Tuesday, November 11, 2008

صانع الاحلام


تفكر في ان صانع الاحلام في اجازة..وربما هي اجازة مفتوحة...ومن الممكن ان يكون صانع الاحلام الذي تعرفه قد مات وجاء واحد اخر لا يستوعب حاجتها الماسة الى الاحلام...تفتقد احلامها كثيرا..ويبدو ان الكوابيس عرفت الطريق اليها


تفكر في ان صانع الاحلام الجديد هذا لايعرفها جيدا..ولايعرف كم هي انسانة طيبة وعطوفة..ربما كانت متسرعة قليلا وربما كانت عصبية قليلا..وربما كانت سليطة اللسان احيانا..ولكنها تجزم انها طيبة وحنونة وعطوفة...يمكن لقلبها ان يحمل الكثير من الاحزان دون ان يشكو لاحد..ويمكن كذلك ان يحمل الكثير والكثير من السعادة والالحان والالوان وينثر على الجميع نفحة من هذه السعادة...تفكر في انها انسانة طيبة ولا تستحق ان تجهز الكوابيس على الباقي منها بهذه الطريقة


تقرر انها ستتعرف على صانع الاحلام الجديد..ستذهب اليه بسلة ملئية بالورد الابيض والزهري..ستأخذ اليه لحنا من الحانها المفضلة...ستخبز له كعكة شيكولاتة كبيرة... وربما شيئا عزيز عليها كذلك لتثبت له انها تستحق بعض الاحلام الجيدة بين الحين والاخر...تريده ان يعرف انها تحتاج الى الاحلام الجيدة...حلمين في الاسبوع على الاقل..تريد ان تتحلى ببعض القوة لمواجهة اشباح الليل واطياف النهار...تريد ان تكون سعيدة لمواجهة ذلك الكيان الذي يتربص بها كلما اوشكت على البكاء


تقرر انها ستذهب لمقابلته مهما كان الطريق اليه مظلما او مملا اوطويلا...يقولون ان الطريق اليه صعب..ولكنها لاتبالي بالصعاب..ويقولون ان الطريق مليئ بالاحزان والاشباح..فليكن هي تواجه منهم كل يوم مايكفي لعدم اصابتها بالخوف او بالدهشة...تدعو الله وهي في الطريق ان لاتقابل قلبا مكسورا فهي لن تحتمل هذا..ولا ان تقابل شيئا يذكرها به فهي لن تحتمل هذا ايضا


في الطريق يتسرب منها الدفء بالتدريج..ترتعش روحها من البرد ومن الخوف..تدمع عيناها..تلمح ذلك الكيان الذي يتربص بها...تزورها الكوابيس حتى وهي مستيقظة..ولكنها تواصل الرحلة


تدرك انها لم تحتاج يوما للاحلام السعيدة كما تحتاجها الان في هذه اللحظة...وتفكر في ان هذه الرحلة ربما كانت فوق طاقتها وان كوابيسها التي تعرفها وتألفها جيدا افضل بكثير من كل تلك الاشباح التي تحوم حولها الان...تفكر للحظات في التخلي عن حقها في الاحلام السعيدة ولكنها تتخيل حياتها بدونها...كيف ستعيش..كيف ستأمل في غد اجمل بدونها....لا..هي تحتاج الى تلك الاحلام اكثر من قبل الان وستكمل رحلتها لترجو صانع الاحلام الجديد لكي يعيد احلامها اليها


ولكن ذلك الثقل في روحها يمنعها..يجعلها تشعر ان التنفس فعل بطولي..وان الحياة تسرق منها..ذلك الكيان اللزج يخرج لها لسانه ويتحداها ان تكمل والا فلتستسلم له..ذلك الشئ الشرير يحاول ان يملئ عالمها بالظلام...الظلام يزحف عليها ببطئ..لاشئ غير الظلام...ظلام...ظلام شديد

عرفت بعد ذلك انها عندما وصلت الى بيت صانع الاحلام اخيرا لم يكن شيئا قد تغير..كان كل شئ على حاله...مازال صانع الاحلام كما هو..مازال يلبس تلك النظارات الغليظة لكي يستطيع الرؤية جيدا ولكي لا يخلط بين الاحلام ويرسل حلم شخص لشخص اخر ..مازل بيته تفوح منه رائحة الاحلام السعيدة...مازالت ازهار الياسمين هناك في حديقته...ومازال ذلك النهر يجري بجانب بيته..لم يتغير شئ
تتذكر كل ذلك..نعم...ولكنها لا تعرف انه قال لها ان مخزون احلامها انتهى لهذا لم تعد تحلم ولهذا عرفت الكوابيس الطريق اليها...لا تتذكر انه قال لها ان احلامها انتهت وانه لايحق لها ان تتوقع المزيد من الاحلام بعد الان...لاتتذكر انه قال لها ان مخزون كوابيسها ممتلئ الى اخره اخبرها ان تتوقع الكوابيس..والكوابيس فقط من الان فصاعدا

