يبدو التدوين فعل بعيد للغاية...صخب الايام لايسمح بأي شيئ آخر سوى الجلوس على الارض لشرب كوب كبير من الشاي الاسود في صمت
صخب الايام الذي بات مزعجاً الى حد لا يصدق..سيل الفساد والاتهامات و الاكتشافات المتأخرة العبقرية اننا كنا محكومين بواسطة شيوخ منصر..كل ذلك لايسمح بأي شيئ
حسناً...لنترك كل القبح خلفنا..ونتناسى قليلاً ما كان
امطرت السماء اليوم..مطراً غزيراً وحقيقياً ليس كذلك المطر المائع الذي يهطل لدقيقتين ثم يستسلم..مطر قوي.. كنت استطيع سماعه وهو يرتطم بزجاج نافذتي وهو ما كنت احتاجه تماماً..لانه منذ فترة طويلة كانت الحياة راكدة مليئة بالطين الاسود قبيحة وحزينة..ولكنها امطرت اليوم
ربما انا انسانة ساذجة ..لايهم..لايهم حقاً...ولكن من انا لأنكر ان المطر يغسل كل شيئ..الشجر والارض والزجاج..حتى الارواح اخدت غسلة محترمة اليوم لذلك انا ممتنة..الارواح الهشة المتعبة الضعيفة القابلة للكسر...ممتنة كثيراً واشعر بالدفء لأول مرة منذ وقت طويل..فقط كنت اتمنى ان يكون هناك احداً ما لكي اقتسم معه قطعة صغيرة من السمسمية وهاجس يسيطر علي منذ 3 ايام
سأدون اليوم لأن السماء امطرت مطراً رائع يستطيع ان يشفي كل شيئ...حتى الافكار السوداء..سأدون لأن المطر شيئ يستحق ان يدون المرء عنه
اجلس في بيتي منذ اسبوع او اكثر قليلاً لا اعرف ماذا افعل بهواجسي وافكاري الكثيرة...ولكن المطر جاء واخذها بعيداً كفيضان صغير محبب..."رحمة ربنا واسعة" هكذا كنت افكر اليوم
سأخرج غداً...سأذهب الى الكوربة..هناك حيث الدفا والناس و آيس كريم سلطانة و الونس...كم احتاج الى الونس الان..كم احتاج الى شيء ما-احداً ما..ربما سأقابله في الكوربة غداً
ربما كانت هذه هي آخر مرة تمطر فيها السماء هذا الشتاء..تخبرني صديقة ان الشتاء بيودع..يموت الشتاء تدريجياً ولا يأخذنا معه...سأكون وحيدة مرة اخرى...مذهل كيف يمكن ان يشعر اي شخص بالوحدة في حضرة هذا الكم الهائل من البشر....طيب سأخرج غداً للاحتفال بانتهاء الشتاء ولكي اقابل كمية اخرى من الاشخاص ربما لن اشعر عندها...بشيئ يذكر لمرة واحدة على الاقل
كل مطر وانا طيبة :D