عزيزي السيد\.....
تحية طيبة وبعد...
مازلت اذكر اخر لقاء بيننا عندما تغلبت عليك في ذلك الرهان الصغير ولكني لم ارد ان اخذ ماتفقنا عليه كرهان..في الحقيقة ياسيدي لم ارد سوى ان أراك وان ارى ضحتك المتألقة فقد كان هذا اللقاء بمثابة حجة..ربما واهية ولكنها حجة..اعترف بذلك لك الان ربما لاني اعرف اني لن اراك بعد الان ولن اسمع صوتك بعد الان
عزيزي...يجب ان تعرف اني احببتك..كما لم احب احد..يجب ان تعرف كذلك ان مافعلته خارج عن ارادتي لاتسألني كيف لاننا ككل مرة سندخل في حوار عبثي ولن تستطيع فهمي ولن استطيع ان اشرح لك..ولكن لك ان تعرف اني كنت اهرب منك كما اهرب من شبح ما..لاتقلق فالعيب ليس فيك بالتأكيد انما في انا
عزيزي...اشعر اني فقدت قطعة من روحي..وربما من قلبي كذلك عندما ذهبت..تعرف كم انا خرقاء ولا احسن اختيار كلماتي عندما اتحدث ولكني اتمتع بقدر من اللباقة عندما اكتب واستطيع ان اقول اني اتفنن في اختيار كلماتي...لهذا اشعر بالاسف ياعزيزي لانك لاتقرأ كلماتي..ولا تقرأني
تمنيت احيانا لو انك تمسكت بي بقوة اكبر..تمنيت لو انك حاربت بشجاعة اكبر..تمنيت لو صرخت في وجهي في ذلك اليوم الغائم واخبرتني اني لا اعرف عما اتحدث وتمسكت بيدي كما لو انك تمسك بيد طفلة صغيرة لا تعرف صالحها..كطفلة لا تعرف طريق العودة الى البيت في هذا العالم الواسع..تمنيت لو انك صفعتني او هززتني بعنف لافيق مما انا فيه...فالحياة بدونك مجرد اوهام..والحقيقة..حقيقة الحياة فقط في وجودك
عزيزي...لا اعرف لماذا اتحدث اليك وكأنك مازلت موجود في عالمي مع اني اعلم تماما انه لا مكان لي في حياتك الجديدة...حياتك التي بنيتها من غيري وتعودت انا على حقيقة اني على الهامش..تعودت على ان انظر اليك من بعيد وانا اقف في شارع مظلم ملئ بالقلوب المكسورة..تعودت ان اكتب اليك هذه الرسائل واحتفظ بها في ذلك الصندوق الخشبي القديم لاقرأها كلما غلبني الحنين اليك
لاتقلق علي ياعزيزي ان كنت تنوي ان تقلق...ولاتفكر الا ان تعيش حياتك بسعادة وبشغف كما اريدها لك...فقط اريدك ان تتذكرني بين الحين والاخر..اريدك ان تستقبل تلك الذكرى الصغيرة عني بترحاب ولا تغلق بابك في وجهها يكفيها ياعزيزي ماقاسته حتى الان فهي لاتعرف احد غيرك ولاتريد ان تكون لاحد غيرك...ايضا لا اريدك ان تنسى فيروز ولا ان تكف عن الاستماع لها..فيروز هي الشئ الوحيد الجيد الذي تركته لك ليذكرك بي...لذلك ارجوك ان لا تتخلى عنها
وهناك ايضا طلب اخير..عزيزي تعلم جيدا اني اسعد لسعادتك واتمناها لك من صميم قلبي..ارجو ان تكون على علم بهذه الحقيقة..فقط انا اتمنى لنفسي ولو جزء بسيط من هذه السعادة..فقط اريد ان اكون سعيدة مثلك..اريد ان استرد روحي من جديد..وان تكون افكاري ملك خالص لي وحدي وليست لك تتحكم بها كيف تشاء...اريد ان اكتب عن اشخاص اخرين غيرك واشياء اخرى غير الحزن والقلوب المفطورة...عزيزي اريد ان اعرف لماذا تأبى مساعدتي في الامر الصغير..لماذا تصر على ان تظهر في صورتي دوما...تذكرني دوما بما كان..لا اعتقد انه من العدل ان تعثر على حياتك وسعادتك واضيعها انا الى الابد بسببك
سيدي...لاتفكر بأني جاحدة او قاسية القلب..تعرف اني احبك..وان لم تكن تعرف اريدك ان تفعل..ولكني بالرغم من كل ذلك الحب اريد النسيان..اريد ان اختار النسيان..واريدك ان تساعدني بأن تبعد اطيافك عن عالمي قليلا..لا اطلب المستحيل منك
فقط..بعض المساعدة..والمسامحة سيكون ذلك شئ رائع منك
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تختار رسالة كل صباح من صندوقها الخشبي الصغير الملئ بالرسائل المؤجلة التي كانت تريد ان ترسلها اليه في يوم من الايام...تجلس في هدووء بجانب النافذة تأخذ رشفة من قهوتها السوداء..دائما سوداء..تفتح الرسالة تقرئها مالايقل عن ثلاث مرات بتأن شديد..تهرب دمعة من عينها فتغلق صندوقها على رسائلها المؤجلة وتحاول ان تكمل حياتها...وتبقى الرسائل مؤجلة