Saturday, March 28, 2009

فعل..بدون اسباب


لا شئ يستدعي الكتابة حقا..كل شئ يسير عكس الطريقة التي اريدها..ولكني مستسلمة تماما


الاستسلام..نعم الاستسلام شئ رائع واختراع عبقري انصح الجميع باتباعه..لاشئ يعيب ان تطفو مع التيار وتترك الحياة تأخذك الي حيث تريد هي..ربما ستتفاجأ في النهاية بما ستصل اليه


رغم كل شئ لا اشعر بالغضب..اشعر فقط اني مخدرة وكأن احدهم سقاني"حاجة اصفرة" وينتظر الوقت المناسب للهجوم علي ولكن الذي لا يعرفه اني شريرة للغاية استطيع ا ن اكون باردة جدا واخيب جميع الظنون التي تتبنى فكرة انهياري بالاستسلام

لاشئ يستدعي الكتابة حقا..ولكن افعل

هناك ذلك الشخص الذي يقول عني "احتوائية"..لا افهم الكلمة في البداية ولكنه يقول لي انها مشتقة من الاحتواء..رأيه اني ناجحة تماما في احتواء من اعرفهم...هذا شئ جيد اليس كذلك؟..شئ يستحق الكتابة عنه..اليس كذلك؟


هناك تلك الرحلة الممتعة لاطلال حديقة الحيوان..وبالرغم من ان معظم الحيوانات مصابة باكتئاب حاد وشره مرضي الا اننا لم نبالي ابدا..اعتقد اننا كنا نسترجع اخر رحلة لهذه الحديقة منذ ما يقرب من عقد كامل من الزمان او اكثر عندما كانت الحيوانات سليمة ومعافاة ولاتسمى بأسماء سخيفة على غرار فوزي كلب البحر وزوجته فوزية ومتولي الاسد..ونعيمة انثى الفيل المثيرة للشفقة


هناك ذلك المخلوق الصغير الرائع الذي يحيطني بحب لم اشهد له مثيل..والذي يقبلني بلا سبب على الاطلاق..والذي اصبح اخيرا ينطق اسمي بشكل صحيح وبطريقة رائعة جعلتني اعيد اكتشافه من جديد


في الواقع الاشياء التي لا تستدعي هي من اهم الاشياء واكثرها سخافة وقربا من القلب والروح..ربما ان امعنا النظر قليلا سنرى شء اجمل قادم في الطريق ولكننا لا نستطيع رؤيته جديا بسبب كل ذلك الضباب


اصبحت الكتابة فعل مفاجئ..يحدث في اي مكان واي زمان..فعل فاضح بعض الشئ..يجعل الاخرين ينظرون اليك بفضول ووقاحة وانت تكتب في دفتر ازرق كبير اثناء جلوسك في الميني باص الاخضر ولكن المزعج بحق انك تتحمل كل ذلك بسبب لاشئ..لاشئ يستدعي الكتابة حقا ولكنني افعل على سبيل "ربنا مايقطعلنا عادة" او على سبيل "الفضفضة" او حتى لمجرد الحكي الفارغ الخالي من المعاني المستترة..مجرد رغي مش اكتر


ولكن برغم كل شئ هناك اشياء تستحق الكتابة عنها..تستحق ان افتح الدفتر الازرق الكبير واكتب بخط غير واضح بفعل مطبات الطريق الكثيرة كم انا سعيدة هذه الايام..اكتب ايضا ان الله يثبت لي دائما ويذكرني اني لست بهذا السوء..تستجاب دعواتي بعد كل شئ..احب حقا ان اعتقد ذلك..تستجاب دعواتي التي دعوتها وانا في الحرم الواحدة بعد الاخرى ببطئ ولكن بتصميم شديد


نعم..اكتب حتى لا اجن..او حتى لا يزيد جنوني..اعرف ذلك الان


اكتب حتى لا اكذب..فقط حين اكتب اصير واحدة من القديسين


اكتب لأن الكتابة علاج...علاج ناجح تماما


اكتب لاني حين اكتب لا أكون هنا

Tuesday, March 17, 2009

عن الفتاة


هي... الفتاة الغير جذابة..الفتاة الخفية التي لايراها احد ولا يشعر بها احد..تصلح دوما لدور الصديقة
الجيدة..المخلصة...ولكن دور الحبيبة لم يكن يناسبها..غالبا هي نسيت انه يوجد دور بهذا الاسم


هي...الفتاة الهادئة..الفتاة التي تقرأ للقباني وجويدة ودرويش وتشعر ان هناك شئ رائع ينتظرها مباشرة بعد ان تغلق الكتاب

هي..الفتاة الحالمة حتى الثمالة..التي تشعر ان احلامها هي واقعها وان واقعها هو في الحقيقة مجرد كابوس اخر...الفتاة

