Tuesday, June 7, 2011

ارادة السعاة


تتنقل كثيراً بين غيماتها هذه الايام..من البيضاء الى الصفراء الى السماوي الى الخضراء الى الوردية..ترتاح كثيراً في الغيمة الوردية تشعر انها بيتها..وطنها..بطريقة ما


تجلس في استرخاء تتسلى بتلوين الشرائط الحريرية و القلوب الرمادية ومن حين لاخر تزي اللون الوردي في الاشياء او ترسم ابتسامة خفيفة على الوجوه

كانت في بعض الاحيان تشعر بالحزن او بأن دموعها على وشك الانفجار...فتنظر الى الاسفل لتجد فتاة ما تجلس وحيدة توشك على البكاء و فوقها مباشرة تحلق تلك السحابة السوداء بشكلها الشرير..الحزين..الكئيب..الخبيث

فتسرع وتأتي بغيمة وردية صغيرة وتضع بداخلها خمس شرائط حريرية و تتأككد تماماً انها بالوان مختلفة..احمر..اصفر..ازرق..ارجواني..برتقالي..وقلبين احدهما ابيض و الثاني تركواز..وبضع نجوم ذهبية لا تعرف عددها بالبط وعشر قطع من الشيكولاتة..وابتسامة صغيرة من الابتسامات التي ترسمها على الوجوه..تغلق الغيمة الصغيرة باحكام..وتقف بثبات على غيمتها وتصوب جيدا على السحابة السوداء الشريرة وتقذف غيمتها الوردية الصغيرة بالضبط في منتصف تلك السحابة

وفي تلك اللحظة..في تلك اللحظة بالذات ..اصبحت الاشياء مختلفة تماما للفتاة..فتتوقف عن البكاء..تأخذ انفاساً عميقة متلاحقة في محاولة لاستنشاق عبير الحياة..تفتح الغيمة الوردية الصغيرة..فتأكل قطع الشيكولاتة..وتلصق الابتسامة الصغيرة على وجهها...وتزين شهرعا بالشرائط الحريرية...وتضع القلب الابيض في حقيبتها وتحتفظ بالثاني لشخص ما

من المحتمل انها اتعرفه ومن المحتمل ان لا..تنثر النجوم الذهبية في الهواء لتشعر من حولها ببعض ماتشعر هي به..وقبل ان تذهب لاتنسى ان تنظر لاعلى لتشكر صاحبة الغيمة الوردية

منذ ذلك الحين تعلمت الفتاة كيف تجتذب السعادة اجتذاباً..وكيف تراها في الاشياء الصغيرة وكيف تتذكر الوان غيوم صاحبة الغيمة الوردية الصغيرة لتعود اليها ذكرى ذلك اليوم

اما صاحبة الغيمة الوردية الصغيرة فقد احبت ان تفعل ذلك في كل يوم من حياتها..بل و عشقته كذلك...وفي نهاية كل يوم كانت تنتقل الى غيمة اخرى بلون اخر..لكي تسعد شخصاً آخر

No comments: