عصيان قلم

ان قلمالوقت الان قبل الفجر بقليل...امسك بقلمي بشدة وكأنه سيسرق مني غريب هذا التعبير لانه يفسر شعوري تمام فأنا فعلا اشعر بانه يسرق مني امسكه الان واقربه من الورق..غريب امرك ايها القلم لماذا لاتكتب لطالما كنت نهما الى الكتابة لطالما كنت تطالبني بالورق ..لماذا الان توقف الحبر عن الانسياب منك لماذا توقفت عن الافصاح عما بدواخلك..... يالهي كم اخاف منك..وكم اخاف عليك... فأنت الوحيد الذي يستطيع ترجمة نبضات قلبي الى كلمات مفهومة الوحيد الذي يسطيع تحويل الافكار في عقلي الى وقائع ملموسة فحبا بالله لاتتوقف الان..احتاج اليك..واحتاج الى ان اقول ما يعتمل في صدري ولا سبيل الى ذلك الا بك احتاج الى ان ابكي فتنزل عبراتي كلمات تخطها انت..احتاج الى ان ابث احزاني الى اوراقي وانت مخرجي .. لماذا سكت..؟ لماذا تجمدت..؟ اتراك مريض..؟ اتراك مت..؟ وبعد لحظات من الصمت مرت وكأنها دهور وازمنة قرر قلمي ان يكتب ولكن هذ المرة ليترجم ما يعتمل في صدره هو تعبت من كثرة الاحزان...تعبت من كثرة الاهات...من العبرات سئمت من الوحدة...من التظاهر بان كل شيئ بخير وفي حقيقة الامر ان الحياة تنهار من حولنا وانت تشاهدين...فقط تشاهدين مللت من التحدث عن الحب دون معايشته مللت من انتظاره من الحنين اليه.. اكتفيت من الكنابة عن الحروب..عن المجازر اكتفيت من المجاعات من الامراض من النيران سئمت الحقد والكراهية..سئمت الغدر والخيانة سئمت من حياتي وحياتك...اجيبيني....اين الحياة؟ واين السعادة؟ وماذا عن الحب؟ وماذا عن السلام؟ كم انت ساذج ايها القلم وانا من كنت تظن انك كبرت وصرت حكيما مازلت كما ابتعتك اول يوم تبحث عن الجمال في حياتي وفي اوراقي تبحث عن السعادة في زمن تسممت فيه بسم اسمه الاحزان.. تبحث عن الحب في زمن صار فيه كأساطير الاولين كالخرافة العابرة تنتظر السلام في زمن ذبح فيه الحمام واقتلعت اشجار الزيتون من جذورها فلم يعد مكانها الا شواهد القبور...... الهذا لا تكتب..الهذا اعلنت العصيان... فلتعلم ان ما انت ناقم عليه هو خط سير الحياة شئنا ام ابينا ستموت السعادة وستهدم اساطير الحب وخرافاته...... وسيطول انتظارنا للسلام.... فلعلك تكتب بعض كلمات تذكرنا بلمحات من معاني انتهت ومضت