من اول السطر
في فيلمي المفضل تقرر البطلة ان تبدأ حياتها من جديد بعد طلاقها من زوجها...بداية جديدة منعشة في بلد غريب لا تعرف فيه احد ولا يعرفها احد
للبدايات الجديدة طعم الغربة احياناً..ولكن مع الوقت تصبح الغربة وطن جديد..ربما اجمل من القديم للبدايات الجديدة طعم الصفحة البيضاء الخالية من اخطاء الماضي وندم الماضي..لها رائحة القهوة المحوجة والورد البلدي الابيض والشيكولاتة بالبندق
نقطة ومن اول السطر
بطلة فيلمي المفضل اختارت ان تحيا في غربة عن حياتها القديمة باختيارها..فلا شيئ مثل الصدمات والاخطاء التي تأتي من ماضيك يجبرك اجباراً على ترك حياتك والتوق الى بداية جديدة..بيضاء..وان تصبح مجموعة من الاشخاص الغرباء عنك تماماً هم عائلتك الوحيدة
من اول السطر وعلى بياض
مع دخول العام الجديد يبدو ان حمى البدايات الجديدة تجتاح الجميع..هناك شيئ ما جعلهم ينتبهون ان حياتهم الماضية لم تكن بتلك الروعة التي تبدو عليها وانها في حاجة ماسة الى ورقة بيضاء ومجموعة من اقلام التلوين الخشبية لرسم العمر القادم
الصفحة الجديدة ستكون خالية من الاخطاء وزلات اللسان..ستكون خالية من الندم و من جميع القرارت السيئة...نعم..الصفحة الجديدة ستكون مثالية..مثالية وبيضاء وبقليل من الجهد يمكن ان تكون استثنائية
صفحة بيضاء
منذ مدة علمت انني اكره الصفحات البيضاء..تصيبني بالغثيان..ربما لأنها تذكرني بصفحات كراسة الاجابة في امتحانات الكلية..او ربما لأنها تشبه الصفحة البيضاء في كراسة الرسم التي كنت اقف امامها ببلاهة عندما تطلب المدرسة منا رسم الحلي التراثية
كيف يمكن لطالبة في المرحلة الابتدائية ان تكون قد رأت حلي اثرية من قبل
او ربما لأن الصفحة البيضاء هي صفحة جديدة من دفتري الازرق اقف امامها ببلاهة ايضاً عاجزة عن ترجمة شحنة الغضب التي تجتاحني في بعض الاحيان..وأكتفي بالبكاء الصامت كأي طفلة في الحضانة
لا...لم تكن الصفحة البيضاء يوماً ضمن دائرة اهتماماتي..ولم يحدث ان استرعت فضولي..الحقيقة هي اني ارهب البدايات الجديدة بعض الشيئ ولم اكن ابداً من الاشخاص الذين يتركون فوضى حياتهم القديمة خلفهم ليلحقوا بأول فرصة لبداية جديدة وصفحة بيضاء ببساطة شديدة لأن فوضى حياتي هي انا...ولأن البداية الجديدة لن تستطيع ان تصلح اخطاء الماضي ولن تستطيع ان تمحي زلات اللسان وتشفي لساني السليط احياناً.. البداية الجديدة لن تستطيع ان تخلصني من ندبة تركها احدهم..او تركتها انا لأحدهم
ارحب بالعام الجديد وبصفحته البيضاء التي لا اريدها بشدة يعني على طريقتي.
.في الحادية عشر مساءً كنت في سريري وتحت اغطيتي الكثيرة اغط في نوم عميق او هكذا خٌيل لأهل البيت
:) وكل سنة وكل بدايتنا بيضاء