تتذكر اي شئ من ذلك..فقط عندما تلمح زهرة بيضاء..او تسمع لحن من الحانها القديمة..او ترى صورة من صوره..تشعر ان هناك شئ سرق منها ولا تدري ما هو

11 comments:

حمامة said...

انا اول حد
هييييييه

حمامة said...

تعلم انها تفتقد شيئا..فقط لاتدري ماهو

الموضوع ده بيبقى مشكلة اغلبنا
بنبقى حاسين كتيران فى حاجة ناقصة بس مش بنبقى عارفين ايه هى
بنكسل ندور عليها

كتبت مرة ان احياناً بتبقى روحنا ناقصها حاجة فبندور على الحب
وبندور على الحد اللى يقولناايه هى الحاجة دى
لاننا احنا مكسلين ندور جوانا

انا بقالى كتير مبحلمش
تصدقى الموضوع ده تاعبنى
احلامى كلها خرف :D

كيفك ؟ :)

Unknown said...

طيب طالما ماتغيرش

بطل يبعتلها أحلام حلوه ليه؟

ابو على said...

الصوره دى من تمثيليه كوريه برده؟؟

واضح ان نبره الحزن اتشالت شويه منك

نصيحه تمسكى بصانع الاحلام الجديد دا حتى لو كان ف احلامه بعض الكوابيس

مش احسن برده من الاشباح اللى بتطاردك دى؟:d

تحياتى

basma saghir said...

حمامة
لأ هو مش كسل بالضبط..تقدري تقولي عليه جهل على كسل على حبة خوف
والله يا حمامة لو الحقيقة جميلة تبقى الاحلام ملهاش لازمة..ساعات بيكون الواقع اجمل من الاحلام مية الف مرة

اسراء
علشان رصيدها خلص خلاص

ابو علي
:) انت متابع مسلسلات كورية يا ابو علي ولا ايه؟
الحمد لله اتشالت كتييييير احنا كنا فين وبقينا فين...منورني على طول

momken said...

بيسو

كلنا فقدين اشياء لانعلمها
ولو نعلم ما نفقده لاحصلنا عليه
او ما فرتنا فيه

لكننا جميعا نجهل ما يلزمنا او ما يمنحنا السعاده
او نشوة الحلم

البوست رائع

دمتى بخير
تحياتى

Desert cat said...

اليوم لابد ان تتعود على نفسها
تصنع احلامها بخيالها
تطرد الكوابيس من منامها

يمامة شاردة said...

و الله أنا كمان هموت و أعرف طريقه فين

بس المهم مايكونش طريقه أصعب من الكوابيس اللي بتزورني .. لإني خلااااص استويت!!


تصدقي إني ماتخيلتش إني ممكن ألاقي حد بتجيله نفس أفكاري؟

:)

soulmate said...

يا ريت تكون نظرة الامل دى الى احنا محتاجينها تتجسد ولو فى حلم نحلمه ولو كانت احلام يقظه احيانا يكون الهروب من الواقع افضل من الانغماس فيه

basma saghir said...

ممكن
اكيد كلنا ناقصنا حاجة..والمشكلة مش اننا مش عارفين..المشكلة ان الحاجات اللي ناقصانا كتير قوي لدرجة اننا مش عارفين نحدد ايهم اهم
شكرا لمرورك

desert cat
بالضبط كدة :)

يمامة
اديكي لقيتي..شفتي بقى..اي خودعة ياستي :)

شوشو
والله هو مش احيانا..هو دائما احسن من الواقع

nudy said...

البوست رائع ولكن اعتقد ان عليها ان تصنع حلما جديدا ان لديها طاقة هائله ربما لم تراها ولكنهامكنتها من الوصول الي بيت صانع الاحلام وحدها وسوف تمكنها من صناعة احلام افضل من التي انتهت ولكن رحاء الكتابه بلون فاتح لاني مش باقدر اشوف اللون الاحمر ده خالص وعلشان كده معرفتش اقرا البوست اللي قبل ده