الحياة سريعة..سريعة جداً..تذكرني بالدوامة التي رايتها مرة وانا انظر الى النيل من فوق كوبري الجامعة في يناير الماضي
ولكن الحقيقة هي اني لا بالي ان كانت الحياة سريعة او بطيئة..لا ابالى ان كانت تأخذ يدي بهدوء او تربطني بحبل من رقبتي وتجرني خلفها..يكفي انها تتمتع باللباقة لتمضي من امامي وتزيح يوماً آخر من ذكرياتي
العالم كبير..هو حتماً كبير جداً..والا فلماذا اشعر بهذه الضئآلة
في ذلك اليوم كادت الانفلونزا ان تقتلني..وبناء على ذلك تناولت نوعين مختلفين من المسكنات القوية..مع ان فكرة ان تقتلني هذه المسكانت اثناء نومي ظلت شاخصة امام بصري.. الا ان الذي اصابني بالرعب حقا هو اني ذهبت الى النوم بلا ادني تفكير في الغد..وبلا ادنى شعور بالخوف او بالندم
كنت اقول ان الحياة سريعة جداً..ولكني لا ابالي..حقاً لا ابالي..كل ما اريده ان تمضي بلا اي مفاجآت سيئة او جيدة..كا ما اريده ان يستمر الهدوء وان تأتي العاصفة-ان كانت موجودة-بعد ان اذهب انا...بالرغم اني لا اعرف الى اين يفترض بي الذهاب..ولكني اتوق الى الذهاب
سأسافر مرة اخرى..اعرف تماماً الى اين سأذهب ولكني عندما احضر حقيبتي واتأكد من وجود تذكرتي في يدي سأتظاهر بأني لا اعرف الى اين سأذهب..سأجلس على كرسي الطائرة واربط حزام الامان واغمض عيني جيداً واتركها تأخدني الى عالم اخر واشخاص آخرين هذا ان كانت الطائرات هذه الايام تذهب الى اماكن كهذه
تفرحني ريهام عندما تحكي عن العالم الذي يشبه قطعة صلصال بلون زاه..فقط لأتذكر ان عالمي يشبه قطعة الصلصال ايضا..ولكنها قطعة بلا لون محدد لان الكثير من الالوان تداخلت فيها لتصبح قطعة بلون لا يشبه اي لون من الالوان الموجودة في عالمنا..هذا بالاضافة الى اني كنت اكره اللعب بالصلصال حقاً..وان الحياة لا تشبه قطعة الصلصال ابداً
احياناً تسبب لي حياتي مع جدتي حالة عامة من التعاسة...اجلس بجانبها لنشرب الشاي سوياً ونشاهد المسلسل العربي ذاته للمرة الالف بلا كلل او ملل..نتحدث عن اشخاص من ماضيها..عن ذكريات زواجها وعن تربيتها لأبي وعمتي..اشعر فجأة ان الحياة سبقتني وانا مازلت جالسة في مكاني اشرب الشاي واشاهد المسلسل المكرر مع جدتي
الحياة سريعة جداً..وانا لم اكن يوماً بارعة في الركض خلف اي شي او اي احد
لاشيئ منطقي حتى الكتابة...حتى هذه التدوينة...بالرغم من انها كانت الفعل المنطقي الوحيد الذي اجيده والذي اؤمن به..ولكنها مع الوقت تصبح مجرد فعل لفتاة مرفهة تفعله عندما لاتجد شيئاً اخر يستحق ان تفعله
عندما تصبح الحياة سريعة هكذا..اصبح انا حيادية جداً..لاشيئ يفرحني ولا يستطيع اي شيئ ان يحزنني..لا اشعر بالملل ولا اشعر بالاثارة..تتساوى الاشياء والاشخاص والاماكن في نظري..
4 comments:
سلامتك من الانفلونزا
وبعد الشر عنك ياحبيبتي
انا حاسه شعورك ده اوي
ربنا يسعدك يابوسي
(h)
انا لقيت نفسى بقالى فترة...كل ما افتح مدونتك الاقينى بقول فى سرى
يارب تكون كاتبة حاجة جديدة
عندما تصبح الحياة سريعة هكذا..اصبح انا حيادية جداً
متهيألى لما الحياه تكون سريعه كدا
لازم ناخد موقف اكثر شجاعه من الحياديه
بالرغم انى انادى بالوسطيه
ولكن فى حاله انها تجرى ونحن واقفين
يبقى لازم موقف
لنجرى معاها وليس خلفها
او نسبقها
او نظل فى ماضينا ونسمع ونكرر الحكايات
زياره اولى
دمتى بخير
اسراء
الله يسلمك يا اسراء..الحمد لله على كل حال..ياما دقت على الراس طبول يابنتي
انجي
اي خدمة ياستي ;D
بسنت
زيارة اولى اتمنى انها متكونش الاخيرة
بالنسبة بقى لموضوع الشجاعة واني اجري معاها وليس خلفها احب اقولك اني حاولت بس لقيت ان الموضوع مش مستاهل..ده غير اني اصلا مش بعرف اجري كويس ;D
بس اوعدك اني احاول اعمل بنصيحتك
Post a Comment