لم تستهويني السياسة ..لأنه- كما تعلمون- نحن في مصر وكل شيئ فاسد حتى الهواء نفسه
لايمكنني الكتابة عن الثورة ولا عن تعديلات الدستور ولا عن ميدان التحرير..انا التي لم اتظاهر يوماً..لم اعبر عن رايي يوماً..انا التي كنت اشاهد حوادث كحادثة خالد سعيد وسيد بلال فيصيبني الاحباط الشديد..انا التي كنت اسخر من الاغاني الوطنية ومن جلسات مجلس الشعب من الفكر الجديد والديموقراطية البتنجان التي كننا ننعم بها
لا احب السياسة ولم احاول ان افهمها في يوم من الايام..ولكني افهم في الارواح وفي العيون الصادقة التي اغلقت للابد بسبب اشخاص اغبياء ظنوا انهم يقدرون على ان يقفوا امام شعب بأكلمه وهم لايتسلحون الا ببضعة طلقات
افهم تماماً ان احدهم مات لأجلي..اشخاص لم ارهم من قبل..لم اتحدث معهم ولم يتحدثوا معي ولكنهم ماتوا لأجلي..لأجل ان اعيش في مصر اخرى استطيع ان احبها حقاً من قلبي وليس ذلك الحب المائع الذي اشعر به لانه لابلد آخر لي لأحبه
احدهم مات لأجلي..احدهم مات لأجلي..احدهم مات لأجلي
لذلك لن اسامح في دمائهم ابداً...ولن اغفر لأي احد يحدثني عن اصالة الشعب وعن الغفران والتسامح..لن اسامح من يتحدث عن الطلعة الجوية الاولي وحرب اكتوبر..لن اغفر لمن يقول آسف ياريس او خد الدوا ياريس او الريس ده ابونا كلنا..لن اسامح
ما انشالله ما اخد الدوا ياخويا منك ليه
احدهم مات لأجلي في الشارع بعيداً عن اهله..بعيداً عن بيته..مات لأعيش انا..لذلك لن اسامح
لن اسامح ولن اغفر ولن يصفى قلبي لمن تحدث عن هؤلاء بسوء..لمن وصفهم بالخونة والعملاء واصحاب الاجندات الخاصة..لمن لطخ سمعتهم بابشع الالفاظ والصفات..لن اسامح من طالب بحرقهم ومنع الدواء و المواد الغذائية عنهم..لن اسامح من وصفهم بالبلطجية والقلة المندسة
اسمحولي اقول ان هؤلاء هم ولاد كلب بجدارة
اكثر من 300 شهيد ماتوا لأجلي ولأجل اشخاص اغبياء لايفهمون معنى ان تكون حراً..اشخاص منتهى سعادتهم ذلك الاستقرار الزائف الذي كنا ننعم به..اراهن ان هؤلاء الاشخاص هم انفسهم الذين يطالبون بمسامحة الرئيس عن مذبحة يوم الجمعة ويوم الاربعاء وعن الفقر والمرض والبطالة والفساد غرق العبارة..يطالبون ان نتمتع بالاصالة والطيبة الكافية لكي نغض الطرف عن افعال رجل عجوز في خريف العمر يوشك على الموت قهرا وحزناً من معاملة ابناء شعبه الوحشين له
رجل يحز في نفسه ما يلقاه من بعض بني وطنه
وانا يحز في نفسي الناس الي ماتت والفلوس الي اتسرقت
لن اسامح..لن اسامح..لن اسامح
No comments:
Post a Comment