حبة رمان قادمة من الجنة
تدعوني الايام مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخب..
ولاتعدني بشئ معين لأنه لايوجد شئ مضمون في الدوامة..ربما ستخبرني ان الاشياء القادمة اجمل.. ربما تقول لي ان الاوقات التعيسة يتولد منها اوقات رائعة
لا افهم شيئاً..فقط تفتح لي الباب وتدعوني الى الدوامة
تخبرني هبة ان ثمرة الرمان لابد ان تحتوي على حبة واحدة ضمن حباتها..هذه الحبة قادمة من الجنة ولذلك حرص الصحابة على اكل جميع حبات ثمرة الرمان لكي يفوزوا بتلك الحبة
تخبرني بذلك ونحن نعد كوكتيل الرمان والجوافة الذي اخترعناه في لحظتها لأن والدتها ممنوعة بأوامر من الطبيب عن شرب العصائر المحفوظة
أكره المرض..واكره تلك الفجوة السوداء التي يسببها في القلب..أكره القلق والترقب والالم..ولكني احب يد الله الحانية التي تمسح على رؤوسنا وتخبرنا ان الايام القادمة تحملالكثير من اللون الاخضر
يخرجني مرض ام هبة من مداري
في غرفة المستشفى ووسط صخب الاشخاص القادمين للمواساة..تتعلق عيني بأم هبة التي لاتستطيع مجارة كل ذلك الصخب وكل تلك الاحاديث وافكر كم سيكون لطيفاً لو تطوع احدهم وامسك مقشة كبيرة ليطرد هؤلاء جميعاً خارجاً لاشئ يستدعي الغضب..مجرد مقشة كبيرة لنخرج كل تلك الاحاديث التافهة من الغرفة ونوسع مجالا اكبر للهواء ولبعض السكون..وربما لبعض التعاطف الحقيقي
.تدعوني الحياة مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخبولاتعدني بشئ معين..دوماً لاتعدني بشئ معين
تغريني الكتابة بالهروب..دفتري الازرق الكبير يجلس هناك بكل براءة..يهمس لي احياناً بأكثر الافكار جنوناً..اقاومه كثيراً حاليا ولكن ربما سأستمع اليه في المستقبل
افتقد دفتري الازرق الكبير ومايفعله بي..افتقد ان اكتب في ميني باص متحرك وان يتلصص علي الاشخاص الذين اجبرتهم الظروف على الوقوف في ميني باص مزدحم بحيث اصبحت انا تسليتهم الوحيدة يخالجني شعور احياناً بأن الكتابة هي الشئ الوحيد الذي يستحق ان تتحمل سماجة البشر من اجلها مع انها فعل ينطوي على كثير من الخصوصية... لأنه عندما اكتب اضع جزء مني في ورقة بيضاء..واغلق عليها الدفتر الازرق الكبير..احياناً اطوي الورقة وارميها من النافذة ارمي قطعة مني ولكن لايهم..لأن قطعة اخرى ستخلق وربما ستكون اجمل
القهوة تساعدني على انجاز الكثير..وعلى تخطي الكثير..القهوة وصلاح جاهين وفيروز..والنافذة الكبيرة في حجرتي..اجلس تحتها واشرب القهوة..استمع لفيروز واقرأ لجاهين واتذكر..انظر الى السماء واتذكر..اعالج ذلك الجرح الذي لايريد ان يندمل واتذكر...مؤخراً صرت لا افعل شئ الا ان اتذكر...وهو لمن لايعلم شئ مرهق للغاية..كأنك تصر على التمسك بخيط رفيع يربطك بحافة.. هذه الحافة لاتريدك ضمن حدودها..تنبذك..وانت تصر على التمسك بها لتعود وتنبذك مرة اخرى..حت تصاب بنوع من الاستسلام وتفلت يدك لتبدأ رحلة الهبوط السريعة التي لا اعرف عنها شيئاً الا انها مؤلمة
كنت اقول ان الحياة تدعوني مرة اخرى الى دوامتها..تفتح لي ابوابها على الصخب..وتغريني بالذوبان داخل الدوامة..تغريني ان اصنع كوكتيل جوافة ورمان وان انسى من انا في بعض الاحيان
..........................................................................................................................
تحديث
يستحسن قبل التعامل مع الرمان اننا نلبس اي حاجة قديمة او مريلة مطبخ لأن بقعة الرمان مش بتطلع ابدا من الهدوم
وكمان نلبس جوانتي في ايدينا لأن التعامل مع الرمان وتفصيصه بيسيب سواد في الايدين..بس مش في القلب :)
اقعدوا بالعافية