لماذا لا اكتب؟..سؤال رائع
لأني ببساطة مجوفة من الداخل..مخزون الحكاوي الذي كنت ادخره ليدفئني في كبري ينفذ ببطئ مرعب..لا استطيع النوم بسبب الملل او بسبب الصخب..الصخب الصخب الصخب..يفقدني القدرة على الكتابة وعلى الحلم
ارغب في كتابة تدوينة طويلة تصف عقلي المجوف وقلبي المجوف و روحي المجوفة..تدوينة طويلة تتحدث عن الحب وعن الفتيات الرائعات وعن الاحلام التي لايعرفها احد..تدوينة ربما ستتحدث عن قسوة الغياب والجروح التي لا تريد الالتئام بالرغم من تجرعنا لكل المضادات الحيوية الممكنة..تدوينة عني وعن اشخاص آخرين ربما اعرفهم وربما لا..انا هي انا ولا جديد هناك يا سادة..
ما علينا..اصبحت لا اقرأ كذلك..هل اخبرتكم بذلك..لم اقرأ منذ بداية العام سوى الصحف التي لاتحمل سوى المصيبة تلو الاخرى..اتخيل نفسي في كثير من الاحيان سيدة عجوز تقرأ الصحف وتربي الكثير من القطط و تشاهد افلام رومانسية قديمة
طيب..انا لا اشاهد الان سوى افلام الرعب و الاكشن..تجبرني ابنة عمتي احيانا على مشاهدة افلام رومانسية يصنفها عقلي فوراً على انها ضمن فئة الخيال العلمي لذللك اشاهدها بقلب مستريح مع ابتسامة ساخرة و عيون زجاجية
لماذا لا اكتب؟...سؤال ذكي لا املك اجابة محددة له
لكني سأحاول..اعرف اني لن افلح ولكن شرف التجربة يكفيني تماماً..في الحقيقة سيكفي وسيفيض
الحياة حياة..ليست رائعة ولا تخطف الانفاس ولا غارقة في اللون البمبي واغاني الحب..وليست سوداء ومغلفة بالدراما والدموع والنكد..هي حياة يحدث فيها كما يمكن ان يحدث في اي حياة اخرى..استيقظ لأنام لكي استطيع ان استيقظ مرة اخرى..اتحدث في الهاتف والقي الدعابات السخيفة ذاتها..اطهو طعام ليس رائع المذاق ولكنه قابل للاكل..احيا بعيداً عن الاحلام الطائرة و التساؤلات الغير منطقية عن جدوى وجود القلب وهوس النهايات السعيدة الذي لا اقبل ان اشاهد فيلم يخلو منها..بيني و بين الحياة ذلك التوازن المحبب..لا اتوقع اي شيئ منها وهي في المقابل لا تتوقع شيئ مني..نبقى خالصين
لماذا لا اكتب؟...ربما لأني اوشك على الانطلاق الى الفضاء الخارجي من فرط الملل والسأم
اعتقد انه لم يعد هناك جدوى من الكتابة بعد الآن..اسبح في نفس المدار منذ زمن طويل ولم تحدث بعد كارثة كونية تخرجني عن مساري..ولم تنفجر نجمة بعيدة في صمت لتكسبني قدرات خارقة استطيع بها قراءة الافكار والقلوب
لماذا لا اكتب؟...في الحقيقة لا املك ادنى فكرة