التي تدرك تماما ان لاشئ سحري سيحدث وان النهاية السعيدة تكون في الافلام العربي القديمة فقط ولكنها مع ذلك تحتفظ بحقها في الحلم

هي...الفتاة التي تستمع دائما لحكايا صديقاتها عن احبائهم ومعجبيهم فتكتفي بالابتسام لانه لاشئ لديها لتقوله...الفتاة التي تسديهم النصائح فيما يتعلق بتلك الحكايا فلا يستمع اليها احد على اعتبار انها بدون خبرة في تلك المسائل

هي...الفتاة خفيفة الظل الضحوكة دائما..فقط لتخفي ما تريد قوله فعلا..وربما لكي تخفي شيئا اكبر من مجرد كلمات

عن تلك الفتاة اتحدث


تلك الفتاة لن تهتم كثيرا بمظهرها المثير للشفقة نوعا ما..تحاول بقدر الامكان ان تقنع نفسها انها جميلة من الداخل بدرجة تفوق كل تصورات الاخرين..ولكنها رغم ذلك تحاول احيانا ان يحاكي مظهرها مظهر الاخريات..تحب ان تطلق عليهم" الدجاج" الفتيات اللاتي لايملكن عقلا تماما.. حتى ان كانت قطعة صغيرة منه...ومع ذلك هن جميلات كمطر يناير

هي نفسها الفتاة التي تمتلك مجموعة صديقات يحاولن محاولات يائسة لجعلها تندمج مع عالمها...يحاولن اقناعها ان تكون في النهاية..دجاجة اخرى

هذه الفتاة التي تحب في صمت..وتشتاق في سكون..وتحن بجنون لشخص مازالت تأمل انه يعرفها ويتذكر صوتها..مازالت تأمل انه موجود

الفتاة المطيعة دائما..التي تسمع الكلام دائما...الخائفة دائما...التي لا تتأخر عن الثامنة والنصف لأن وجود البنت في الشارع بعد الثامنة ونصف وخمس دقائق عيب

تلك الفتاة التي تسكن تحت جلدها طفلة صغيرة تحب المطر والشيكولاتة وتوم وجيري...التي تسعدها اي هدية حتى وان كانت حضن كبير

الفتاة الطيبة الساذجة..الشريرة الخبيثة احيانا اخرى..ولكنها الطيبة في معظم الحالات

عن الفتاة العادية..العادية جدا لدرجة غير عادية..اتحدث

احيانا..هي حالمة..مساءا وصباحا حالمة..تطاردها احلامها كما لو كانت كوابيس ولكن الاختلاف الوحيد انها ترحب بتلك المطاردة بل وتتمناها..واحيانا هي واقعية..واقعية حتى اكثر من صخرة الواقع التي تتحطم عليها احلام البشر

متناقضة؟...بالطبع هي كذلك

تعصف بعقلها الف فكرة في الدقيقة..فقط ليتبدلوا بألف فكرة اخرى في الدقيقة التي تليها...ومع ذلك تبدو رائقة المزاج..خالية البال

هي الفتاة التي لن تكون ابدا مثيرة...ولن تتفجر الانوثة منها يوما...لن ترقص لأحد بدلال... ولن يحاول احدا ن يمسك يدها عنوة

لن تخبرك ابدا انها تحبك وانها تشتاق اليك..لأنه "عيب"..فقط ستنظر اليك بصمت وستتمتم بكلمات غير مفهومة لك وعندما تسألها ماذا تقول...ستقول لك لاشئ...ولكن الحقيقة انها كانت تعترف بحبها واشتياقها وربما بجنونها لانها لم تتكلم بصوت عالي

الفتاة المجنونة التي يظهر جنونها في اروع اللحظات فقط ليكتشف الاخرون جوانب منها لم تظهر من قبل..الفتاة التي تفتح النافذة في شهر يناير وتسمح للبرد بالدخول لكي تستمتع بعد ذلك بالدفء
الفتاة الحنونة..التي تربت عليك بحنان وانت تبكي وتشكي مرارة احزانك..وتدعوك بعد ذلك الى ايس كريم مانجة "من عند قويدر لزوم الفرفشة"..تلك الفتاة التي تشعر انك تعرفها حتى وان لم تكن تعرفها..والتي تحبها من قبل ان تعرفها
هي الفتاة التي تستطيع ان تخبرها انها احتوائية بضمير مرتاح..لأنها تحتويك بالفعل..تحتويك بطريقة رائعة وعفوية..طريقة خالية من الاغراض الخفية...
الفتاة العادية..العادية جدا..لدرجة غير عادية...هي تلك الفتاة التي اتحدث عنها