تعرفون بالطبع ذلك الاكتئاب الذي يجعلك لا ترغب في التحرك من سريرك..فقط تريد ان تستلقي هناك طوال اليوم وان ينساك العالم تماماً..وعلى الرغم من انك تسدل الستائر الثقيلة لتمنع ضوء النهار من الدخول الى روحك فان بعض الاصوات تنجح بالدخول..تلك الاصوات هي من تذكرك بأنك على قيد الحياة...هي وذلك الالم الداخلي..الالم الذي يذكرك في كل لحظة بجميع اخفاقاتك..الالم الغير محتمل..الالم الذي كنت قد قررت ان تتناساه
يظهر كل ذلك داخل غرفتك المظلمة
تعرفون بالطبع ذلك الاكتئاب
حسناً..انا لا اعاني منه..ما اعاني منه حقاً هو صداع فظيع يوشك على قتلي..بالاضافة الى اني غاضبة لا ادري مما انا غاضبة ولكن بالتأكيد هناك شيئ ما يستحق الغضب...الغضب والصداع مزيج قاتل كما تعلمون
لا تبدأ السنة الجديدة بالخير تماماً...انفجارات كنيسة القديسين وانقسام السودان..الحرائق التي وجدت طريقها الى اجسادنا و ارواحنا...ارواحنا الهشة التعيسة..أرواحنا التي سئمت من كلمة بكرة جاي اخضر...اعتذر منكم..انا لا اتكلم عن بكرة...بكرة هو في علم الله وحده..ربما يأتي بالافضل وربما يأتي بالاسوء وربما لن يأتي بشي على الاطلاق.. انا اتكلم عن الحاضر..الان..اليوم ليس اخضر ولا ازرق..ليس اي لون في الواننا المعروفة
اعتذر للمرة الثانية للاشخاص الذين يعبرون من هنا..لم انشأ المدونة لأملأها بتدوينات تتحدث عن الصداع و الاكتئاب والحرائق...في الحقيقة لم اسأل نفسي يوماً عن سبب انشائها..ولكني بالتأكيد انشأتها لأني اريد ان اقول شيئاً ما..شيئاً يتعلق بحكاياتي او بتخاريفي او بأشيائي الاخرى
ربما كان هذا من اشيائي الاخرى
طيب ممكن نغير الموضوع ونكمل.....أحاول ان ابدا السنة الجديدة بهدوء قدر الامكان..لا اتمنى شيء كما فعلت في السنة الماضية ولا اكتب تدوينة اشكر فيها الاشخاص الذين في حياتي..ولا احاول حتى ان اقطع الوعود لنفسي وللآخرين كما فعلت في العام الماضي...فقط اضع فيروز في اذني و اغمض عيناي واتجاهل القبح المحيط بالعالم
اجلس على الهامش في السنة الجديدة بعيداً عن كل شيئ...لطالما احببت ان اجلس على الهامش لأراقب اي شيئ و كل شيئ..في الحقيقة انا احب الهامش لأنه يتيح لي كل الوقت للتفكير والتحليل والتأمل واعادة التفكير مرة اخرى لأعود واتأمل ما فكرت فيه...يتيح لي الوقت لأخترع مواقف وهمية بيني وبين شخصاً ما بل واخترع ردود وهمية ايضأ تتيح لي ان أفحمه لو استدعى الامر
شريرة انا..اعرف ذلك
كونت فكرتي عن ان السنة الجديدة لا تكون جديدة الا لمدة يوم واحد فقط بعد ذلك هي مجرد سنة اخر تمر بنا..ربما تقرر ان تسعدنا و ربما تقرر ان تشقينا ولكنها في كل الاحوال عبارة عن ايام و ساعات مهمتها ان تساعدنا على النضج اكثر..وتعلمنا ان الاشياء التي كانت الكتب تحشو بها رأسنا غير موجودة في الحقيقة...وان كل المشاهد العظيمة في الافلام الخالدة التي نقتبس منها جملنا قام بها ممثلون يعانون من الاكتئاب الحاد الذي يؤدي الى الانتحار غالباً
الفين وحداشر...مازلت انتظر اي خبر سعيد...اي فرحة على الاطلاق..سأقبلها بدون اسئلة وبدون شروط..بدون تذمر..لن اتكلم ولن اعترض....أؤكد اني لن افعل شيئ على الاطلاق..ولكني لا احب الانتظار
اعتذر للمرة الثالثة من الجميع...وارجو منكم عدم محاولة تفكيك هذه التدوينة او معرفة الدوافع الكامنة ورائها..انا مجرد طفلة ساذجة تحاول الاتكون كذلك..مازلت اغمض عيناي عندما ارى العالم الحقيقي والنار والقسوة..وافتحهما على الروايات التي تتكلم عن الحق والعدل والحرية..مازلت احلم بيوتوبيا التي لن تكون ابداً
العنوان..من قصيدة جحا/هشام الجخ *