياتي ليكي ياجميل ودايما مستمتعين معاكي بكلامك الجميل
ايه يا بنتى الكلام الجامد ده بجد كلماتك اكثر من رائعه وصفتى كل حاجه بطريقه حلوه اوى
تسنيم
للأسف مش بعرف اعمل اي حاجة في مكان انا مش مرتاحة فيه..ساعات مكنتش بحب احضر محاضرات علشان شكل المدرج مش عاجبني او مش مرتاحة فيه
لأ بجد نقمة :)
هاجر
ببقى مبسوطة قوي ياهاجر لما اقول كلام انتي بتفكري فيه ومش عارفة تقوليه..أو مش عارفة انه موجود جواكي اصلا :)
شوشو
شفتي بقى..مش اي حد
في أماكن كتير بترتبط معانا بذكريات كتير
المهم
كل سنة وانتي طيبه
ويارب يكون عيدك سعيد
مثلك أشعر بالجهل ولكن في مكتبة مدبولي وسط البلد تحديدا
أما الكوربة فالبنسبة لي كشري هند وفواتير الدولي
:)
كل عام وأنت بخير
كل مكان شايل علي كتفه تاريخه وتاريخ مشاعر وأفكار كل انسان مر بيه
أنا مؤمنة بده جدا
أنا بتبسط أوي لما اقرالك يا بيسو
كل سنة وانتي طيبة
كل سنه وانتى طيبه يا بسمه
هههههههههههههه
فين العيديه بقى
يعنى لو كيكايه صغننه ميضرش حاجه ساقعه برده ميضرش
بمناسبه الاماكن بقى مش اكتر منى ف ذكرايتها واللى بحب افتكرها دايما ساعه الفجريه والهوا النقى
اظن ان الهوا ليه تأثير برده على الامزجه
سيبك
تحياتى بقى
صح
بالظبط هو دة اللى كان نفسى اقوله من زمااان اوى
الاماكن
لما تروحى مكان كدة
مش دخلتيه من زمان
بتحسى باحساس تانى بتسيبى الدنيا كلها
وبتفتكرى ساعه ما دخلتيه
بجد الاماكن بتحرك جوانا حنين كبير اوى اوى
بوست جميل
حزينه
اسراء
فعلا..خصوصا الاماكن اللي مريتي بحالة معينة فيها
وانتي طيبة...ويكون عيد اسعد واسعد عليكي يارب
سكينة
متقوليش..كشري هند ده فظييييييع :)
وانتي بخير
كاميليا
هو كدة فعلا..كل مكان له شخصية مستقلة
وانا كمان بتبسط لما بقرالك..وبتبسط لما بتقريلي :)
وانتي طيبة قوي قوي
ابو علي
الكيكة عملتها والله..هبقى ابعتلك حتة بالحمام الزاجل بقى
اه فعلا..الهوا البارد ساعة الصبحية لما تبقى صاحي وانت مزرجن ومتعكنن متعرفش من ايه ..صح الهوا بيعدل المزاج
حزينة
هو الحنين ده اللي شاغل تفكيري والله :)
ربنا يسامحه بقى بيجي في اوقات مش هي خالص
انا اسفة بي انا كان نفسي اقرا البوست ولم استطيع لان لون الكتالة مش باين خالص وعموما رجاء الكتابة بلون يمكن قرائتة اسفة وكل عام انت سعيدة
لأنها ساحرة فعلا تمارس عليك ذلك النوع من السحر الابيض الذي يجعلك سعيدا بطريقة غريبة والذي لايبعث فيك الحنين لشئ او لاحد..انت سعيد فقط..سعيد من لاشئ..اكيدة انا انه نوع من التنويم المغناطيسي
واحياناَهناك اماكن ايضاً نكرهها جداً نتردد عليها كثيراً
فقط لنبرر كراهيتنا لها
Post a Comment